التَّفنِيدة السريعة لِما جاء في كلام د. عبد الإله الجهني ومجازفاتِه في التَّغرِيدة ودفاعاً عن بعض الإخوة الأفاضل -وفقهم الله- (الحلقة الأولى)
التَّفنِيدة السريعة لِما جاء في كلام د. عبد الإله الجهني ومجازفاتِه في التَّغرِيدة ودفاعاً عن بعض الإخوة الأفاضل -وفقهم الله- (الحلقة الأولى)
  | المقالات, قسم المشرف   | 1

التَّفنِيدة السريعة

لِما جاء في كلام د. عبد الإله الجهني ومجازفاتِه في التَّغرِيدة

ودفاعاً عن بعض الإخوة الأفاضل -وفقهم الله-

(الحلقة الأولى)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وٱله وأتباعه أجمعين.

أما بعد؛

فقد أوقفني (بعد غيابٍ عن شبكة الاتصال) بعضُ الإخوة -جزاهم الله خيراً- على تغريدةٍ وكلامٍ صوتيٍّ (ومفرَّغٍ كتابةً) للدكتور عبد الإله الجهني -أصلحه الله- يَستبق فيها -كما يقال- الأحداثَ، وأتى بغرائب وتأصيلاتٍ عجيبةٍ، وأسلوبٍ لا علاقة له (بل ولا يليق) بالعلم الشرعي ولا آدابه وحُسْنِ خطابه، وقد قام بعض المشايخ والإخوة السلفيين الأفاضل -جزاهم الله خيراً- بالرد والتعليق عليه وتفنيد كلامه وبيان خطئه وتعجُّله، ومِن ذلك مجازفته وإغرابه في استنكاره الهزيل لعبارة قريباً.. قريباً.. (على مَسالك الحدادية القديمة وأهل الجهل والتعالم في إنكار ما لا يُنكَر شرعاً ومشى عليه العُرف العِلمي بالتبشير أو التنبيه بالآتي مِن مسائل العلم وشؤونه وأبوابه).

 

ولأن الدكتور عبد الإله الجهني -أصلحه الله- لم يكن دافِعُه إلا العجلة وعدم رحابة صدره تجاه ما قلت عنه: (قريباً إن شاء الله)؛ كَشفَ اللهُ بهذا ما هو عليه من التهوُّر والاندفاع الطائش الذي ساقَه بألفاظٍ وعباراتٍ بعيدةٍ كل البعد عن الآداب الشرعية والمَرعيَّة والاحترام لإخوانه السلفيين، مع التهكُّم والتحقير والازدراء والتكبُّر والتعالي عليهم؛ حيث كان الواجب عليه شُكرهم ومعرفة قَدرِهم، خاصةً وأن فيهم من هو أكبر منه سنًّا وأَسبقُ لهذه الدعوة السلفية المباركة، حسيبهم الله تعالى.. وقد نبهوه على أنه (بخطِّ يده أو إقراره) استخدَمَ عبارة (قريبا) التي جازَف وتهوَّر فأنكرها بلا علم، بل اتَّهم مستخدمها بأنه صاحب استعراضٍ وطريقةٍ استعراضية فعجباً عجباً!! 

 

فلم يَشكر لأولئك الإخوة نُصحهم وبيانهم ثم يتراجع ويعترف بخطئه الفادح وسوء ظنه وتعدِّيه وتجاسُره حتى هذه اللحظة كما هي عادة (آخَرِين) محسوبِين على هذه الدعوة السلفية وساحتها، يقعون في أخطاءٍ ومخالفاتٍ للسلفية وعلومها وأصولها وما عليه علماؤها الأكابر فيقوم بعض الناصحين (حتى لو كانوا صغار سنٍّ ومبتدِأةٍ في طلب العلم والحق) فيبيِّنون لهم تلك الأخطاء والمجازفات الخطيرة التي تزعزِع الصف السلفي وتشوِّش على السلفيين بل ربما تَفتنهم وتُضيعهم -حَفِظَنا الله جميعاً من الفتن والشر وأهله-.. أقول لا يَقبلون ذلك النصح ولا تلك التنبيهات، بل يَتعالون على الناصحين والمنبِّهين ولا يتراجعون ولا يُبيِّنون ولا يعترفون بأخطائهم وتجاوزاتهم كما بيَّن شرعُ الله الإسلامُ ومشى على ذلك علماء السنَّة قديماً وحديثاً.. بل يزيدون على ذالكم العنادِ والتعالي و(التغافل المتعمَّد) و(الاستخفاف بعقول السلفيين)؛ رَميَهم لأولئك الناصحين بالسَّفه! وعَدم الفهم! (والناصحون ولله الحمد فَهِموا لأجل ذلك نَصحوا) وعَدم القَدْر والمكانة العلمية! مع سوء الازدراء والغِلظة والفظاظة والشِّدة الغالية التي لم يَعهدها ولا يَعرفها -ولله الحمد- السلفيون في دينهم الإسلام ولا عن علمائهم الكبار وطلابهم الراسخين.. ولم يكتف (أولئك المنصوحون والمردودة عليهم أخطاؤهم) بذلك، بل تراهم يًستخدمون أساليب غريبةً للدَّفع والدفاع بالباطل عن أنفسهم وشخصياتهم وذواتهم (ومَن وراءهم)؛ فيراوغون ويتحايلون وربما أيضاً يَكذِبون (كذباً صريحاً مكشوفاً).. بل يؤصٍّلون تأصيلاتٍ وتقعيداتٍ فاسدةً جاهلةً لا علاقة لها بدين الله وأصول شريعته العظيمة المتينة.. كل ذلك وغيره مِن (إرهابٍ.. وتخويفٍ.. وتجريمٍ.. وربما تهديد)[1] للأسف الشديد لِردِّ النصح وقَمعِ أهله وعدم التواضع والانصياع للحق، حتى لا يقول أحدهم إنني أخطأتُ وخالفتُ وأفسدتُ فيَرجع خاشعاً لله، خاضعاً موقِّراً لله العظيم، معترفاً بخطئه، تائباً لله، مبيِّناً -بكل شجاعةٍ ورجولةٍ ومروءةٍ- حقيقةَ أخطائه، وشاكراً لناصحيه معترفاً بفضلهم وقيامهم بالواجب الشرعي (الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة)، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).

وفَّق الله الجميع لما يحب ويرضى، وحفظ أهل الإسلام والسنة من كل شرٍّ وفتنةٍ وفتَّانٍ ودخيلٍ.. ورزقنا البصيرة، وتولَّانا ودفع عنا شر كل مغرضٍ ومفسدٍ ومتلاعبٍ متلون.

 

يتبع..

قريبا -إن شاء الله-

الحلقة الثانية (كشف الجهل والتلبيس والمكر والمؤامرة…).

 

 

كتبه

نزار بن هاشم العباس

٢٠ – جمادى الأول – ١٤٤٧

١١ – نوفمبر ٢٠٢٥

 

موقع راية السلف بالسودان

www.rsalafs.com

 


[1] قريباً -إن شاء الله- ستجد تفاصيل هذا الصنف المتعالي والمتعجرف في مقالةٍ بعنوان: (كشف الحق والحقيقة.. الدعوة السلفية دعوةٌ شرعيَّةٌ لا حزبيَّة ولا عصبيَّة ولا بقوميَّةٍ شُعوبيَّة).