بيان مسلك العلماء الربانيين في الرد على من اعتدى على دولة مسلمة وإن كان حاكم دولة أخرى، وجواز دفاع الدعاة إلى الله عن دولتهم ورد الظلم والعدوان وكشف حال المعتدي
بيان مسلك العلماء الربانيين في الرد على من اعتدى على دولة مسلمة وإن كان حاكم دولة أخرى، وجواز دفاع الدعاة إلى الله عن دولتهم ورد الظلم والعدوان وكشف حال المعتدي
  | غير مصنف   | 72

[ بيان مسلك العلماء الربانيين في الرد على من اعتدى على دولة مسلمة وإن كان حاكم دولة أخرى، وجواز دفاع الدعاة إلى الله عن دولتهم ورد الظلم والعدوان، وكشف حال المعتدي]

 

( ١ )

 

( سلسلة كلام علماء السنة الكبار ومقالاتهم ومواقفهم في بيان ما العمل والحكم الشرعي تجاه دفع ظلم وتعدي بعض الدول المسلمة وولاتها على دول مسلمة أخرى مظلومة)

قال الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله:

” فإنه إذا أذن الشرع في قتالهم وقتلهم وإراقة دمائهم وحربهم لكف شرهم والتخلص منهم، فلا شك أن ما هو أدنى من ذلك جائز، من بيان ظلمهم وكذبهم وتحايلهم وخداعهم وكيدهم وسوء طواياهم التي أظهرها سوء أفعالهم المنكرة في ذلك العدوان والتدخل الإجرامي”. (تنبيه السائل والغافل إلى مسائل تجاه العدو الصائل وإلجام من تكلم بلا علم ولا إمام ص ٨)

قال سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى – إبان عدوان دولة العراق على دولة الكويت – :

” ففي هذه الفتنة معلوم أن حاكم العراق ظالم معتد على دولة آمنة مسلمة، بغى عليها واعتدى ظلما وعدوانا، وهو بعثي ملحد، إن واجب المسلمين جميعا أن يكونوا مع الحق ضد الظالم والمعتدي، ومن المؤسف أن تكون جماعة من الفئة الكافرة تنصر المحق وتردع الظالم ، بينما دول تنتسب إلى الإسلام تقف مع المبطل الظالم ، إن هذا لمن العجائب والغرائب، فالواجب على من ينتسب للإسلام ومن يدعي الإسلام أن يكون مع الإسلام حقيقة، وأن يكون مع طالب الحق ومع ناصر الحق لا مع الظالم والمعتدي ولو كان قريبه أو أخاه، فالواجب نصر المحق وردع الظالم والقضاء على ظلمه بالطرق المناسبة التي تحصل بها المطلوب”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج ٦ ص ١٧١)

 

(2)

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:

” وفي وقتنا هذا من أفضل الجهاد ومن أعظم الجهاد، جهاد حاكم العراق لبغيه وعدوانه، واجتياحه دولة الكويت، وسفكه الدماء، ونهبه الأموال، وهتكه الأعراض، وتهديده الدول المجاورة له من دول الخليج.

ولا شك أن هذا العمل عدوان عظيم، وجريمة شنيعة وبغي سافر يستحق عليه الجهاد من المسلمين.

ومن جاهده بنية صالحة فله أجر عظيم فإن قتل فهو شهيد؛ لأنه قتل في نصره للمظلومين، وحماية للمسلمين من شر حاكم العراق وعدوانه، ومن قتل مع حاكم العراق فهو متوعد بالنار؛ لأنه قد ساعد الظلمة وقاتل في سبيل الظلم والعدوان.

فنصيحتي للمسلمين جميعا ولدول الخليج بصفة خاصة أن يجاهدوا هذا الظالم، وأن يجتمعوا على ذلك فهو جهاد عظيم، وأهله موعودون بالنصر وبالأجر العظيم والعاقبة الحميدة.

ونصيحتي للذين يساعدون حاكم العراق ويقفون معه أن يتقوا الله، وأن يتوبوا إليه وأن يكونوا مع الحق أينما دار؛ لأنه أحق بالاتباع وأحق بالنصر، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول! الله نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه».

وهذا قد ظلم العباد وتعدى على أهل الكويت، وهدد غيرهم من جيرانه مع كونه ملحدا، فقد اجتمع في حقه إلحاده وكفره مع بغيه وظلمه، فلو كان مسلما سليما لوجب جهاده حتى يفيء ويرد الحق إلى أهله؛ لقول الله سبحانه: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا…}

وهذا لم يفئ، بل بغى ولم تزل المظالم لديه، فالواجب قتاله حتى يرد الحق إلى أهله هذا لو كان مسلما فكيف وحاله معلومة من الإلحاد.

فالواجب قتاله حتى يرد المظالم إلى أهلها، وحتى يخرج بجيشه من الكويت بدون قيد ولا شرط، ولا توبة لظالم حتى يرد المظالم إلى أهلها. ” اهـ، من مجموع فتاوى ابن باز (18/274).

 

(3)

 

سئل سماحة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: هل يتعين على جميع المسلمين الوقوف مع المملكة ومقاتلة هذا الظالم الباغي؟

فقال: “هذا اعتقادنا، فكما يجب عليهم أن يقاتلوا اليهود حسب الطاقة فكذلك يجب عليهم أن يقاتلوا صدام حسين حسب الطاقة من باب أولى، وأن يكونوا مع الحق ضد الظالم في كل مكان وزمان، هذا واجبهم جميعا حسب الطاقة والقدرة، لأن في ذلك نصرا للمظلوم وردعا للظالم”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج ٦ ص ١٢١)

 

(4)

قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى:

” فلا شك أن عمل الزعيم العراقي من اجتياحه الدولة الكويتية وما ترتب على ذلك من سفك الدماء ونهب الأموال وانتهاك الأعراض، لا شك أن هذا عدوان أثيم وجريمة عظيمة ومنكر شنيع يجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بإخراج جيشه من الدولة الكويتية، لأن هذا الإقدام والاجتياح أمر منكر بل مخالف للشرع ولجميع القوانين العرفية ولما تم عليه التعاهد بينه وبين قادة العرب في جامعتهم العربية”.

وقال أيضا:

” وإن هذا العمل الذي قام به صدام ضد الكويت هو عمل إجرامي يجب التوبة منه وعدم التمادي والرجوع إلى الحق فضيلة وحق، خير من التمادي في الرذيلة والخطأ”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج ٦ ص ١٥٠)

 

(5)

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:

” فالواجب على جميع المسلمين أن ينكروا هذا المنكر، وأن يناصروا الدولة المظلومة وأن يتوبوا إلى الله من ذنوبهم وسيئاتهم وأن يحاسبوا أنفسهم في ذلك وأن يتعاونوا على البر والتقوى أينما كانوا وتناصحوا ويتواصوا بالحق والصبر عليه في جهاد أنفسهم وفي جهاد عدوهم ومن اعتدى عليهم”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج ٦ ص ١٣٣)

 

(6)

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:

” ثم إذا كان هذا العدو الفاجر الخبيث صدام حاكم العراق: إذا أراد أن يسلم ويتوب فلينبذ ما هو عليه من البعثية ويتبرأ منها ويعلن الإسلام ويرد البلاد إلى أهلها ويرد المظالم إلى أهلها ويتوب إلى الله من ذلك ويعلن ذلك ويسحب جيشه من الكويت، ويعلن توبته إلى الله ويحكم الشريعة في بلاده حتى يعلم الناس صدقه”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج ٦ ص ٧٦)

 

(7)

 قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى:

” الشعب العراقي أوصيكم أيها الشعب بتقوى الله والتوبة إليه مما سلف منكم من شر وخطأ وظلم وعدوان، وأن تجتهدوا في اختيار الحاكم الصالح الذي يحكم فيكم شرع الله ويقودكم إلى الجنة والكرامة، وأن تحذروا شر صدام وأمثاله، وأن تحرصوا على عدم بقائه في الحكم ، وأن تجتهدوا في كل ما يقرب إلى الله ويبعد عن غضبه، ومن أسباب ذلك اختيار الحاكم الصالح الذي يحكم شرع الله ويدعو إلى دين الله ويحارب البدع والأهواء ويبتعد من الإلحاد والدعوة إليه، وينبغي لكم أن تختاروا الحاكم من أهل السنة لا من البعثيين ولا من غيرهم ممن يخالف شرع الله حتى يقودكم إلى طاعة الله ويباعدكم عن أسباب غضبه وانتقامه”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج 6 ص 181)

 

(8)

 قال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى:

” فالواجب على كل إنسان أن يعالج ذنبه ومعصيته بالتوبة النصوح ويحاسب نفسه، ويعلم أن ربه سبحانه ليس بظلام للعبيد.

فالله سبحانه لم يظلمك بل أنت الظالم لنفسك، تأمل وحاسب نفسك وجاهدها، وهذا الحاكم الظالم، أعني حاكم العراق صدام حسين، يرمي السعودية بالصواريخ، فماذا فعلت معه السعودية؟ لقد ساعدته مساعدة عظيمة على عدوه، ساعدته بالمساعدات التي ذكرها صدام في كتابه لخادم الحرمين الشريفين. وذكر أشياء كثيرة من المساعدات وأخفى الكثير. والمطلوب منه الآن الخروج من الكويت وسحب جيشه منها، وبعد ذلك يحصل التفاوض في بقية المشاكل، فهل هذا هو جزاء الإحسان للكويت؛ بأن يخرجهم من ديارهم وقد أحسنوا إليه كثيراً؟ وهل جزاء ما عملت السعودية أن يضربها بالصواريخ ويحشد جيوشه على حدودها؟ هذا هو جزاء المحسن عند صدام حسين، والله يقول سبحانه: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَنِ إِلَّا الْإِحْسَنُ)، لقد أحسنت إليه السعودية عند الملمات، وواسته عند الشدائد والكويت كذلك، ودول الخليج كذلك، كلهم ساعدوه ومدوه بما يستطيعون، ثم كانت هذه هي العاقبة من اللئيم الغشوم، لقد طلبوا منه أن يخرج من الكويت، وأن يسحب جيوشه منها، ثم يكون بعد ذلك التفاوض والنظر في المشاكل التي بينه وبين الكويت، وحلها بالوسائل السلمية”. (مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ج ٦ ص ١١٤)

 

(9)

قال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى:

” إذا خافت جهة من الجهات من عدوها، وغلب على ظنها إنَّ العدو عازم على الهجوم، ولدى العدو أسلحة لا توجد مثلها في دول المنطقة، أليس من الواجب ومن الحكمة ومن الكياسة أن تطلب أسلحة مماثلة أو أقوى سواء كانت من كافر أو من مسلم؟ واجب.

الجهاد الآن أيها الشباب فرض عين على السعوديين والمقيمين في السعودية، وعلى جميع المسلمين فرض كفاية، هذا رأيي عملا بقوله عليه الصلاة والسلام:” من قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد”.

المسلمون عندما يجاهدون الآن إن قُتلوا يُقتلون دون أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وقبلتهم ومسجديهم، حماية للمسجدين وحماية للقبلة الإسلامية، الاستماتة في هذا السبيل جهاد في سبيل الله بصرف النظر هل العدو الذي نجاهده مسلم أو كافر، إن كان كافرا فالأمر واضح وإلا فهو ظالم بالإجماع، رد الظالم والباغي ورد الصائل واجب عن النفس والمال والأهل “. (محاضرة تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء الدقيقة: 35)

(10)

قال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى:

“إذا متى يعتزل المسلم القتال الذي يقع بين المسلمين؟

إذا لم تتبين الظالم من المظلوم يجب أن تتجنب.

فإذا ما تبين لك الظالم من المظلوم يأتي عند ذلك دور قوله عليه الصلاة والسلام: “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، نصر المظلوم معلوم، ولكن كيف ينصر الظالم؟

يكف عن الظلم، بمعنى يقف المسلمون فيقاتلون مع المظلوم فنصروه لأنه مظلوم، وفي الوقت نفسه وقفوا في وجه الظالم محاولة لكفه عن الظلم فنصروه فهذا نصر له، هذا هو الذي يتحقق وهذا هو الظاهر في قضيتنا هذه.

نحن الذي ندين الله به بأن الجهاد الآن بين الكفر والإيمان، بين التوحيد والإلحاد، لأننا نعتقد أن العلمانيين ليسوا بمسلمين، كفروا بجميع الأديان، وسخروا من الإسلام، وأعلنوا بأن الإسلام لا يصلح أن يكون حاكما بين الناس اليوم، والإعراض عن الإسلام والاستخفاف بما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام ردة عن الاسلام بالإجماع.

فلنفترض أن بعض الناس لم يقتنعوا بكفر العلمانيين، فليكن القتال بين مسلم ظالم ومسلم مظلوم وهل في هذه الحالة نكون أحلاس بيوتنا؟!

أو نقف مع المظلوم لنرد ظلم الظالم فنكون بذلك نصرنا المظلوم ونصر الظالم فلتفهم هذه النقطة، نصرنا المظلوم لأننا وقفنا معه ودافعنا معه وجاهدنا معه هذا واجب، ونصرنا الظالم لأننا وقفنا في وجهه لئلا يظلم ويكف ظلمه، عملنا بقول النبي عليه الصلاة والسلام: ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما”. (محاضرة تصحيح المفاهيم ومناقشة الآراء الدقيقة: 29)

 

(11)

قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى:

” أما اعتداء العراق على الكويت فلا شك أنه بغي وظلم لا يجوز شرعا بأي وجه من الوجوه مهما كانت المسوغات أو كما يقولون اليوم المبررات لمثل هذا الاعتداء “. (سلسلة الهدى والنور شريط ٤٥٢ رقم التوقيت: ٠٠:٠١:٣٦)

 

(12)

قال الإمام الربيع رحمه الله تعالى:

” وأحب أن أسوق نصوصا من عبارات عدو الله الألد، وعدو الإسلام صدام حسين زعيم هذا الحزب الملحد والمستميت في نشر هذا الفكر ومبادئه بكل ما يملك من طاقات وامكانيات مدعما ذلك بالحديد والنار والبطش والإرهاب والفتك في بلدان المسلمين وفي بلده العراق بالذات”. (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين ص ٦)

 

(13)

قال الإمام الربيع رحمه الله تعالى:

” ويشيد صدام بأستاذه فيقول:” ثم إن الأستاذ ميشيل هو الذي أنشأ الحزب وليس صدام حسين كيف يمكن أن ننسى فضل الأستاذ ميشيل عفلك على صدام حسين نفسه في هذا المكان؟ لولا الأستاذ ميشيل عفلك لما وصل صدام حسين إلى هذا المكان”

قال الإمام الربيع رحمه الله:” انظر إلى هذا الطاغية كيف يخنع أمام أستاذه الملحد ويسبح بحمده”. (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين ص ٨)

(14)

قال الإمام الربيع رحمه الله تعالى:

” هذه لمحة عن فكر وعقيدة صدام الملحد الاشتراكي المتستر وراء القومية العربية والديموقراطية وغيرها من الشعارات الزائفة.

أما أعماله وتصرفاته ومواقفه الوحشية الهمجية، فإنها كذلك تدل أكبر دلالة وأوضحها على عنف عداوته للإسلام والمسلمين”. (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين ص ١٢)

 

(15)

 

قال الإمام الربيع رحمه الله تعالى – عن صدام حسين-:

” ومن أعماله الدالة على حقده على الإسلام ورسوخ قدمه وأقدام حزبه في العداوة للإسلام وأهله:

١- سحقه للإسلام ودعاته في العراق.

٢- دعمه للحركات الملحدة من شيوعية وناصرية وبعثية في العالم وخاصة في العالم العربي.

٣- سحقه للشعب الكردي وقتله بالأسلحة الفتاكة والمبيدة وتشريده بهم.

٤- تلاعبه بمقدرات الأمة الإسلامية وتبديد طاقاتها وأموالها في حربه مع إيران التي استنزفت البلايين من أموال المسلمين، ثم تنازله السريع لإيران عن مناطق النزاع وعن مطالب العراق ضد إيران…الخ.

٥- غزوه الكويت وحشده القوات العسكرية على حدود المملكة العربية السعودية دليل واضح أنه لا عدو له إلا الإسلام والمسلمين وأن هناك تواطؤا بينه وبين اليهود على ضرب الأمة الإسلامية”. (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين ص ١٤)

(16)

 

قال الإمام الربيع رحمه الله تعالى- عن عدوان صدام حسين -:

” من جراء عدوانه وجدت المملكة العربية السعودية نفسها مضطرة لاستدعاء جيوش متعددة الجنسيات لحماية وطنها وأرواح أبنائها وأعراضهم. وأقر هذا التصرف الاضطراري وأيده علماء المسلمين في داخل المملكة وخارجها.

وبناء على أن الضرورة اقتضت ذلك وبناء على أدلة شرعية ولكن مع الأسف اعتبرت بعض الجماعات ممن يحمل شعارات إسلامية هذا التصرف غير مشروع. وقامت بتفنيد تلك الفتوى وزعمت أنها لا تمت إلى الشريعة بصلة واعتبر بعض غلاتهم وأبواق الشيطان ذلك كفرا يستلزم إعلان الجهاد مما جعل كاهن البعث والالحاد في نظر الأغبياء حامل لواء الإسلام والبطل المجاهد لتحرير الحرمين، وساقهم الطيش إلى تجاهل جرائمه وإلحاده وأضفوا عليها صبغة شرعية تلبس ثوب الإسلام والجهاد الإسلامي وأحدث موقفهم بلبلة في أذهان كثير من الشباب المسلم والله المستعان”. (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين ص ١٦)

 

(17)

قال الإمام الربيع رحمه الله تعالى:

” فماذا يصنع مسلمو الجزيرة إذا باغتهم هذا الجيش الماكر المتربص بقوة خدعهم بها عن الاعداد لمواجهتها بعدد مكافئ، أيحرم عليهم الإسلام أن يأخذوا بكل وسيلة وسبب لإيقاف هذا الجيش العرمم عند حده وصد عدوانه بل والقضاء عليه، كلا ثم كلا، بل إن الإسلام ليحتم عليهم أن يبذلوا كل جهد ويسخروا كل الأسباب والوسائل لحماية أعراضهم وأموالهم وأرواحهم من هذا الخطر المدمر الذي لا يحجز كاهنه دين ولا تردعه العهود والمواثيق ولا يقيم للأعراف والشرائع وزنا.

إن الإسلام لا يقف حجر عثرة في سبيل أن يأخذوا بالأسباب الرادعة لمليون همجي أكثر همجية من أجلاف التتار ووحوش النازية الهتلرية “. (صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة على قتالهم بغير المسلمين ص ١٨)