كلام أهل العلم عن الإمساك قبيل أذان الفجر
كلام أهل العلم عن الإمساك قبيل أذان الفجر
  | ما يتعلَّق بأحكام الصيام وآدابه   | 1734

كلام أهل العلم عن الإمساك قبيل أذان الفجر

 

سئل الشيخ ابن باز -حمه الله تعالى- عن الإمساك قبل الفجر بحوالي ربع ساعة؟

فأجاب:

لا أعلم لهذا أصلا، بل الذي دل عليه الكتاب والسنة أن الإمساك يكون بطلوع الفجر ؛ لقول الله سبحانه: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة: الآية (187)]، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة -أي صلاة الصبح- ويحل فيه الطعام) رواه ابن خزيمة والحاكم وصححاه كما في بلوغ المرام، وقوله -صلى الله عليه وسلم- (إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ) قال الراوي: (وَكَانَ ابن أم مكتوم رَجُلا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ). متفق على صحته” ا.هـ.

مجموع فتاوى ابن باز (15/281)

 

وهذه فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- حول هذا الموضوع، من كتاب “فتاوى أركان الإسلام ” / ص 482:

السؤال (429) :

نرى بعض التقاويم في شهر رمضان يوضع فيه قسم يسمى (الإمساك) وهو يجعل قبل صلاة الفجر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، فهل هذا له أصل من السنة أم هو من البدع؟ أفتونا مأجورين؟

 

الجواب:

هذا من البدع، وليس له أصل من السنة، بل السنة على خلافه؛ لأن الله قال في كتابه العزيز: ﴿وكُلوا واشرَبوا حتى يتبيَّنَ لكمُ الخيط الأبيضُ مِنَ الخيطِ الأسودِ مِنَ الفجْرِ [البقرة: الآية (187)]، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن بلالا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر“، وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة على ما فرض الله -عز وجل- فيكون باطلا، وهو من التنطع في دين الله، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: “هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون“، قال النووي -رحمه الله-: “فِيهِ جَوَاز الأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع وَسَائِر الأَشْيَاء إِلَى طُلُوع الْفَجْر” اهـ.

قال الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (4/199) :

من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة اهـ

قال النووي في المجموع (6/406) :

اتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّحُورَ سُنَّةٌ, وَأَنَّ تَأْخِيرَهُ أَفْضَلُ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ كُلُّهُ الأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ, وَلأَنَّ فِيهِمَا –يعني السحور وتأخيره– إعَانَةً عَلَى الصَّوْمِ, وَلأَنَّ فِيهِمَا مُخَالَفَةً لِلْكُفَّارِ.. وَلأَنَّ مَحَلَّ الصَّوْمِ هُوَ النَّهَارُ فَلا مَعْنَى لِتَأْخِيرِ الْفِطْرِ وَالامْتِنَاعِ مِنْ السَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ” اهـ.

 

وسئلت اللجنة الدائمة (10/284) :

قرأت في بعض التفاسير أن الصائم يمسك قبل أذان الفجر بثلث ساعة، أي بمقدار عشرين دقيقة ويسمي ذلك إمساكاً احتياطياً، فما هو المقدار بين الإمساك وأذان الفجر في رمضان؟ وما حكم من يسمع المؤذن يقول الصلاة خير من النوم ويشرب مادام لم ينته من الأذان فهل يصح؟

الجواب:

“الأصل في الإمساك للصائم وإفطاره قوله تعالى: ﴿وكُلوا واشرَبوا حتى يتبيَّنَ لكمُ الخيط الأبيضُ مِنَ الخيطِ الأسودِ مِنَ الفجْرِ [البقرة: الآية (187)]، فالأكل والشرب مباح إلى طلوع الفجر وهو الخيط الأبيض الذي جعله الله غاية لإباحة الأكل والشرب، فإذا تبين الفجر الثاني حرم الأكل والشرب وغيرها من المفطرات، ومن شرب وهو يسمع أذان الفجر فإن كان الأذان بعد طلوع الفجر الثاني فعليه القضاء وإن كان قبل الطلوع فلا قضاء عليه” اهـ.

 

[منقول من إحدى المواقع السلفية]