الدِّفَاعُ عَنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّدُّ عَلَى مُحَمَّد مُصْطَفَى عَبْد القَادِر
الدِّفَاعُ عَنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّدُّ عَلَى مُحَمَّد مُصْطَفَى عَبْد القَادِر
  | أهل البدع وأهل الانحراف, قسم المشرف   | 4522

بسم الله الرحمن الرحيم

الدِّفَاعُ عَنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَالرَّدُّ عَلَى مُحَمَّد مُصْطَفَى عَبْد القَادِر

 

سُئِلَ الشيخ الفاضل نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى-:

السلام عليكم، فضيلة الشيخ تعرفون من فتنة محمد مصطفى عبد القادر، وفي الجمعة الماضية بلغت شيئاً عظيماً حيث نقل كلاماً لشيخ الإسلام ابن تيمية أَوْهَمَ فيه الشباب بأن شيخ الاسلام ابن تيمية يقول بأنَّ الصحابة قاتلوا من أجل السلطة وبعضهم قاتل لهوى. فما قولكم فضيلة الشيخ في هذا الكلام علماً بأنَّ كثيراً من الشباب في حيرةٍ من أمرهم، وجزاكم الله خيراً.

 

فأجاب الشيخ -حفظه الله تعالى-:

«هذا رجلٌ خبيثٌ جاهلٌ جهولٌ؛ لو قلنا له هو: أنتَ صاحب مصالح ومآرب أو لأي مسلم عامِّيٍّ لَغَضِبَ أشدَّ الغضب مع قلَّة دينه وهواه، وفي المقابل لو قلنا لأي إنسانٍ ولو كان كافراً: إنَّه نزيهٌ ويعمل للناس ولا يجري وراء مصالحه ونزواته لكان هذا بلا شك مدحاً وثناءً وسينظر إليه الجميع بالاحترام لمنقبته هذه، فكيف بالله عليكَ بأصحاب محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- ورضي الله عنهم؛ الذين قال الله فيهم: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾، وقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا ذُكِرَ أصحابي فأمسكوا»، وقال: «النجومُ أمَنَةٌ للسماءِ فإذا ذهبتِ النجومُ أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمنةً لأصحابي فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يُوعدون».

وهذا الحديث من دقيق معانيه: أنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- أَمَنَةٌ وصمَّامُ أمانٍ بعد الله للمسلمين -مادِّيَّاً ومعنويَّاً-؛ أما المادي فمعلومٌ من نصرتهم للدين دعوةً وجهاداً ودفاعاً عن حياضه وأهله وكذا من تأسى بهم ونَصَرَ منهجهم الذي نصرهم الله به وأعزَّهم وأعلى به قَدْرَهم فإنَّ الله سينصره ويؤيده ويعلي شأنه وهذا لا يتأتَّى بالدعاوى وإنما بالصدق مع الله والصدق في حبِّهم وحسن الاعتقاد فيهم والذي من آثاره وثماره سلامة القلب واللسان عليهم، فهذا أمانٌ وأمَنَةٌ معنوية، ولذا ما مِنْ فرقةٍ وملَّةٍ ساء باطنُها ولسانُـها فيهم إلا فرَّق الله شملَهم وخَذَلَـهم وقبَّحهم وساء في الناس ذِكْرُهم وقبُحَت فعالُـهم واسْوَدَّت وجوههم كالشيعة الرافضة والخوارج المارقة، لذا هما توأم نشأةٍ وتأريخ وتناصُرٍ على مرِّ التاريخ والحاضر والمستقبل؛ فقد ثَبَت في السنَّة أنَّ المسيح الدجال في آخر الزمان يكون معه اليهود والخوارج جنداً ومعاوناً، واليهود هم من بذَرُوا أُسُسَ التشيُّع والرفض والخروج فالتقى الماضي ومستقبله.

وقد رأيْنَا رأي العين -كما رأى كلُّ عاقلٍ- دَعْمَ الرافضة الشيعة اليوم لخوارج العصر كــ(تنظيم القاعدة) لضرب دول الإسلام، فماذا يقال في هذا الوالغ في عرض الصحابة -رضي الله عنهم- الطاعن فيهم؟!! إلا أن نقول: لك سلفٌ وخلفٌ خبيثٌ فلتفرح به وأتباعُك الأغمار والسفهاء.

والكذب بضاعة كل جهولٍ مفلِسٍ؛ فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إمامٌ ورايةٌ في الذبِّ والنِّفاح عن الصحابة -رضي الله عنهم- وناشرٌ لعقيدة السلف في جنابهم الكريم فلو نَظَر وتَبِعَه -ولا نظر لهم- في كتابه الواسطية لَعَلِمَ مدى قَدْرَ الصحابة عند السلف وعند شيخ الإسلام ولَعَلِمَ محمدٌ هذا -لا حُمِدَ- وحزبُه مدى عمق جهلهم ونتن لسانهم في سادات أولياء الأمة بعد المرسلين -رضي الله عنهم- وحَشَرَنا في زمرتهم وخَذَلَ وكَبَتَ من غَمَزَهم وخَالَفَهم».

 

انتهى جواب الشيخ -حفظه الله تعالى-.

29/ رمضان/ 1435هـ

موقع راية السَّلف بالسُّودان

www.rsalafs.com