حكم ما يُسمَّى بالمديح أو الإنشاد والابتهال الدِّيني
حكم ما يُسمَّى بالمديح أو الإنشاد والابتهال الدِّيني
  | التفريغات العلمية والفوائد والنكت, التفريغات العلمية والفوائد والنكت من أشرطة ومقالات فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله   | 1050

بسم الله الرحمن الرحيم

حكم ما يُسمَّى بالمديح أو الإنشاد والابتهال الدِّيني

سُئِلَ فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه- عن حكم ما يسمَّى بالمديح أو الإنشاد والابتهال الدِّيني؛ فأجاب -حفظه الله تعالى-:

«وعليك السلام. ظاهرة المديح أو الإنشاد والابتهال الدِّيني -والدِّين لا يقرُّه مطلقاً- ظاهرةٌ قديمةٌ جدَّاً منذ أن ظهَرَت طوائف الفرق الصوفية، وكانت تسمَّى بـ(السماع)، وقد أَجْمَعَ العلماء على بدعيَّته وضلاله وصدِّه عن سبيل الله؛ لذات فعله، ولما يحويه من ألفاظٍ وجملٍ مخالفةٍ للشَّرع وعقائده وأحكامه وأخلاقه، ولمن يقوم به من مردان أو رجال يغيِّرون أصواتهم بترقيقها كأصوات النِّساء وتكسُّرهنَّ هذا كلُّه كان معروفاً مذموماً قبيحاً عند السَّابقين العالمين السَّالفين -رحمهم الله-.

ثم تجدَّدت هذه الظَّاهرة -مع وجودها واستمرارها لوجود هذه الفِرَق في بلاد المسلمين- في صورٍمحرَّمةٍ أخرى فاسدة في بلاد السُّودان وغيرها؛ حيث دَخَلَتْ عليها آلاتُ الموسيقى والمعازف المحرَّمة بدءاً بالدُّف (الرق)، مع الرَّقص، والقفز، والدَّوران، والصَّريخ، والزَّعيق، ولباس الشُّهرة المرقوع، ودخول النساء فيها جهاراً نهاراً بلاحياء منهنَّ ولا من أوليائهن، فضلاً عن السَّامعين والمشاهدين، مع ما في ألفاظ أشعار هذا المديح من الغلو والشِّرك والبدع والضَّلال وربط الناس بأرباب هذه الطائفة ومنهم من قُتِلَ رِدَّةً كالحلاَّج، فصارت هذه المدائح -وأصحابها- بثوبها الجديد العاري في مصافِّ الأغاني ومطربيها وقيانها بل يتبادولون المواقع والمقامات، وعمَّت البلوى وزاد الطين بلَّةً وصُرِفَ الناسُ به وبهم -إلا من عصم الله- عن الخير وما ينفعهم من كتاب ربهم وسنَّة نبيهم -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهدي ومنهج صحابته -رضي الله عنهم-.

وحُجَّةُ الفاعل لهذه البدع والمحرمات والـمُنَظِّرِ لها والسَّامع والمشاهد –زعموا- حبُّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-!!!

فــ: كيف الحبُّ والعصيان يجتمعان؟! *** ما ذاك إلا سكرة الهذيان!!

فهذه إشارةٌ مختصرةٌ حول هذا المديح وخطر ما فيه، وبالله التوفيق».

انتهى جواب الشيخ -حفظه الله تعالى-.

 

موقع راية السَّلف بالسُّودان

www.rsalafs.com