خمسة حقوقٍ عظيمة عليها يقوم الحقُّ وشرع الإسلام بكلِّ أصوله وقواعده للشيخ نزار بن هاشم العباس
خمسة حقوقٍ عظيمة عليها يقوم الحقُّ وشرع الإسلام بكلِّ أصوله وقواعده للشيخ نزار بن هاشم العباس
  | المقالات   | 618

بسم الله الرحمن الرحيم

خمسة حقوقٍ عظيمة عليها يقوم الحقُّ وشرع الإسلام بكلِّ أصوله وقواعده

قال فضيلة الشَّيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفَعَ بعلمه-:

«من أراد العافية والسَّلامة والنَّجاة في الدُّنيا والآخرة وحسن العاقبة في كلِّ أمره بتوفيق الله وفضله عليه أن يجعل آية سورة (النِّساء) السَّابقة: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) نصب عينيه ومحلَّ حرصه واهتمامه وفقهه وسيرِه حتى يلقى الله تعالى، فقد أمَرَ الله تعالى فيها أهل الإيمان والإسلام بأمورٍ وحقوقٍ خمسة عظيمة عليها يقوم الحقُّ وشرعُ الإسلام بكلِّ أصوله وقواعده:

  • فالأمرُ الأوَّل: حقُّ الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ)) وهو توحيده بعبادته وحده لا شريك له وتحقيق الإيمان بألوهيَّته (عبادته) وأسمائه وصفاته وربوبيَّته محبَّةً وخضوعاً خوفاً ورجاءً بفعل أمرِه وتركِ نهيه وهذا عينُ تقواه سبحانه، وأعظم ما نهى عنه الشِّرك والكفر به -تعالى وتقدَّس- بكلِّ ألوانه وأنواعه -عافى الله الأمَّة منه- ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا))، ثمَّ الابتداع والإحداث في دينه ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))، ثم سائر المعاصي والفسوق!!
  • والأمرُ الثَّاني: حقُّ الرَّسول -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- بطاعة أمره وترك نهيه وألاَّ يعبد الله إلا بما شرعه في سنَّته الصحيحة -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- محبَّةً له واتِّباعاً رجاءَ رحمةِ الله تعالى وخوف عقابه وعذابه سبحانه وتعالى. وترك الإحداث والابتداع في سنَّته وهديه وشرعه فهو القائل -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “من عمِلَ عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ”[صحيح مسلم]، والقائل -صلَّى الله عليه وسلَّم- يوم القيامة داعياً ساخطاً على من خالفه وأحدث في دينه: “سحقاً سحقاً”(1)!!
  • والأمرُ الثَّالث: حقُّ العلماء الرَّبانيِّين الراسخين السَّائرين على المنهج السَّلفيِّ ((وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))، بالتَّعرُّف عليهم والارتباط بهم وتوقيرهم بالثَّناء والمدح الجميل الصَّادق مع احترامهم ومحبَّتهم والرُّجوع إليهم تعلُّماً وسؤالاً وطاعتهم في طاعة الله تعالى لأنَّه “لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق” [صحيح الجامع] والدِّفاع عنهم لله تعالى صيانةً وحمايةً لدينه وأهل الإسلام، ونشر علومهم في الأرض!!
  • الأمرُ الرَّابع: حقُّ ولاة الأمر والحُكَّام أهل سلطان الله في الأرض ((وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ))، بتحقيق طاعتهم في طاعة الله تعالى والاجتماع على كلمتهم ولزومها وعدم الخروج عليهم مهما ظلموا أو جاروا -مالم يقع منهم كفرٌ بواحٌ عليه من الله برهانٌ يقرِّره أهل العلم والرُّسوخ لا أهل الطَّيش والثَّورة والجهل والخروج والمروق- بل يجب الصَّبر عليهم والدُّعاء لهم بالصَّلاح والسَّداد وعدم الطَّعن فيهم وغمزهم والتَّشهير والسُّخرية بهم، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: “دعانا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمعِ والطاعةِ، في منشطِنا ومكرهِنا، وعسرِنا ويسرِنا وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازعَ الأمرَ أهلَه، إلا أن تروا كُفرًا بَواحًا، عندكم من اللهِ فيه برهانٌ” [البخاري]. والنُّصح لهم سرَّاً كما قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانيةً ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدَّى الذي عليه” [صحَّحه الألبانيُّ في تخريج (كتاب السنة)]. فلا تغتر ولا تنخدع أيُّها المسلم بما يفعله ويُحْدِثه المحدثون في الدِّين ممَّن لا فقه له ولا فهم رشيد ولا عقل سليم معرضين مخالفين -عن علمٍ أو جهلٍ- لحقِّ ولاة الأمر وبقيَّة الحقوق من علماء السُّوء وأهل الأحزاب والطَّوائف الدِّينيَّة والسِّياسيَّة “فإنَّ خير الهدي هدي محمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم”، وقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “من عمل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ”، و”من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ”، و “من صنع أمراً على غير أمرنا فهو ردٌّ” [صحيح التَّرغيب]؛ ذلك لأنَّه بأبي هو وأمِّي -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- صرَّح قائلاً مبيِّناً كمالَ دينه بكلِّ خيرٍ وشموله وعصمته وكفاية أهله الصَّادقين به: “ليس من عملٍ يقرِّب من الجنَّة إلا قد أمرتكم به، ولا من عملٍ يقرِّب إلى النَّار إلا وقد نهيتكم عنه” [صحيح التَّرغيب].

وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكٌ” [صحيح التَّرغيب].

والمحجَّة البيضاء الكتاب والسُّنَّة الصَّحيحة على منهج سلف الأمَّة الصَّالح؛ حيث يقول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “تركت فيكم أمرين لن تضلُّوا ما تمسَّكتم بهما: كتاب الله وسنَّة رسوله” [حسَّنه الألبانيُّ في (تخريج مشكاة المصابيح)].

ويقول: “ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النَّعل بالنَّعل حتَّى إن كان منهم من أتى أمَّه علانيةً لكان في أمَّتي من يصنع ذلك. وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة وتفترق أمَّتي على ثلاثٍ وسبعين ملَّة كلهم في النَّار إلاَّ ملَّة واحدة”. قال: من هي يا رسول الله؟ قال: “ما أنا عليه وأصحابي” [حسَّنه الألبانيُّ في (صحيح التِّرمذيّ)]. وأصحاب النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- هم رأس وَسَادات السَّلف الصالح في القرون الثلاثة المفضَّلة كما قال -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: “خير النَّاس قرني ثمَّ الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم” [صحيح البخاريّ].

ودلَّ هذا الحديث العظيم “كلها في النَّار إلا واحدة”(2) على أنَّ كلَّ ما خالف سنَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- وخالف منهج السَّلف -رحمهم الله تعالى- من البدع والأهواء والآراء والأفكار والتَّنظيرات الفاسدة فهو من الضَّلالات المتَوَعَّدِ أصحابها -والعياذة بالله- بنار جهنَّم كما قال -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: “وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النَّار” [صحيح النَّسائيّ]. فاللهمَّ اعصمنا من الفتن والضَّلال وأَجِرْنَا من نارِك يا أرْحَمَ الرَّاحمين.

  • الأمر الخامس: وجوب الرُّجوع عند النِّزاع والاختلاف بين المسلمين بشتَّى أصنافهم في كلِّ شيءٍ صغيرٍ أو كبيرٍ من الأمور الأربعة والحقوق السَّابقة الذِّكر -وغيرها- (طاعة الله، وطاعة رسوله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-، وطاعة العلماء وطاعة الولاة والحكَّام) إلى كتاب الله تعالى المحكم وسنَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- الصَّحيحة المُحْكَمَة ((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ)) وهذا الرُّجوع إلى الكتاب والسُّنَّة الصَّحيحة لا ينتفع به أصحابه والمختلفون والمتنازعون ويجنون جميل آثاره وحسن عاقبته إلا إذا حقَّقوا بنصِّ الآية وغيرها من النُّصوص الآتي:

1- أن يكونوا معظِّمين لكتاب الله تعالى مؤمنين به مُعْتَمِدِين -بعد الله- عليه أصلاً ومرجعاً وديناً (لا كالشِّيعة الرَّوافض الذين يعتقدون -والعياذ بالله- تحريفَه ونقصَه، عاملهم الله بما يستحقُّون).

2- أن يكونوا معظِّمين لسنَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- مُعْتَمِدين عليها -بعد الله- أصلاً ثانياً مصاحباً لكتاب الله تعالى ومرجعاً وديناً وإيماناً (لا كالشِّيعة الرَّوافض أيضاً الذين يعتقدون بطلانها وكذبها لأنَّهم يُكِّفُرون رواتها من الصَّحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- إلا عدداً يسيراً هوىً وضلالاً فكيف بغيرهم من التَّابعين وأتباعهم… إلخ إلى يومنا هذا؟! وكذا الخوارج القدامى وبعض متأخِّريهم -اليوم- الطَّاعنين في بعض أصحاب النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كعثمان بن عفَّان، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبي موسى الأشعريِّ، وعمرو بن العاص -رضي الله عنهم وخَذَل من عاداهم وكَبَتَه- إلى غيرهم من أهل الأهواء والبدع كالعقلانيِّين من أفراخ المعتزلة).

3- أن يكون رجوعهم للكتاب والسُّنَّة على فهم ومنهج السَّلف الصَّالح ومن سار على طريقهم من علماء الدَّعوة السَّلفيَّة اليوم.

4- أن يكونوا مريدين باغين للحقِّ والصَّواب بِتَحَرٍّ وتِجَرُّدٍ وتقوى وإخلاصٍ لله تعالى وحده لا شريك له؛ طمعاً في مرضاته وجنَّاته وخوفاً من غضبه وعذابه.

5- أن يكونوا على يقينٍ تامٍّ صادقٍ بأنَّ الحقَّ والخيرَ في هذه المراجع (الكتاب والسُّنَّة وفهم السَّلف الصَّالح وعلماء الدَّعوة السَّلفيَّة)؛ فإنَّهم حينها يَجِدُّون ويجتهدون بحثاً ووسعاً لمعرفة الحقِّ في أمر النِّزاع والخلاف، قال تعالى: ((الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) [البقرة 1-5]، وقال تعالى في حقِّ نبيِّه -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم-: ((وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)) [النور 54]، وقال: ((وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ)) [الشورى 53]. فإن كنَّا كذلك -إن شاء الله تعالى- منَّ اللهُ علينا بثمار هذا الرُّجوع الطَّيبة في الدُّنيا والآخرة ((ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) فتجتمع الكلمةُ على الحقِّ -بعد ظهوره وهو ظاهرٌ والحمد لله- ويتَّحد الصَّفُّ على الخير، قال تعالى: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) [آل عمران 103]. ومن وُفِّقَ بفضل الله عليه للاجتماع على الحق والاعتصام به فقد حقَّق طاعة الله ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والله وعَد أهل طاعته خيراً فقال مبشِّراً: ((وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [الأحزاب 33]، وقال: ((وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا)) [النساء 4].

وإن خالفنا تلك النِّقاط المهمَّة في الرُّجوع إلى الوحيين فإنَّ النِّزاع يبقى والفُرقة تدوم والعاقبة -والعياذ بالله- ستسوء، قال تعالى: ((وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) [الروم 31-32]، وقال: ((وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) [الأنفال 46].

فَارْعَ أيُّها المسلم هذه الحقوق والأمور وكُنْ على بصيرةٍ بها وطبِّقها في حياتك تُفْلِح -بحول الله- بِنَصْرِ الله ورحمته. وسَلِ الله العافيةَ والعلمَ النَّافع، وتعوَّذ كلَّ التَّعوُّذ من علمٍ لا ينفع ومن شَرِّ كلِّ علماء السُّوء والضَّلال، وفَّق الله الجميعَ لمرضاتـه».

[من رسالة «إعلام الأمة بأنَّ حكم المظاهرات والثورات الحرمة» (ص6-12)]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) عن سهل بن سعد السَّاعدي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أنا فرطكم على الحوض، من ورَدَه شرِبَ منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً. لَيَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرفهم ويعرفونني”

    قال أبو حازم: فسمعني النُّعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعتَ من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيدٍ الخدري لسمعته وهو يزيد فيها: “فأقول: إنَّهم منِّي، فيقال: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي” [صحيح البخاريّ].

 (2) ولا يعني هذا الحديث مطلقاً كما بيَّن أهل العلم أنَّ كل من خالف منهج الحق أنَّه كافرٌ وأنَّه في النار ذلك لأنَّ المخالَفة قد تكون عن جهلٍ أو شبهةٍ أو أمرٍ عارضٍ ونحو ذلك، وقد عُلِمَ بالنصوص أنَّ مِن أهل الإسلام والإيمان مَن يدخل النار بعصيانه ثم لا يخلد فيها ويرحمه الله بعد تطهيره بجنة الخلد. راجع في هذا (السلسلة الصحيحة 1/ 358).