درر من كلام أهل العلم حول مسألة العذر بالجهل
درر من كلام أهل العلم حول مسألة العذر بالجهل
  | العذر بالجهل   | 2863

درر من كلام أهل العلم حول

مسألة العذر بالجهل

 

أولا: من كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

 

سؤال:

ما هو الضابط بالنسبة للعذر بالجهل بالتوحيد وهل قراءة وتلاوة القرآن تكفي لإزالة هذا العذر؟

 

جواب الشيخ -رحمه الله تعالى-:

أولاً: الضابط سواءً كان يحسن قراءة القرآن أولاً، ويفهمه ثانياً، أو كان يقرأه ولا يفهمه، أولا يحسن لا فهمه ولا قراءته، فالضابط في ذلك هو أن يعيش المسلم في جو إسلامي صحيح، وتكون العقائد منتشرة في ذلك الجو حتى صارت من قسم ما يسميه علماء الأصول بالمعلوم من الدين بالضرورة.

ولعل جميع الحاضرين يذكرون حديث الجارية التي كانت ترعى غنماً لرجل في أحد وأن الذئب سطى على الغنم… فلما بلغه الخبر قال الرجل معتذراً لنفسه عما فعل بقوله: قال الرجل أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة، يقول الرسول عليه السلام وعليه عتق رقبه فأمره عليه السلام بأن يأتي بها فقال: لها أين الله؟ فقالت: في السماء فقال: من أنا؟ قالت أنت رسول الله، قال أعتقها فإنها مؤمنة، الشاهد من الحديث أن كون الله عز وجل في السماء في عقيدة قرآنية منصوص عليها في القرآن في غير ما آية صريحة وعقيدة سنية نبوية عليها أحاديث كثيرة جداً، ولكن الآن كثير من المجتمعات الإسلامية، لا تعتقد العقيدة الإسلامية فالرجل الذي يعيش في هذا الجو يكون معذوراً؛ لأن الحجة لم تبلغه بخلاف من كان في مجتمع آخر عقيدة التوحيد هي فاشية ومنتشرة في ذلك المجتمع الذي أشبه ما يكون بالمجتمع الأول النبوي والذي فيه الجارية وهي راعية الغنم عرفت هذه العقيدة، هل هي درست القرآن، هل هي درست حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ذلك مما يستبعد عادةً من راعية غنم، لكن هي تعيش مع أهل بيت: سيدها وسيدتها فهي تسمع منهم وتتفقه على أيديهم، فتعلم ما لم تكن من قبل تعلم.

وإذا ضممنا إلى هذا الحديث وإلى هذا المعنى قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [الإسراء: الآية (15)]، وفهمنا الآية الكريمة فهماً صحيحا، وليس فهماً جامداً على لفظها دون مرامها ومعناها، وأعني بذلك أن الآية لا تعني فقط بقوله تعالى: ﴿حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾، أي أن كل جماعة وكل طائفة وفي كل عصر يأتيها رسول، قد يأتيها رسول، وقد يأتيها دعوة الرسول، المهم إذاً أن الآية ليست تعني فقط شخص الرسول وإنما تعني دعوة الرسول؛ ومن الأدلة على ذلك أن الرسول قد يأتي قوماً فيكون فيه المجنون، ويكون فيه المصروع، ويكون فيه غير البالغ، والأصم وإلخ، وهؤلاء جاءهم الرسول، ولكن ما جاءتهم دعوة الرسول، وعلى العكس من ذلك، أمثالنا نحن أتباع محمد عليه السلام،

نحن ما جاءنا محمد، مباشرة لكن جاءتنا دعوة محمد إذاً من وصلته دعوة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- على نقاوتها وعلى حقيقتها فقد بلغته الحجة، ولا يعذر بالجهل على ما وضحت آنفاً.

من هنا أنا قلت أكثر من مرة أن كثيراً من الأوروبيين والأمريكيين الذين يفتنون بدعاةٍ منحرفين عن الكتاب والسنة ولنضرب على ذلك مثلاً بطائفة القاديانية؛ لأن هؤلاء من الطوائف التي لها نشاط شديد جداً في الدعوة إلى ما يعتقدون من دينهم، ولذلك فقط استطاعوا أن يؤثروا على الألوف المؤلفة من الإنجليز والألمان والأمريكان وإلخ، ترى وهنا الشاهد هؤلاء الذين اتبعوا الدعوة القاديانية هل بلغتهم حجة الإسلام؟ الجواب: لا بلغتهم حجة القاديانية وليست حجة الإسلام، فلله الحجة البالغة وهي مناط التكليف إيجاباً وسلباً، فالضابط إذاً بلوغ الدعوة الصحيحة إلى الأفراد فمن بلغته فقد أقيمت عليه الحجة ومن لا فلا، لكن الذي يضبط الموضوع هو ملاحظة المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأفراد؛ فإن كان المجتمع مجتمع أهل السنة والجماعة كما كانوا يقولون قديماً ولا نرى استعمال هذه الكلمة حديثاً؛ لأنها في عرف المقلدين إنما تعني الأشاعرة والماتريدية وإنما نعني من بلغتهم دعوة السلفية وما كان عليه السلف الصالح فهذا قد أقيمت عليه الحجة ولكن في اعتقادي أن هؤلاء قلة في العالم الإسلامي كله، في اعتقادي أظن يكفي هذا جواباً على سؤالك.

 

المصدر: سلسلة الهدى والنور (861/ 20: 01: 00)

(منقول من إحدى الشبكات السلفية )

 

 

كلام الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان

-حفظه الله ورعاه-

 

فضيلة الشيخ وفقكم الله، يقول السائل:

أنا سائل من فرنسا…يقول: (عندنا في فرنسا في مدينة معينة شباب يكفرون الناس ويحتجون بمسألة العذر بالجهل ويقولون لا نعذر أحداً أبداً بالجهل، يقول: ما توجيهكم لهم في هذه المسألة وفقكم الله؟.

 

الجواب:

“التكفير لا يقوم به إلا أهل العلم، ما يقوم به إلا أهل العلم الذين يعرفون أسباب التكفير، ما كل يكفر الناس، هذا لا يجوز؛ الجهال والمتعالمون وأصحاب الأهواء ما يجوز لهم هذا، لا يجوز لهم يكفرون بغير علم، ولا يجوز لهم يكفرون بالهوى، إذا كانوا يبغضون واحد يكفرونه، أو واحد ما هو من حزبهم يكفرونه هذا كذا، ما يجوز حرام والعياذ بالله، إنما من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام وحكم عليه القاضي بالردة، يصح الحكم من القاضي، أما الكل يكفر هذا لا يجوز، ولكن تحذر؛ يجوز تحذر الناس من هذه الأشياء، تنصحهم ؛ أما تحكم عليهم بالكفر لا يجوز.

لأنك إذا حكمت عليه بالكفر يترتب عليه وجوب قتله، يترتب عليه أن امرأته تبين منه، يترتب عليه أنه لا يرث من أقاربه ولا يرثونه، وأن ماله يكون لبيت المال، تترتب عليه أمور هذه، تخرج مسلم من الإسلام وأنت جاهل، أو أنك عدو له، أو أنه ما هو من حزبك من الحزب الفلاني، ما يجوز هذا. نعم.”

 

(وكان يوم السبت 1/4/1435 في درس منتقى الأخبار)

(منقول من إحدى الشبكات السلفية )

 

 

 

فتاوى العلماء في العذر بالجهل

للتحميل

من هنا