المــــرء يعــــذر بالجهل فيما يخفى عــــلى أمثالـــــــه
المــــرء يعــــذر بالجهل فيما يخفى عــــلى أمثالـــــــه
  | العذر بالجهل   | 1379

المــــرء يعــــذر بالجهل فيما يخفى عــــلى أمثالـــــــه

الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري

-حفظه الله تعالى-

 

يقول السائل وقد ذكر ما يحصل بين الإخوة في أذربيجان في خلاف الواقع بينهم في العذر بالجهل وترك الصلاة ونحوِ ذلك سؤاله يقول فما قولكم حفظكم الله في حكم تارك الصلاة وهل هناك عذر بالجهل وهل من يقولُ أن هناك عذرٌ بالجهل هو من المرجئة فيدونا حفظكم الله؟

 

جواب الشيخ -حفظه الله-

هذا السؤال يتضمن عدة أمور:

الأول: العذرُ بالجهل وخلاصة ما استقر عندي وترجح وبه أقول أن المرء يعذر بالجهل فيما يخفى على أمثاله وهذا له أدلة كثيرة منها:

– قصة المسرف على نفسه الذي أوصى بنيه عند موته أن يحرقوه ويسحقوه ويذروهُ قال: (والله لئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابٌ لا يعذبه أحدٌ من العالمين)، فلما مات قام أهله بوصيته فأحياه الله -عز وجل-. قال: (عبدي ما حملك على هذا)، قال: (خشيتك يا رب)، قال: (قد غفرتُ لك).

فهذا رجلٌ مؤمن يخافُ الله عز وجل ولكن يظن أن الله عز وجل لا يقدرُ على بعثه إذا فُعِلَ بهِ هذا الفعل.

– ومنها في الأحكام حديث المستحاضة قالت: (يا رسول الله منعتني الصوم والصلاة) يعني أنها لا تصلي تظنُ أن ذلك من الحيض هي تعلمُ أن الحيض مانع شرعي يمنعُ من الصلاة أداءً وقضاءً فأخبرها النبي -صلى الله عليه وسلم-  بما يجبُ عليها وأن هذا عِرقٌ في رواية ركضٌ من الشيطان قال: (فإذا انقطعت حيضتك فلا تصلي وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي) والحديث له ألفاظ مختلفة نعم.

– والمسيء صلاته والقصة يحفظها أبناؤنا الصغار في الصفوف الابتدائية الأُوّل، صلى ثم جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسلَّم ثم ردَّ عليه السلام، ثم قال: (ارجع فصلي فإنك لم تصلي) ثلاثة مرات يفعلُ هذا والنبي -صلى الله عليه وسلم- يأمره بالإعادة ثم قال (والذي بعثك بالحقِ نبياً لا أحسنُ غير هذا فعلمني)، فعلمه ركعة الصلاة (إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعاً ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالساً واسجد حتى تطمئن ساجدا ثم أفعل ذلك في صلاتك كلها).

علمه ركعة ثم أحاله والظاهر من حال هذا الرجل الصحابي -رضي الله عنه- أنه إذا انفرد بنفسه نقر الصلاة نقراً سواءً كان فرضاً أو نفلاً والشاهد منه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يأمره بقضاء ما فاته نعم.

 

[المصدر: موقع ميراث الأنبياء]