حكم البكاء بسبب المرض والتحدث عنه مع الآخرين- الشيخ عبد العزيز بن باز
حكم البكاء بسبب المرض والتحدث عنه مع الآخرين- الشيخ عبد العزيز بن باز
  | فتاوى عامة   | 569

حكم البكاء بسبب المرض والتحدث عنه مع الآخرين

الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز

-رحمه الله تعالى-

 

السؤال:

الأخت التي رمزت لاسمها بـــ (أ-ع) من الرياض تقول في سؤالها أنا مريضة وأحيانا أبكي لما صارت إليه حالتي بعد مرضي فهل هذا البكاء معناه اعتراض على الله -عز وجل- وعدم الرضا بقضائه وهذا الفعل خارج عن إرادتي وكذلك هل التحدث مع المقربين عن المرض يدخل في ذلك؟

 

الجواب:

لا حرج عليك في البكاء إذا كان بدمع العين فقط لا بصوت لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مات ابنه إبراهيم: (العين
تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون
)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ولا حرج عليك أيضا في إخبار الأقارب والأصدقاء بمرضك مع حمد الله وشكره والثناء عليه وسؤاله العافية وتعاطي الأسباب المباحة، نوصيك بالصبر والاحتساب وأبشري بالخير لقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: الآية (10)]، ولقوله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[البقرة: الآيات (155-157)]، ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يصيب المسلم هم ولا غم ولا نصب ولا وصب وهو المرض ولا أذى حتى الشوكة إلا كفر الله بها من خطاياه)، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: (من يرد الله به خيرا يصب منه) نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء والعافية وصلاح القلب والعمل إنه سميع مجيب.

 

[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز بن باز- الجزء الرابع]