الرَّدُّ على ياسر برهامي المصري في مسألة الوعظ بين ركعات التراويح
الرَّدُّ على ياسر برهامي المصري في مسألة الوعظ بين ركعات التراويح
  | ما يتعلَّق بصلاة التراويح   | 1722

الرَّدُّ على ياسر برهامي المصري في مسألة الوعظ بين ركعات التراويح

 

سُئِلَ فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله تعالى وبارك فيه-:

شيخنا الفاضل -بارك الله فيكم- قرأتُ مقالَكم النافع (من البدع والمخالفات -وإهمال السُّنن- التي أحدثها بعض الأئمة والناس في صلاة التراويح وبعض المساجد)، والسؤال المتعلق بمقالكم حفظكم الله تعالى هو: بِمَ يُرَدُّ عَلَى مَنْ يَقُولُ -كَمَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي مَوْقِعِ صَوْتِ السَّلَفِ بِإِشْرَافِ الشَّيْخِ يَاسِر بُرْهَامِي- فِي مَسْأَلَةِ إِلْقَاءِ الْمَوْعِظَةِ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ: “فالكلمات أو الدروس أثناء راحة المصلين لا يقصد بها التعبد، بل الانتفاع بالوقت، ودروس العلم ترتيبها لا يلزم له دليل خاص من السنة؛ فليست ببدعة ولا يصح الإنكار عليها”؟!!

 

فأجاب الشيخ -حفظه الله تعالى وبارك فيه-:

بسم الله الرحمن الرحيم.. أما بعد؛ فالحمد لله:

1- قد بيَّنْتُ باختصارٍ بالمقال الـمُمْلَى علَّةَ خطأ هذه الظاهرة: أنَّ هديَ العلماء قديماً وحديثاً ليس عليها، وهذا وحدُه -لمن كان متأسِّياً بأهل العلم ومسالكهم المنضبطة مع حرصهم على الخير- كافٍ في بيان المراد والحكم.

2- أمَّا المدعو برهامي هذا فليس من أهل العلم ولا طلابه بل هو من حاملي منهج التكفير الخارجي[1] فليس في عيرِ ولا نفيرِ هذا الشأن، وللأسف جاء السودان مؤخراً ونزل على شاكلته وشاركه بعضُ المتحزِّبة والمنتسبة للسُّنَّة فكُن على حذرٍ منه وموقعه وطائفته.

3- أمَّا تعليلُه بتجويز هذه الظاهرة فمن أعظم أدلَّة جهله وتعالمه وسقيم فهمه؛ فهل تدريس الناس ووعظهم وتعليمهم من العادات أم من العبادات والتعبديات؟!! لا شك أنَّه من أعظم العبادات وهذا ظهورُ دلائلِه الشرعية كالشُّموس في أفلاكها، فكيف يقول: “ليس للتعبد”؟!!

وفي السُّنَّة: «فضلُ العلم خيرٌ من فضل العبادة، وخيرُ دينكم الورع» [صحيح الترغيب].

فبرهامي لا برهان له إلا ما اعتاده أصحاب هذه الظاهرة بلا مرجع معتبر من هدي السلف والعلماء. ولكي يظهر لك ولغيرك فساد هذه الحجة فاعلم أنَّنا بهذا المسلك سنفتح أبواباً خطيرةً من التشريع والتكلف وذلك؛

4- أنَّه لو قام قائمٌ قبل الأذان الثاني للجمعة -بهذه الحجة تذكير الناس- ليذكِّر الناس ويعظهم بدرسٍ، أو قام قبل صلاة العيد في المصلى بهذا الفعل فما حكمه؟ أعادةٌ تُبَاح أم عبادةٌ في غير محلها مردودةٌ؟ فإذا عرفت هذا فَهِمْتَ الأمرَ أوَّله وآخره إن شاء الله. ثم؛

5- إِنَّ الناظر فيمن يفعل هذه الظاهرة المخالفة تجده إمَّا جاهلاً، أو متعالماً، أو صاحب منهجٍ فاسدٍ من أهل هذه الفرق والأحزاب، وهؤلاء لا يقيمون للعلماء أصلاً وزناً فضلاً عن الصحابة -رضي الله عنهم- فكم فيهم من يغمزهم ويطاعنهم، هذا أمرٌ، وثَانِيهِ: أنَّ هذه الفرق همُّهم الأساس تجميع الناس حولهم وحشدهم ليس إلا، بلا تصفية وتمحيص وتفقيه، لأجل هذا يعتبرون هذا التجمُّع للتراويح فرصةً لِبَثِّ سمومهم وفكرهم لأجل ذاك التجميع، وغفلوا أنَّ الهادي الموفِّق للحق هو الله، وأنَّ منهج الهداية الذي ارتضاه هو المنهج السلفي، وأنَّ العبرة به -وإنْ قلَّ أهلُه- لا بالكثرة والجمهرة أو المنطلق العقلي الذي يخالف النَّصَّ والهدي السليم.

وبذا أرجو أن أكون إن شاء الله وبفضله جلَّيْتُ لك حقيقةَ الأمر؛ فالزَمْه. وبالله التوفيق.

 

وقد سُئِلَ الشيخ العلامة المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-:

هل يجوز لإمام مسجدٍ في صلاة التراويح أن يلقي بين الركعات موعظةً؟

فأجاب -رحمه الله تعالى-:

«الجواب: يجوز ولا يجوز، إذا كان التنبيه والتحذير والأمر والنهي لأمرٍ عارضٍ[2] فهذا أمرٌ واجب، أما إذا كان يُتَّخَذُ نظاماً عادةً فهذا خلاف السُّنَّة» [سلسلة الهدى والنور (656)].

 

وقال الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله تعالى-:

«ليس هذا من عمل النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا من عمل خلفائه، ولا من عمل الأئمة الذين تبعوهم بإحسانٍ؛ فهو من المحدثات. نعم» [فتاوى ميراث الأنبياء].

 

وصلَّى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلَّم

موقع راية السلف بالسودان

 


[1] ومن الأدلَّة على ذلك: أنَّه يرى أنَّ الدولة (يعني في مصر) لا يجوز لها جمع الزكاة لأنها في الحقيقة دولة غير إسلامية [لقاء مسجَّل بعنوان فتاوى الجمعة]. ويقول: “الإجماع في المنع من الخروج على الحاكم إنما هو في حالة الحاكم العادل أو في حالة زيادة المفسدة في الخروج على الحاكم غير العادل[فتاوى الحاكمية من موقعه].

[2] كما قطَعَ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- خطبةَ الجمعة لتنبيه الرجل الذي دخَلَ فجلَسَ ولم يصلِّ تحيَّة المسجد.