وقفاتٌ حول: العقيدة الأشعرية وأبي الحسن الأشعري مؤسسها وكتابه الإبانة، والتصوف، ومؤتمر بلاد الشيشان وما فيه من مخالفات للإسلام ومتناقضات ومصادمات
وقفاتٌ حول: العقيدة الأشعرية وأبي الحسن الأشعري مؤسسها وكتابه الإبانة، والتصوف، ومؤتمر بلاد الشيشان وما فيه من مخالفات للإسلام ومتناقضات ومصادمات
  | قسم المشرف   | 902

بسم الله الرحمن الرحيم
وقفاتٌ حول:

العقيدة الأشعرية وأبي الحسن الأشعري مؤسسها وكتابه الإبانة،

والتصوف، ومؤتمر بلاد الشيشان وما فيه من مخالفات للإسلام ومتناقضات ومصادمات

سئل الشيخ الفاضل نزار بن هاشم العـباس -حفظه الله-:

هل كتاب الإبانة منسوبٌ إلى أبي الحسن الأشعري أم هو موضوعٌ كما يقال. أريد كلاماً فصلاً لو تكرمتم؟

فأجـاب -حفظه الله ورعاه-:
«
الإبانة حسب علمي أنه للأشعري، ويؤيد ذلك تأكيد رجعة الأشعري إلى السنة وعقيدتها وتوبته من الأشعرية المعتزلية، ولشيخنا العلامة حماد الأنصاري -رحمه الله- رسالة في بيان رجعة وتوبة الأشعري -رحمه الله-.

لكن منتسبة الأشعري يعارضون ذلك دفاعاً عما هم عليه من معتقدهم الذي يخالف السنة أصلاً وعقيدتها، حتى لو سلَّمْنا جدلاً أن الأشعري لم يرجع إلى السنة فإن العقيدة الأشعرية وليدة العقيدة الاعتزالية المنحرفة؛ كالجهمية قائمة على مخالفة النصوص الشرعية في باب الأسماء والصفات وأسماء الأحكام (من المؤمن وغيره) والإيمانيات ووإلخ؛

فإن الأشعري -رحمه الله- (مؤسس هذه الأشعرية) كان مع ابن كلاب المعتزلي ثم خلص إلى آخر مذهبه بعد سنين عدداً، فأساس مذهبه مخالفٌ لشرع الله -رجع إلى الحق أو لم يرجع-، ولما طغى هذا المذهب في ذلك الزمان وانتسب إليه جماعاتٌ من منتسبة العلم وعلماء لم يُوَفَّقُوا لمعرفة تفاصيل عقيدة السلف الصالح تأثراً بمشيختهم الأشاعرة مع اهتمامهم بالسنة أو بفقه بعض علماء السنة؛ صاروا يُنسبون إلى السنة ويُسَمَّون بأهل السنة والجماعة والواقع خلاف ذلك تماماً؛ أَيُّ سنةٍ وجماعةٍ تنفي عن الله أسماءه وصفاته وتثبت له سبع صفات أو ثلاثاً لا غير بطريق العقل الفاسد لا النص الكامل والعقل السليم؟!!

وتنكر معطِّلة نصوص شرع الله تعالى -رب العزة- عما أثبته لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته؛ من الأسماء والصفات والأخبار والأفعال على ما يليق بجلاله وعظمته سبحانه وتعالى، ثم اعتنق هذا المذهب الأشعري جماعاتٌ من المتصوفة والصوفية ومتعصبة المذاهب فجمعوا أنواعا من الشرور والفتن والفساد:
(1) الشرك بالله بمظاهر وطرائق عدة، وصرف حق الله لغير الله من المخلوقين؛ كدعائهم ونسبة ما لا يُنْسَب إلا لله لهم من خلقٍ وإيجادٍ وتغيير خلقةٍ وتصرفٍ وتصريفٍ للكون ومن ثَمّ إقامة دينٍ جديدٍ؛ يربط العبد بغير الله فدُعيَ سوى ودون الله وحده لاشريك له؛ تحت مسمى حب الأولياء والصالحين والتوسل والوسيلة والشفاعة، وكل ذلك لتغطية حقيقة الشرك بالله وخديعة العوام والجهال بهذا الفكر والاعتقاد المنحرف الذي يعارض دين الله ويصادمه من كل وجه ويخالف كل الرسالات الإلهية ودعوة رسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام؛ فإن أصل دين الله قائمٌ على عبادة الله وحده لاشريك له وترك الشرك بكل مظاهره وأنواعه ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا))، ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)).

والطاغوت كل ذاتٍ أو فعلٍ أو تصرفٍ وعقيدةٍ ومظهرٍ؛ يصرف عن حق الله وعن شرعه ودينه وما أراده الله لعباده من تحقيق الدين القيم الذي أصل أصوله توحيد الله بالعبادة وتوحيد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالمتابعة.

(2) مع الخلل والانحراف العظيم في باب أسماء الله وصفاته وأبواب الإيمان بتلك العقيدة الأشعرية وكذا الماتوريدية على ذات الخلل والانحراف مع أوجهٍ وتفاوتاتٍ بينهما في الشر والسوء.

(3) مع التهاون الواضح الفاضح تجاه أحكام شرع الله وحدوده كما آلت إليه فئامٌ من جماعات وطرائق التصوف من اختلاط بالنساء، والإنشاد البدعي من رجال ونساء بالموسيقى وآلاتها وأهلها، والرقص، والتطريب، والضرب بالدفوف، وأعمال السحر والشعوذة والدجل، وإرهاب الأتباع وتخويفهم، ناهيك عن البناء على القبور، وشد الرحال إليها، والطواف حول بعضها، والتمسح بترابها، والتعلق بأستارها، فضلاً عن دعائها وندائها وكل ذلك وغيره يصادم ويعارض ويخالف دين الله الإسلام الواضح.

وما حدث مؤخراً في بلاد الشيشان من اجتماع هذا الفكر الأشعري والصوفي متوَّجاً بعقيدة منهج الرفض والتشيع لهو أعظم دليلٍ وبرهانٍ على حقيقة فساد هذه الفرق والمناهج وعقائدها ومدى هشاشتها وضعفها؛ مع الجهل المطبق بحقيقة الإسلام وأصوله العظيمة فهم اجتمعوا على خلاف دين الإسلام على محاربة دين الإسلام باسم الإسلام -زعموا!!!- ((ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)) أي إسلام هذا؟!! يقوم على: الصرف عن حق الله وطمسه، والصد عن سبيله، والطعن في القرآن ووصفه بالنقص والتحريف، والطعن في رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته أمهات المؤمنين وصحابته الكرام -رضي الله عنهم- وتكفيرهم، وتأليه غير الله وووو إلخ ما في هذه الفرق والطوائف من المخالفات والمفاسد والشرور العظيمة ((أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا)) نسأل الله العافية.

الإسلام -الحمد لله- دينٌ واضحٌ ومحجَّةٌ بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالكٌ غويٌّ مفسدٌ أو جاهلٌ ضالٌّ أو مضلَّلٌ ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)).

اللهم ثبت قلوبنا على دينك واهدنا وسددنا وعلمنا ما ينفعنا».
انتهى جواب الشيخ -حفظه الله-.
وكــان ذلـــك
في يوم الثلاثاء
11 ذو الحجة 1437هـ