حمى البازي في الذب عن العلامة الجابري حفظه الله

 شيخنا الفاضل نزار بن هاشم العباس أحسن الله إليك…

رأينا من يتطاول ويتعقب ويخطيء كلام العلامة عبيد الجابري حفظه الله حول مقاتلة الدواعش في ليبيا بخصوص من هم الخوارج ومن هم الإخوان المسلمون وكيفية التعامل معهم ضد الدواعش فما هو توجيهكم حفظكم الله ؟

هذه المسائل من شؤون الحرب والدماء، والدول مرجعيتنا فيها أكابر علمائنا حفظهم الله تعالى حتى ولو اختلفوا في بعض القضايا والمسائل الضمنية من حيث التصور والتنزيل والإفتاء والداخلة تحت القضية الكلية والأساسية فعلى طلاب العلم بشتى درجاتهم الاسترشاد والانقياد لأقوالهم حفظهم الله تعالى وعدم التعدي على حدودهم والتطاول على منازلهم ودرجاتهم هذه حدود لابد من مراعاتها والتنبه لها .

ثم نأتي إلى أمر وهو فتوى الشيخ العلامة الجابري حفظه الله
حول قتال الدواعش وأنهم كفار والإخوان فجار .

أقول الشيخ حفظه الله من كلامه يقول بكفر هؤلاء على مذهب من يكفر الخوارج خاصة وأن الدواعش يستحلون كل دماء المسلمين المخالفين لهم فلاشك هذا شر عظيم وفساد كبير، والإخوان المسلمون وإن كان منهجهم يصب في فكر الخوارج لكنهم ليسوا في حالهم بليبيا في درجة الدواعش أو فكرهم كامن وقولي والدواعش فكر وعمل وفساد وخراب فبالنظر إلى أعظم الشرين و الفسادين لاشك شر الدواعش في هذا الحال والواقع والواقعة العينية هاهنا أعظم وأسوأ من شر الإخوان المسلمين ففجورهم من عدة نواحي أنهم ليسوا جميعا كفكر على حد سواء في الشر فمنهم أجنحة فكرية ومنهم أجنحة تنفيذية وإن كانت تصب في مصب واحد لاشك لكن الكلام في بيان أي الشرين أعظم وهم حسب ماذكرت يقاتلون حقيقة الدواعش ويحاربونهم والغاية القضاء عليهم والخلاص من شرهم فجوز العلامة عبيد رعاه الله القتال معهم لتحقيق هذه الغاية والمطلب الشرعي كما حصل من قتال التتر قاتلهم أهل السنة وأهل البدع لأن شر التتر أعظم وأضر وأضل وأهلك للأمة المسلمة !!؟

ثم أمرٌ آخر مهم كلام العلامة عبيد حفظه الله دقيق جداً وعلمي منضبط أعني قوله عن الإخوان المسلمين إنهم فجار وليسوا كفاراً فإنه ماقال ذاك إلا بعلم وورع فالخوارج من العلماء من كفرهم كما هو معلوم لكن الإخوان المسلمين كجماعة وفكر لاأعلم حسب علمي من كفرهم من أهل العلم السلفيين  وإن كان فكرهم فكرا خارجيا لذا قال حفظه الله عنهم فجاراً ولذا من تعقبه وتعقب كلامه رعاه الله لم يوفق ولم يدرك ولم يذق فقه الأكابر ودقة تعبيرهم وعمق فقههم وبصيرتهم أثابهم الله وكل من له علم وإدراك يدرك هذا بوضوح الحمدلله ثم إن سلمنا جدلا- ولانسلم أبداً إن شاءالله –  الجميع كفار
فهنالك كفر أهون من كفر وشر أخف من شر
فمن جعل الأمر على حد سواء وواحداً فليس بمنصف مطلقا ثم إذا جاز قتال المسلمين مع الكفار لصد عدو من أهل الإسلام أو دعواه دعوى إسلام وهدد عباد الله والبلاد أليس من باب أولى وأولى ما قاله الشيخ العلامة الفقيه حفظه الله تجاه الدواعش

فعلينا أن ننتبه ولاننازع الأمر أهله وأن نطهر ألسنتنا وعقولنا من داء ودنس التطاول عليهم فيما هو من شؤونهم وميدانهم فقد نهينا عن منازعة الأمر أهله فلنعرف للشيخ عبيد حفظه الله قدره ومكانته فإنه لايتناوله بسوء إلا رجل سوء أو صاحب جهل وجهالة أسأل الله أن يحفظه ويبارك في عمره وعلمه وسائر مشايخنا الأكابر وطلابهم الأفاضل والله أعلم.

– أجاب على ذلك شيخنا نزار بن هاشم العباس
– حفظه الله –
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
والمشرف على موقع راية السلف بالسودان
– يوم : الاثنين
– تاريخ : ٨ – رمضان – ١٤٣٧ هجري

موقع راية السَّلف بالسُّودان

www.rsalafs.com