مسائل مهمَّة حول حجاب المرأة المسلمة
مسائل مهمَّة حول حجاب المرأة المسلمة
  | قسم المشرف   | 471

بسم الله الرحمن الرحيم

مسائل مهمَّة حول حجاب المرأة المسلمة

سُئل فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله-:

ما حكم لبس المرأة لحجابٍ هو ثوب أبيض كبير وتغطي به وجهها وكل بدنها علماً بأنه مستور؟ أم ضروري للمرأة أن تلبس النقاب؟ وكذلك نريد من فضيلتكم ما ترجَّحَ عندكم في حكم تغطية المرأة وجهها لأن الناظر في أقوال الطرفين يبقى حيراناً فنرجو منكم بسط القول فيما ترجَّح لديكم؟ وجزاكم الله خيراً.

فأجاب الشيخ -حفظه الله-:

  • تغطية الوجه واجبةٌ، وتُرَجَّح لأجل قوة الأدلة على ذلك بل لِسَدِّ باب الفتن والشر في زمن الفتن هذه، وكقاعدةٍ متَّفَق عليها بين العلماء أنه إذا تعارَضَت دلالة نصَّين أحدهما يجيز ويبيح شيئاً والآخر يَمنع ويُحرِّم ويَحظُر؛ فالواجب والمقدَّم أن نعمل بالنص والدلالة المانعة والحاظرة، هذا هو معنى القاعدة القائلة: «الحاظر مقدَّمٌ على المبيح».

وإذا سألْنَا سؤالاً عقلياً منطقياً لكل عاقلٍ: أيهما يؤدي إلى الفتنة والشر اللازم الذي قد يرجع على المرأة والشر والفتنة المتعدية على الجميع أهو في كشف الوجه أم تغطيته؟! فجواب كل منصفٍ عاقلٍ حريصٍ: في كشف الوجه.

ومعلومٌ أن الفتن تُجْتَنَب وتُحْذَر ويُبْتَعَد عنها. وجاء في الحديث: «إن السعيد لمن جنب الفتن»؛ فالسلامة والسعادة في تغطية الوجه لا محالة لا في كشفه مطلقاً.

  • أما الحجاب العام فلا بد أن تتوافر فيه شروطٌ: أن يكون واسعاً، فضفاضاً، ساتراً لكل المرأة إما بضربه من أعلى الرأس والوجه مع تغطيته لهما حتى القدمين مع سَتْرِهِ لهما ولو جُرَّ في الأرض كله بقطعةٍ واحدةٍ مثل ضرب الخيمة، أو بقطعتين: الأولى تغطي الوجه والرأس وتتدلى إلى الأسفل، والقطعة الثانية درعٌ ساترٌ تلبسه المرأة تغطي به سائر جسدها حتى قدميها، فهذا جزءان درعٌ وخمار.
  • أما اللون؛ فقد جاء في الأثر عن أم سلمة -رضي الله عنها- وصف جلابيب الصحابيات بالغربان السُّود؛ قالت: «لما نزَلَتْ ((يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ)) خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهنَّ الغربان من الأكسية» [صحيح سنن أبي داود] فدلَّ ذلك على اعتبار وتقديم اللون الأسود في عهد السلف الصالح -رضي الله عنهم وعنهن- لأنه أستر وأبعد عن الزينة وكل لونٍ لا زينة فيه ولا يلفت النظر وليس بشاذٍّ ولا صارخٍ كــ(البُـنِّـي والكحلي) ونحو ذلك. وأما الأبيض فالأجمل تركه لأنه يشبه لون لبس الرجال إلا إذا جرى عُرْفُكم عليه في وسط النساء فحينها لا حرج إن شاء الله. وليُرَاجَع حول ذلك (جلباب المرأة المسلمة أو لباس المرأة) لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وشروط الحجاب عند علماء الدعوة السلفية -أثابهم الله- لمزيد بيانٍ وتفصيل.

14/رجب/1437هـ

موقع راية السلف بالسودان

www.rsalafs.com