صَيْحَـــةُ نَذِيــر حَوْلَ مَا شَاعَ مِنَ الاسْتِهَانَةِ بِالصُّوَرِ وَالتَّصْوِير «تَذْكِيرٌ لِلسَّلَفِيِّينَ وَلِعُمُومِ المُسْلِمِينَ»
صَيْحَـــةُ نَذِيــر حَوْلَ مَا شَاعَ مِنَ الاسْتِهَانَةِ بِالصُّوَرِ وَالتَّصْوِير «تَذْكِيرٌ لِلسَّلَفِيِّينَ وَلِعُمُومِ المُسْلِمِينَ»
  | قسم المشرف   | 449

بسم الله الرحمن الرحيم

صَيْحَـــةُ نَذِيــر

حَوْلَ مَا شَاعَ مِنَ الاسْتِهَانَةِ بِالصُّوَرِ وَالتَّصْوِير

«تَذْكِيرٌ لِلسَّلَفِيِّينَ وَلِعُمُومِ المُسْلِمِينَ»

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد؛ فنحن أمَّةٌ غيبيَّةٌ نؤمن بالغيب وبالله ولم نَرَهُ، ونؤمن بما قَصَّ لنا مِن خَبَرِ مَن غَبَرَ في كتابه؛ كيف فعلوا وأفسدوا فدمرهم الله..

وإنه ليستاء المسلم كل استياءٍ من هذه الحال التي صار إليها كثيرٌ من المنتسبة للسُّنَّة تجاه هذا التصوير، وإني والله لأخشى على أنفسنا من الاستدراج والتساهل والانزلاق، وإني دوماً أقول لإخواني وأبنائي من طلاب العلم:

إن هذا التصوير كان أول أسباب الشرك الذي هو أعظم شرٍّ في الكون فهل سيجرُّ على الأمة خيراً؟!!

والسلفية رايتها ارتفعت وطبَّقَت الآفاق -بحمد الله وقدرته سبحانه- من قديمها إلى حديثها بلا تصويرٍ وبلا دبلجةٍ وبلا فيديوهاتٍ ولا حتى صوتيات في بداياتها إنما توارثتها الأجيال كابراً عن كابرٍ لأنها وحي القرآن والسنة محفوظةٌ بحفظ الله لها؛ انطلقت من الدور والمساجد من أفواه الراجل إلى كل المعمورة، وفي العصر الحاضر أئمة السلفية ورؤوسها -أثابهم الله- رفعوا منارها وشعارها من محافل العلم بل من دُورهم كالشيخ العلامة الألباني -رحمه الله-، وكشيخنا العلامة ربيع -حفظه الله-، والذي خلقني ما عرفتُ السلفية -ولله الحمد والمنة ولشيخنا الإمام ربيع الشكر والدعاء الخالص لله له شكراً وعماراً- إلا من عقر داره وبيته في عوالي المدينة النبوية -حرسها الله- وغيري كثيرٌ والحمد لله؛ لم أره يُصَوَّر ولايَتَصَوَّر ولا يأذن بذلك، ومِن قبله علامة الشام الألباني -رحمه الله- وأئمة الدعوة بنجد وبلاد الحرمين -حرسها الله- فأين عقولنا أيها السلفيون؟!!

والله إني لأخشى أن يأتينا زمان يقول جيله وتقول ناشئته -جهلاً أو كذباً أو لعدم إدراكٍ أو تلبيس-: التصوير بكل أشكاله حلالٌ للدعوة ولغيرها ولكل شيء!! وعلماؤنا وطلابهم فعلوه!! كما زعم السالف البائد وجَعَلَه ذريعةً للشرك: فَعَلَه آباؤنا وعُبَّادُنا وعَبَدُوا ما صَوَّرُوا بنسبة الباطل والكذب للسابق. أنا أخشى والله من هذا وكلُّ سلفيٍّ غيورٍ إن شاء الله يلحظ ويراقب حال الناس والشباب ودوران الفتن يخشى والله من هذا.

فاللهم لا تفتنَّا، ولا تزغ قلوبنا، ولا تُنَكِّر الحق وما عَهِدْنا من الخير في قلوبنا وثبتنا على الحق وأمتنا عليه.

كتبه

نزار بن هاشم العباس

خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية

والمشرف على موقع راية السلف بالسودان

6/جمادى الآخرة/1437هـ