من نصائح الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله- لجمعية الكتاب والسنة الخيرية بالسودان
من نصائح الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله- لجمعية الكتاب والسنة الخيرية بالسودان
  | قسم المشرف   | 1615

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:

فهذه نصيحةٌ كان قد وجهها فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله- لجمعية الكتاب والسنة الخيرية بالسودان والتي انحرفت وخلطت أوراقها مع جماعة أنصار السنة في
السودان، علماً بأن الشيخ قد ترك جمعية الكتاب والسنة الخيرية منذ زمن وقد قال لي
-حفظه الله-: (أنا أحذِّر منها) وقال -حفظه الله-: (لا علاقة لي بها الآن)

ــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته

الإخوة الدعاة الأكارم بجمعية الكتاب والسنة الخيرية بالسودان -وفقهم الله-

أما بعد:

فإنَّ هذه الجمعيَّة خيرها وعزَّتها ومنعتها وسلامتها بعد فضل الله ومنَّته بسيرٍ صادقٍ من أهلها ودعاتها على منهج السلف المَرْضِي المُتَمَيِّز بالصَّفاء والجلاء والعلميَّة على ساق الإخلاص ورعاية العلماء الأكابر، والمحفوظ من خلط الأوراق ومزجها بالدعوات والأحزاب -التي لم ترتض تيك البيضاء النقية- وشوهت جمال الدعوة بالأهواء والمآرب الشَّخصية والحظوات النفسيَّة الدنيئة، ولو جرَّت بالخراب على الدَّعوة والإخاء والصفاء، فأدعو الإخوة -وفَّقهم الله- إلى وقفةٍ لله خالصة بتجريد النظر الثاقب إلى واقع الجمعيَّة اليوم هل هو كالأمس القريب ويمضي على ذات الطريق؟؟!

هل ما درج عليه سلف الأمة في دعوتهم تقوم عليه دعوتنا اليوم؟؟! فلنسأل أنفسنا قبل أن نُسْأَل
((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونْ)) فإنَّ الحياة معبرٌ والآخرة مقرٌّ والموت حقٌّ لا ريب فيه.

لأجل ذلك أيها الإخوة -سدَّدكم الله- سيصلكم مني بحول الله كتابٌ مختصرٌ سمَّيته: (نداءٌ وتنبيهٌ للإخوة بالجمعية)([1]):

عرضت فيه شيئاً من الماضي والحاضر لدعوتنا، ونبَّهت فيه إلى ما يلزم شرعاً التنبيه عليه، لأنِّي أخشى والله ضياع المعالم والمعهودات الشرعية، فإنه يسعى في الظلام أهل الإفساد لطمس الهويَّة بأنواعٍ
من المكر والتَّحايلات، وما ذلك -إن شاء الله- إلا نصحاً، وإبراءً للذمة وصيانةً
لمنهج الله.

 ملحوظة:

وإنَّني من هنا أسأل الإخوة القائمين على الجمعية وموقعها الالكتروني: لماذا لم تُعْرَض تزكية فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله- من ضمن تزكيات المشايخ للجمعيَّة؟؟!!

هل هو سقط ونسيان؟؟!! (وهذا ما نرجوه -إن شاء الله-) أم هو تأثُّرٌ بقول أحدهم -قادحاً بدهاءٍ-: (إنَّنا قد تضرَّرنا وتأذَّينا بدفاعنا عن الشيخ ربيع -حفظه الله-) يعني بذلك كما صرَّح؛ هجمة وعداوة السُّروريَّة والقطبيَّة على الجمعيَّة ومحاولة إيقاف دعمها المادِّيّ، بل قال نفسُهُ -صارخاً معترضاً- حينما رأى كتباً للشيخ ربيع -حفظه الله- نَصَحَت بها الهيئةُ العلمية السلفية بالجمعية -في أوراقٍ وسمت بالمنهج العلمي المتدرج- الدعاةَ وطلاب العلم بقراءتها واقتنائها: (أنحن مداخِلَة، أنحن مداخِلَة، أنحن مداخِلَة)!!!

أو حصل تأثُّرٌ أيضاً بقول آخَرٍ هامزاً طاعناً -حينما سمعني أنصح طلاب العلم في أحد الدُّروس بالرجوع للعلماء الأكابر وذكرت في قائمتهم فضيلة الشيخ ربيع حفظه الله-: (إنَّ الشيخ ربيعاً ليس من
أكابر العلماء، وقد كان مع جماعة الإخوان المسلمين)!!!

أقول:

إنَّ الشيخ ربيعاً -حفظه الله- علمه
معلومٌ وفضله معروفٌ ووَقْفَتُه مع الجمعيَّة لا ينكرها إلا جاهلٌ أو مكابرٌ، والطاعن فيه يُذَكَّر بقول فضيلة الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله-: (…فالحطُّ على هذين الشَّيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الدَّاعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع لا يصدر إلا من أحد رجلين: إمَّا من جاهل أو صاحب هوى.

الجاهل يمكن هدايته؛ لأنَّه يظنُّ أنَّه على شيءٍ من العلم، فإذا تبيَّن العلم الصحيح اهتدى.. أمَّا صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله -تبارك وتعالى- فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين
-كما ذكرنا- إمَّا جاهلٌ فيُعَلَّم، وإمَّا صاحبُ هوى فيستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجلَّ- إمَّا أن يهديه وإمَّا أن يقصم ظهره.)
           [كتاب الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع]
.

بل إنَّه من منَّة الله على أهل السُّنَّة السَّلفيِّين عامَّة وفي السُّودان خاصَّة توفيق الله للشيخ ربيع -حفظه الله- لبيان عوار وفساد أهل الأهواء والأحزاب كالمدعو عبد الرحمن عبد الخالق -أصلحه الله- الَّذي أضَرَّ بفكره وبعض كتبه المنحرفة بكثيرٍ من أهل السُّنَّة وصرفهم عن المنهج السَّلفيِّ الواضح، ومع ذلك يدافع عنه البعض تغريراً وتلبيساً على كثيرٍ من شباب المسلمين اليوم مع ظهور خطره وضياعه.

والله من وراء القصد وهو يهدي السَّبيل.

أخوكم

نزار هاشم عبَّاس

27 محرَّم 1432هـ.

 


[1])) للشيخ حفظه الله كتابة بعنوان: (البيّناتُ على مقالةِ وفتوى الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- في جماعة أنصار السنة والجمعيات -السودانُ مثالاً-) ستخرج قريباً بإذن الله. ومما ذكره عن الجمعية في مقال (الوضوح والتميز من معالم الدعوة السلفية): (ومما يؤسف له أن جمعية الكتاب والسنة الخيرية راعية هذه المحاضرة ومعلنتها خلطت أوراقها مع هذه الجماعة -أنصار السنة- في السودان وفتحت أبواب التعاون معها، كما تستضيف هذه الجمعية المدعو وليد سيف النصر المصري صاحب إحياء التراث الكويتية وتمكّنه في أوساط بعض الشباب السوداني -أصلحهم الله-).