[سلسلة] حَوْلَ آياتٍ مِنْ كتابِ اللهِ تَعَالى -«1»-
[سلسلة] حَوْلَ آياتٍ مِنْ كتابِ اللهِ تَعَالى -«1»-
  | المقالات, قسم المشرف   | 571

بسم الله الرحمن الرحيم 

[سلسلة]

حَوْلَ آياتٍ مِنْ كتابِ اللهِ تَعَالى

-«1»-

 

قال الله تعالى: ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [سورة المدثر: الآية (43- 48)].

 

   (1) تفيد الآيةُ ما تَقَرَّرَ عند السلف أهل العلم من أنه لا يخرج من النار يوم القيامة بالشفاعات الثابتة من أهل الكبائر إلا من مات على التوحيد والإيمان وهذا يجري مع السنة: «يعذَّبُ ناسٌ مِن أَهْلِ التَّوحيدِ في النَّارِ حتَّى يَكونوا فيها حَممًا، ثمَّ تُدرِكُهُمُ الرَّحمةُ، فيَخرُجونَ ويطرَحونَ على أبوابِ الجنَّة قالَ فيَرُشُّ عليهِم أَهْلُ الجنَّةِ الماءَ فينبُتونَ كما ينبُتُ الغُثاءُ في حمالةِ السَّيلِ ثمَّ يُدخَلونَ الجنَّةَ» [صحيح الترمذي]. وعلى هذا يُفْهَمُ ما جاء في السنة: «فَيَقْبِضُ قَبْضَةً من النارِ فيُخْرِجُ منها قومًا لم يَعْمَلُوا خيرًا قَطُّ» أنهم معهم إيمانٌ مُنْجٍ.

فهذا يفيد طلاب العلم في معرفة اشتراط الإيمان لمن يخرج بالشفاعة من النار.

وأن أعظم مُنْجٍ عند الله التوحيد والإيمان مهما عظمت الذنوب.

وأن السلف -رحمهم الله- كل عقائدهم من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

وأن شرَّ الخلق الخوارج لأنهم أفسدوا الملة بسوء عقيدتهم وأفسدوا العباد بفكرهم ثم استباحوا من خالفهم لما خالفوا فهم السلف لكتاب الله وشرعه.

 

(2) وأفادت الآية ما قاله بعض أهل العلم من أن الكفار مُخاطَبون بالشرائع كلها ومحاسَبون ومعذَّبون عليها لتركهم لها مع كفرهم.

 

(3) وأفادت الآية أن الترتيب لا يفيد عِظَمَ المبتدأ به، وأنه يُتَدَرَّجُ من الأقل إلى الأعظم خطراً كما في قوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ[الأعراف: الآية (33)].

فإن التكذيب بالقيامة ويوم الدين أعظم خطراً من خطر ترك الصلاة.

وهذا يفيد ترجيح مذهب الجمهور على أن ترك الصلاة تهاوناً لا يكفر وإلا سَوَّينا بينها وبين أصل الإيمان والتوحيد، وهذا لا يكون ولا يتأتى مع أصول العقيدة.

 

 

كتبه

نزار بن هاشم العباس

9/ رمضان/ 1438هـ

موقع راية السلف بالسودان

www.rsalafs.com