طَلاَئِعُ الإِغَــارَةِ فِي الرَّدِّ عَلَى الشُّبَهِ الـمُثَارَةِ حَوْلَ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ نِزَار بْن هَاشِم العَبَّاس -حَفِظَهُ اللهُ- وَدَعْوَتِهِ «السَّلَفِيَّة» [الحلقة الأولى]
طَلاَئِعُ الإِغَــارَةِ فِي الرَّدِّ عَلَى الشُّبَهِ الـمُثَارَةِ حَوْلَ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ نِزَار بْن هَاشِم العَبَّاس -حَفِظَهُ اللهُ- وَدَعْوَتِهِ «السَّلَفِيَّة» [الحلقة الأولى]
  | إصدارات الموقع    | 2673

طَلاَئِعُ الإِغَــارَةِ

فِي الرَّدِّ عَلَى الشُّبَهِ الـمُثَارَةِ

حَوْلَ فَضِيلَةِ الشَّيْخِ نِزَار بْن هَاشِم العَبَّاس -حَفِظَهُ اللهُ-

وَدَعْوَتِهِ «السَّلَفِيَّة»

[الحلقة الأولى]

 

إعدادُ

إدارة موقع راية السَّلف بالسُّودان

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن والاه.

أمَّا بعد؛

فإنَّ من منَّة الله سبحانه وتعالى على المسلمين أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.

قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: “هذه المنَّة التي امتنَّ الله بها على عباده، أكبر النعم، بل أصلها، وهي الامتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقذهم الله به من الضلالة، وعصمهم به من الهلكة” [تفسير السعدي].

روى مسلمٌ في صحيحه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «النجوم أَمنَةٌ للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعَد، وأنا أَمنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أَمنَةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون».

فهذه سلسلةٌ عظيمةٌ يأخذ لاحقُها من سابقها يبلِّغون دين الله للناس، فمن أراد النجاة من الفتن فليأخذ العلم والدين من أهله الثِّقات الذين ساروا على نهج سلفهم الصالح ولا يسلك بنيَّات الطريق.

وإنَّ من نعمة الله على المسلمين في هذا العصر أن هيأ لهم أئمةً وعلماء نشروا دين الله ومنهج السلف الصالح بين الناس -رحم الله من مات منهم وحفظ من بقي-.

ولكن سنَّة الله في خلقه أن يُبْتَلَى أهل الحق بشتى أنواع البلاء من الطعن فيهم وفي دعوتهم ونشر الشُّبَه حولهم والكذب والافتراء عليهم من قِبَلِ مخالفيهم من أهل البدع والضلال والجهل والهوى.

فكم طُعن في العلماء الأئمة؛ ابن باز وابن عثيمين والألباني ومحمد أمان الجامي وربيع المدخلي وغيرهم من العلماء والمشايخ -أجزل الله للجميع الأجر والثواب-.

ومن المشايخ الذين نالهم الطعن ونُشِرَت حولهم الشبهات والأكاذيب -من غير حجَّةٍ ولا دليل-: فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله-، ولما تكاثَرَت هذه الأمور كَتَبْنَا هذه الكلمات نصرةً لشيخنا -حفظه الله- وذبَّاً عنه وقبل ذلك نصرةً للمنهج السَّلفيِّ الذي يدعو النَّاس إليه؛ لأنَّهم لم يتكلموا فيه لشخصه وإنَّما لمَّا ردَّ عليهم الشَّيخُ وأصابتهم السِّهامُ السَّلفيَّة عندما خالفوا المنهج السَّلفيَّ وأرادوا طمس معالمه وتمييعه نشروا هذه الشبهات والأكاذيب والأقاويل، وقد قال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النَّار يوم القيامة» [صحيح الجامع]، فكيف إذا كان ذلكم الشَّخص الذي نريد ردَّ الشُّبه المثارة حوله وحول دعوته هو واحداً من كبار طلبة العلم الذين درسوا على العلماء الأكابر وزكوه وأثنوا عليه؟!!

فمن ذلكم قول الشَّيخ العلامة المُحَدِّث حمَّاد الأنصاري -رحمه الله-: «وهو يُعْتَبَر عندنا من أفضل تلامذتنا سيرةً وسلوكاً، إضافةً إلى حُسنِ العقيدةِ مع امتيازه بمعلومات جيِّدة في تخصُّصِه».

وقول الشَّيخ العلامة المُحَدِّث ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-: «فإنَّ الأخ/ نزار هاشم عبَّاس السُّوداني الجنسيَّة من خيرة من خرَّجَتهم الجامعةُ الإسلامية ديناً وخُلقاً وعقيدةً ومنهجاً أحسبه كذلك -والله حسيبه- ولا أزكي على الله أحدًا وإني لأوصي نفسي وإياه بتقوى الله والثَّبات على الكتابِ والسُّنة ومنهج السلف الصالح والدعوة إلى ذلك وَفَّقَ الله الجميعَ لذلك».

وقول الشيخ العلامة المُحَدِّث صفي الرحمن المباركفوري -رحمه الله-: «فإنَّني أعرفُ الأخ نزار هاشم عبَّاس محمَّد صالح سوداني الجنسيَّة، والمتخرِّج في الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة النَّبويَّة، وقد درس عليَّ بعض الكتب وتلقى منِّي بعض العلوم، وهو فيما أعرف رجلٌ صالحٌ مستقيمُ السيرةِ والسلوك متمسِّكٌ بالسُّنَّة النَّبويَّة على طريقةِ السَّلف الصالح، وملتزمٌ بالشَّريعة الإسلاميَّة، مع الأخلاق الفاضلة، والآداب الحسنة، هذا “ولا أزكي على الله أحداً”» [راجع موقع راية السَّلف بالسُّودان للوقوف على بقيَّة التَّزكيات المنشورة].

كما أن الشَّيخ -حفظه الله- لديه عدَّة إجازاتٍ من هؤلاء العلماء الثَّلاثة وغيرهم، وهذا كافٍ في بيان الحقِّ لمن تجرَّد قلبُه عن العصبيَّة والهوى.

وقد قام الشَّيخُ -حفظه الله- بالدَّعوة إلى الله في السُّودان منذ تخرُّجه في الجامعة الإسلاميَّة عام 1417هـ ولا يزال ولله الحمد والمنَّة، عبر الدُّروس والمحاضرات والكتابات والفتاوى وغيرها سائراً على نهج الأكابر الذين نهل منهم داعياً الشَّبابَ للرُّجوع إليهم والارتباط بهم وللسَّير على منهج السَّلف الصَّالح وتمييز الدَّعوة السَّلفيَّة عن بقيَّة الدَّعوات الحزبيَّة -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً-، وقد كان مديراً لمكتب الدَّعوة بجمعيَّة الكتاب والسُّنَّة -قبل انحرافها- وأَسْهَمَ في تلك الفترة بشكلٍ كبيرٍ في توضيح المنهج السَّلفيِّ وتميُّز الدَّعوة السَّلفيَّة عن غيرها من الدَّعوات، وقد كان يحل الإشكالات الكبيرة التي تعترض الدُّعاة في كافَّة أقاليم السودان، وكان -إضافةً للدُّروس والمحاضرات الكثيرة التي أقامها– خطيبَ مسجد الكتاب والسُّنَّة لعدَّة سنواتٍ، وقد كان له الفضل بعد الله في كشف عوار اثنين من عتاة المنحرفين الذين لبَّسوا على كثيرٍ من السَّلفيِّين في السُّودان وخارجه وهما حسين عشيش السُّوري ومختار بدري السُّوداني حيث ناصحهما ولما لم يُجْدِ معهما النُّصح قام بعدَّة ردودٍ عليهما.

وعندما بدأت الجمعيةُ تركب خطَّ التَّمييع والتبدُّل ناصحَهم الشَّيخُ عدَّة نصائح وصبر عليهم وبيَّن لهم، وبدلاً من أن يشكروه قام بعضُهم بإشاعة الأكاذيب والافتراءات حوله، على الرغم من كونهم يعرفونه حقَّ المعرفة ومن ذلكم قول أحدهم -سابقاً قبل انحرافه-: “إذا عندنا مشكلة في المسجد نمشي نجلس مع الشَّيخ نزار -أي ليحلها لهم-“.

ثم فارق الشَّيخُ -حفظه الله- جمعيَّة الكتاب والسُّنَّة -بعد تغيُّرها وتبدُّلها عن سابق عهدها وعدم قبولهم للنُّصح- واستمر في دعوته السلفية حاثاً الشباب وجميع المدعوين على السير على المنهج السلفي النقي وترك الكيانات والجماعات الحزبية والارتباط بالعلماء السلفيين بحسبما يتيسر له -حفظه الله- فـ ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهَ نَفْسَاً إِلاَ وُسْعَهَامن خلال الدروس والمواعظ والكتابات وإفتاء الشَّباب وغيرهم عبر الهاتف وبريد الموقع وكذا من خلال موقع راية السَّلف بالسُّودان، وللاستزادة حول جهود الشيخ نزار الدعوية في بلاد السودان يُراجع مقال (من جهود فضيلة الشَّيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى الدَّعويَّة في بلاد السُّودان ودحض شبهة الطَّاعنين فيه) والذي كان رداً على شبهة: (الشيخ نزار ليست لديه جهودٌ دعويَّة!!)، و(ليست لديه دروسٌ في المساجد الآن!!).

وبحمد الله فإنَّ الله وفَّقَ الكثير من الشباب وغيرهم في السودان لمعرفة المنهج السلفي والارتباط بعلمائه بفضل الله تعالى أولاً ثم بسبب دعوة الشيخ نزار العباس -حفظه الله- فجزاه الله خير الجزاء وكفاه شر الحاقدين والحاسدين.

ونذكُر الآن بعض الشُّبَه والافتراءات حول الشيخ نزار ودعوته؛ وهي شُبَهٌ وأقوال متهافتة يُغْني ذِكْرُها عن ردِّها لمن عَلِمَ مكانة الشيخ حفظه الله وتزكيات العلماء له، لكن خشية أن تنطلي أقوالهم هذه على بعض المبتدئين أو من لا يعرف واقع السودان الدعوي وحال دعاته نذكر بعضها مع الرد عليها مستعينين بالله وحده وهو ولي التوفيق:

 

الشبهة الأولى:

التشكيك في منهج الشيخ السلفي ووصفه بالحدادية وأنه يسير على منهج مختار بدري الحدادي:

والرد على هذا الكلام من وجوه:

أولاً: إنَّ الشيخ -حفظه الله- تخرَّج في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ودرس فيها وخارجها على أكابر العلماء السلفيين وزكوه وأجازوه وهو سائرٌ على نهجهم نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.

ثانياً: يقال لهؤلاء: ﴿قُلْ هَاتُوا بُرهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين فما دليلكم على هذه الافتراءات؟

ثالثاً: كلامكم هذا فيه طعنٌ في العلماء السلفيين -رحم الله من مات وحفظ من بقي- الذين زكوا الشيخ -حفظه الله- وقد تقدَّم ذكر بعض تزكياتهم وسنذكر تزكية الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- الجديدة.

رابعاً: إنَّ أول من ردَّ على مختار بدري الحدادي في السودان وكشف حاله هو الشيخ نزار بن هاشم -حفظه الله-، ولما وصلت كتابته للعلماء السلفيين في المملكة العربية السعودية حذَّروا من مختار وفكره بناءً عليها [راجع (مجازفات مختار بدري 1 – 2) للشيخ نزار العباس وأيضاً فتاوى العلماء في مختار بدري في موقع راية السلف بالسودان] فكيف تقولون إنه يسير على منهجه؟!

تنبيه: بعضهم يحتج على ذلك بتحذير الشيخ نزار -حفظه الله- من جماعة أنصار السنة وجمعية الكتاب والسنة بالسودان ويرميه لأجل ذلك بأنه يسير على منهج مختار!! ويلزم من كلام هؤلاء الطعن في العلماء السلفيين الذين تكلموا في هذه الكيانات نصحاً للأمة ومنهم الشيخ العلامة ربيع المدخلي والشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظ الله الجميع-.

خامساً: نَسَب بعضهم للشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- أنه يقول عن الشيخ نزار إنه يسير على منهج فالح الحربي الحدادي!!، وبحمد الله فقد نقل فضيلة الشيخ محمد بن ربيع -حفظه الله- عن والده الشيخ العلامة ربيع المدخلي ما يفنِّد هذه الفرية:

قال فضيلة الشيخ د.محمد بن ربيع المدخلي -حفظه الله-:

«السلام عليكم ورحمة الله.. أخي الكريم، جواباً على سؤالك بخصوص الشيخ نزار هاشم العباس؛ فقد اتصَّلت -أنا في المدينة- بسيِّدي الوالد بحضور الأخ أحمد الزهراني بل من جوال الأخ أحمد الزهراني، وسألته عن الأخ نزار فجدَّد تزكيته. ولما أخبرتُه أنَّ هناك من يزعم أنَّك تتكلَّم فيه يا سيدي الوالد، قال: (الذي أعرفه أنَّ نزار أفضل من هؤلاء في السلفيَّة وسلفي أفضل منهم بألف مرَّة). هذا ما قاله سيِّدي الوالد بحضور الأخ أحمد الزهراني كان عنده، وأحببتُ أن أخبركم بذلك. وصلَّى الله على محمَّد وآله وصحبه أجمعين» [مقطع صوتي بتأريخ: 13/صفر/1435هـ].

 

الشبهة الثانية: قولهم: (لا يدعو للتوحيد)

وهذا أيضاً من الكذب والافتراء؛ فإنَّ واقع دعوة الشيخ نزار -حفظه الله- خير شاهدٍ على ما يركز عليه من دعوةٍ للتوحيد وفق طريقة أهل العلم القائمة على التأصيل العلمي وليس على التهريج والغوغائية والسَّفه والطيش!!

فمن جهود وأعمال الشيخ -حفظه الله- التي فيها الدعوة للتوحيد والعقيدة الصحيحة والتحذير من الشرك:

1- ما قام به -حفظه الله- من شرحٍ لكتب العقيدة السلفية، ومن ذلكم:

(1) شرح رسالة الأصول الثلاثة للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، وقد شرحها عدة مرات، وكان آخر شرحٍ لها في سبعةٍ وعشرين شريطاً مسجَّلاً.

(2) شرح رسالة القواعد الأربع للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

(3) شرح رسالة الأصول الستة للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

(4) شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

(5) شرح رسالة فضل سورة الفاتحة للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

(6) شرح مسائل الجاهليَّة للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

(7) شرح كشف الشبهات للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.

(8) شرح كتاب تجريد التوحيد للمقريزي -رحمه الله-.

(9) شرح كتاب العقيدة الواسطية.

(10) شرح مقدِّمة ابن أبي زيد القيرواني -رحمه الله-.

(11) دروسٌ أقامها الشيخ لطلاب المعهد العالي عندما كان مدرساً بالمعهد -قديماً قبل انحراف الجمعية-.

(12) عددٌ كبيرٌ من الدروس العامة في عدَّة مساجد ومضمونها الدعوة للتوحيد والتحذير من الشرك.

 

2- أقوال متفرقة (مسجَّلة ومكتوبة) في شتى المحافل الدعوية ومنها:

  • قال الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه- في مقدمة درس شرح كتاب الصيام من عمدة الأحكام:

«قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَه إِلاَّ اللهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِك تدل الآية على أنَّ أول علمٍ يتعلَّمه المسلم هو التوحيد، التوحيد هو عبادة الله وحده لا شريك له» [شرح عام 1429هـ].

  • وقال -حفظه الله- عند شرحه لعبارة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- (بعثه الله بالنذارة عن الشرك والدعوة للتوحيد):

«المراد أن أصل أصول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعوة للتوحيد والتحذير من الشرك» [شرح الأصول الثلاثة].

  • وقال -حفظه الله- في شرحه على رسالة الأربعين النووية:

«(قاعدة سد الذرائع)؛ الذريعة: الباب والمجال الذي يُفْتَح.

معنى القاعدة: الشرك حرام، الزنا حرام،… الشريعة تسد الأبواب الموصلة إلى هذه المحرمات.

من أمثلة سد الذرائع: تحريم الشريعة للبناء على القبور سواء كانت قبة أو غيرها… مما جاء في سد الذرائع تحريم الغلو في الصالحين» [الشرح القديم على رسالة الأربعين النووية].

  • وقال -حفظه الله-: «من اعتقد أنه يُحج في جهة أخرى غير مكة فهذا كفر بالله العظيم» [شرح الأربعين النووية-الدرس11].
  • وقال -حفظه الله- عندما تكلم عن مصادر البدع:

«فمن مصادرها وهي كثيرة؛

1- بيئات الجهل.

2- العقائد الفاسدة، فإنها ما حلَّت بأرضٍ إلا وتولدت منها بدع كثيرة لا تعد ولا تحصى» [شرح الأربعين النووية-الدرس12].

  • وقال -حفظه الله تعالى-:

«فدعاء غير الله شرك ليس في الإسلام مطلقاً فهذه بدعة حقيقية، وهي بدعة شركية عقدية تخرج عن دائرة الإسلام بالعلم والمعرفة، أما الجاهل فإنه يُنبَّه أن هذا الفعل شرك يخرج عن دائرة الإسلام، فإن ترك فالحمد لله أزلنا عنه الشبهات الحمد لله، وإذا أصرَّ وعاند بعد العلم والبصيرة والمعرفة فإنه يخرج عن دائرة الإسلام، ويقيم عليه حجة الله علماء المسلمين» [شرح الأربعين النووية-الدرس12].

  • وقال -حفظه الله تعالى وبارك فيه- في سياق كلامه عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- ودعوته وكتاباته:

«وثالثاً: أنَّها عالجت القضايا العمليَّة والإيمانيَّة في زمنٍ انتشرت فيه الجاهليَّة الأولى، من ظهور الشركيَّات والوثنيَّات والبدع والخرافات؛ فكانت تلك الكتب ملائمةً لذلك العصر. ولذلك هي تناسب ما تعايشه الأمة الإسلامية اليوم من خطرٍ يحيط بها من ظهور هذه المظاهر الشركية والوثنية التي الله نسأل أن يهدي أصحابها إلى الحق والسنة والصواب.

سابعاً: أنَّها تعالج -أيُّها الأحبَّة في الله- الشبهات والتلبيسات التي تحاك على دين الإسلام وعلى التوحيد والعقيدة بأصول سهلة بسيطة تستمد من الكتاب والسنة. وهذا ما نحتاج إليه اليوم؛ إلى علمٍ سهلٍ بسيطٍ يعالج القضايا ويوفِّر التأصيل العلمي لمنهج السلف الصالح، بغير تمييعٍ، وبغير تضليلٍ، وبغير تغييرٍ للأصول والمباديء الشرعية التي منَّ الله -عز وجل- بها على أهل الإسلام» [الشريط الأوَّل من شرح ثلاثة الأصول].

  • وقال -حفظه الله تعالى-:

«ذكَرَ شُرَّاحُ الحديث المعروف لديكم وهو في التِّرمذي وفي غيره: أنَّ النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أشار إلى الأكل من أطراف الطَّعام، قال: (كلوا ممَّا يليكم ولا تأكلوا من وسطه فإنَّ البركة تنزل في وسط الطَّعام).

فقالوا: فيه فائدةٌ عقديَّةٌ ألا وهي (علوُّ الله على خلقه)؛ لأنَّ البركة تنزل من أين؟ من فوق إلى وسط الطعام.

وفيه أيضاً: أنَّ البركة من الله وليست من أحدٍ من الخلق، وهذا يدلُّ على جهل الذين يقولون: البركة من كلِّ أحد!! يقولون: هذه بركة فلان وبركة كذا وكذا!! فإذاً البركة ممَّن؟ من الله وحده لا شريك له» [الشريط الأول من التعليق على تجريد التوحيد المفيد للمقريزي].

  • وقال -حفظه الله تعالى-:

«فعلى طالب العلم وطالبته:

(1) شُكْر الله وحده أنْ وَفَّقهم بفضله ومِنَّتِه لطلب العلم النَّافع الذي لا محلَّ له مطلقاً إلا في ظلال الدَّعوة السَّلفيَّة ومنابعها الأصيلة الصَّافية.

(2) أنْ يعلم (وهي) أنَّ أوجبَ ما عليهما تحقيق الإخلاص لله في هذا الطَّلب وتحقيق المنهج العلمي السَّلفي في تحصيله، والذي يحمل على تحقيق أمرين:

  • فرائض وأركان الإسلام الواجبة الاعتقاديَّة والعمليَّة والقوليَّة.
  • ونوافله وتطوُّعاته المبنيَّة على ذلك.

وهذا وذاك هو تطبيقُ الإيمان والإسلام عند السَّلف القائلين: (الإيمان قولٌ واعتقادٌ وعملٌ، يزيد بالطَّاعة وينقص بالمعصية) هذه حقيقة العلم النَّافع المثمر لكلِّ نافعٍ في الدُّنيا والآخرة، وأساسه وأسُّه علم الاعتقاد والتَّوحيد السَّلفي؛ لذا يُقَال: (الاعتقاد والتَّوحيد أوَّلاً)…»،

إلى أن قال:

«وأخطر هذه الشُّرور: فساد العقائد وخرابها، لذا كان واجب طلاب العلم أوَّلاً: معرفة العقيدة السَّلفيَّة الصَّحيحة أوَّلاً وتصحيح فاسدها -مما يخالفها- وتجلية غبشها بسبب هذا الواقع الكدر بالرجوع إلى علماء السَّلفيَّة وكتب عقائدهم قديماً وحديثاً دراسةً وفهماً وشرحاً علميَّاً إجمالاً وتفصيلاً، يُقَدَّمُ هذا العلم على كل علوم الشَّريعة لأنَّه أساسها وأصلها ومصحِّحها علماً وعملاً، ثُمَّ علم أركان الإسلام الواجبة.

وهنا يقال: يُقَدَّم الاعتقاد علماً على حفظ كل القرآن والسُّنَّة ومتون العلم ووسائله.

والاعتقاد والمنهج السَّلفي متلازمان لا ينفكَّان، وبالاعتقاد الصحيح يُفْهَم القرآن والسُّنَّة ويأتي العمل بهما لأنه منهما أصلاً نَبَعَ وأَيْنَعَ، لكن لِـمَا مَرَّ من أسبابٍ حَصَلَ الجهلُ به بل العداوة والخصومة، بل تجد كثيراً من حفظة القرآن اليومَ لا يعرفون عقيدته فيخالفونه بالشِّرك والبدع والطَّائفيَّة والجهل والهوى والاتِّـجار به!

وأدلَّة هذه النُّقطة الشَّرعيَّة لا تُعَدُّ وتحصى، يكفنا منها هاهنا قولُه تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ وقولُه في أوَّل وَحْيِه وكلامه لموسى –عليه الصلاة والسلام-: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِيفالآيتان تشيران إلى الاعتقاد والتَّوحيد أوَّلاً كما هو ظاهرٌ الحمد لله..

وصدق النَّوايا والتَّوجُّهات لنيل العلم والعمل به سبيله ذاك الاعتقاد السَّلفي؛ لأنَّ الصِّدق مع الله من أعظم أسبابه: معرفة الله والخوف والرجاء منه، وهذا لا يكون بعد الله إلا بعلم الاعتقاد، لذا قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾، وقال السَّلف: «العلم الخشية» وهذا وَصْفُ رسل الله ﴿الذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدَاً إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبَاً» [التوجيهات السلفية لطلاب العلوم الشرعية (1)].

  • وقال -حفظه الله-:

«لابد أن نعلم أن العلم منه ما هو واجبٌ ضروريٌّ على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ كالتوحيد والعقيدة ولو إجمالاً ليصح الإسلام والتعبُّد لله الواجب من طهارةٍ وصلاةٍ وصومٍ وحجٍّ وزكاةٍ ومعرفة ضد ذلك كالشرك والبدع والعصيان.

وهذا العلم الواجب الضروري يُقَدَّم -في حقِّ الذكر والأنثى- على حفظ القرآن كاملاً أو جزئيَّاً بعد بلوغ سنِّ التكليف بالبلوغ لأنَّ القرآن دعا إليه، قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وقال: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَولأنَّه بعد بلوغه مطالبٌ بالقيام بأحكام الإسلام وأركانه الواجبة بعد تحقيقه توحيد الله بعبادته وحده لا شريك الله ومتابعته للرسول -صلى الله عليه وسلم- مسؤولٌ عنها عند الله يوم القيامة، فمن قام بها يُرْجَى له من الله الثواب ومن فَرَّط فيها وترَكَها تهاوناً لا جحداً يُخْشَى عليه من الله العقاب.

 ظن الكثيرون أنَّ من ليس للقرآن بحافظ أو مجود له بأحكام التجويد ليس بعالمٍ ولا فاضلٍ يقتدى بعلمه ويرجع إليه بتلقِّي العلم عنه والاستفادة منه! فأدى ذلك إلى كثرة الجهل والجهال بالشرع ولو كان هؤلاء الجهال يحفظون كتاب الله! فقد رأينا ورأى غيرنا كثيراً ممن يعتني بالقرآن حفظاً بلا علمٍ لا يعرفون توحيد الله بعبادته وتوحيد رسوله بمتابعته -صلى الله عليه وآله وسلم- ينادي غير الله ممن يعظِّمه من شيوخه وكباره أو يقرُّ ذلك ويسكت إن رآه من غيره مع جهلهم بأحكام القرآن والسُّنَّة الواجبة كحلق لحاهم وتطويل ثيابهم تحت الكعبين ومصافحتهم النساء الأجانب واختلاطهم وخلوِّهم بهنَّ واستماعهم للموسيقى وأغانيها المحرمة وكذا ما يسمى بالإنشاد الديني والمديح بالموسيقى وغيرها، بل قد يؤدون ذلك ويقومون به في وسائل الإعلام والمناسبات المختلفة… إلخ من المخالفات الشرعية، ناهيك عن انتسابهم إلى الطائفيات والحزبيات والفرق المنحرفة وتجد كثيراً من هؤلاء تربوا وتخرجوا في بعض مراكز تحفيظ القرآن التي تسمى بالخلاوى -وهو لفظ طائفي فيه نظر- والتي لا تعتني بتعليم علوم القرآن والسنة وتفسيرهما بل يقول بعض شيوخ المراكز والطوائف لطلابهم وأتباعهم: لا تفسروا القرآن فتصابوا بالجنون! وهذا من عظيم حيلهم ومكرهم لصرفهم والناس عن العلم النافع الذي يفسر به القرآن والسنة وبالعلم تنكشف الحقائق ويفرق صاحبه بحول الله بين الحق والباطل وسيعلم حينها خطر ما هو عليه في تلك الجهات وجهلها وجهل أصحابها وشيوخها فينصرف عنها بعيداً على مركب الحق والعلم حرَّاً متحرِّراً من كل القيود والرسوم المخالفة لشرع الله، وهذا ما لا يريده زعماء وشيوخ تلك المراكز والطوائف لأمور ليست على الله بخافية والله المستعان» [تفصيلٌ مهمٌّ حول طلب المرأة للعلم الشرعي].

  • وقال -حفظه الله وبارك فيه ونفع بعلمه-:

«وقبل الشروع في بيان خطأ وبطلان فتوى د.عبد الحي في إباحة المظاهرات والثورات وتجويزها أنبِّه بحول الله تعالى -للأهميَّة- على أمرين:

الأمر الأوَّل:

قال -صلى الله عليه وسلم-: “كل ابن آدم خطَّاءٌ وخير الخطَّائين التَّوَّابون” [صحيح الترغيب].

فلأجل تصحيح هذه الأخطاء وعلاجها وبيانها وتبديلها إلى الخير أقام الله عزَّ وجلَّ دينه وأرسل رسله من لدن نوح إلى خير خلقه محمد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.

وأعظم هذه الأخطاء والانحرافات والمخالفات على الإطلاق الشرك والكفر بالله ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان 13]. أيَّد الله الرسل بالوحي والمعجزات فحاربوه وحذَّروا منه ودعوا الناس إلى توحيد ربهم تعالى وتقدَّس ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [النحل 36] وقال تعالى: ﴿الَر * كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
[هود 1]. فَوفَّقهم الله ونَصَرَهم في تحقيق هذا الأصل العظيم وبقية الشرائع ودعوا إلى العدل ومكارم الأخلاق وسائر المروءات، ونهوا عن الظلم والفساد وسييء الأخلاق.

وكان لنبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من ذلك الخيرِ الخيرُ كله أكمله وأجمله؛ فهو -صلى الله عليه وسلم- إمام المرسلين وقدوة المتَّقين وأسوة النَّاصحين!! ولم يكن -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى الأخطاء المخالفة لشرعه دين الله يسكت أو يغض الطرف بل ينبِّه ويحذِّر ويعظ ويزجر ويغضب لله سبحانه. قالت أمُّنا عائشة -رضي الله عنها-: “ما انتقمَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لنفْسِه إلا أن تُنتَهكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنتَقِمَ للهِ بها[البخاري].

* فها هو -صلى الله عليه وآله وسلم- حين قال بعض مسلمة الفتح -رضي الله عنهم- وهم في طريقهم لحرب الطائف: اجعل لنا ذات أنواطٍ كما لهم ذات أنواط -شجرة في الجاهلية يعلقون عليها أسلحتهم للتبرك والتأييد وطلب النصر- يقول: “الله أكبر! إنَّها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهَاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ
لتركبنَّ سنن من كان قبلكم”
[صحيح الترمذي] فلم يسكت -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الخطإ العظيم بل كبَّر الله معظِّماً منزِّهاً صادعاً بالإِنكار مقرِّراً لتوحيد ربِّ العالمين!!

ولم يؤخِّر -صلى الله عليه وآله وسلم- بيان الحقِّ لهم -رضي الله عنهم- مع أنَّهم حديثو عهدٍ بجاهليَّة؛ بل كان ذلك دافعاً لتصحيح هذا المفهوم والعرف المذموم لأنَّ الدين دينُ الله لا مجاملة ولا هوادة فيه!!!» [الرد على الأخطاء المخالِفَة للإسلام والتحذير منها من صميم الإسلام].

  • وقال -حفظه الله ورعاه- في ذكره للفوائد المستنبطة من قصة أصحاب الأخدود:

«ممَّا يُستَفَاد من هذا الحديث العظيم إن شاء الله؛

(1) أنَّ أعظم وأول واجبٍ على الناس -من المسلمين والكافرين رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً شيباً وشباباً- يُعْتَقَدُ ويُعْلَمُ ويُعْمَلُ به ويُدْعَى إليه: توحيد الله الصحيح ولا يُوفَّقُ له إلا من اختاره الله واصطفاه من خلقه فمن وُفِّقَ له عليه أن يشكر الله مستشعراً نعمة الله عليه داعياً ربه سبحانه بتثبيته حتى مماته. ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

(2) أنَّ غالب القصص القرآني -إن لم يقال كله- سيق لأجل تأسيس توحيد الله في نفوس عباده، ومنه هذه القصة التي شرَحَتْها السُّنَّة الصَّحيحة.

(3) خطورة الشِّرك ومظاهره وما يترتَّب عليه من الفساد والذي من أعظمه في الدنيا: سخط الله، وسخط المخلوق، وإهلاك الحرث والنسل، وتدمير الخير وإزهاق الأرواح البريئة -كما فعل أهل الشِّرك بأصحاب الأخدود- مع ما ينتظر أهلَه من عذاب جهنم وبئس المصير.

(4) خطورة السِّحر وأصحابه والدَّجل والشَّعوذة، وأنه سببٌ كبيرٌ في إضعاف الأمم وضلالها وخذلانها.

(5) أنَّ السِّحر قرين الشِّرك، وأهله قرناء أخلاء؛ فإنَّ معلِّمه والدَّاعية إليه واحدٌ وهو الشَّيطان الرجيم -أعاذنا الله منه بفضله ورحمته-.

وإذا تأمَّلت حال أصحاب الشِّرك -ولو تدثَّروا بأثواب الصلاح خداعاً لمساكين وعوام المسلمين- لرأيتهم في حقيقة الأمر وواقعه سحرةً أو يتعاطون علومَه ويتلقَّونه، والجامع بينهم (أهل الشرك وأهل السحر) قوله تعالى: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ الآية.

(14) نعمة العلم الصَّحيح وآثاره الطَّيِّبة في الدُّنيا والآخرة، ومن أعظمه علم التَّوحيد وعقيدة السَّلف الصَّالح وما قام عليها من العلوم النَّافعة والأعمال الصالحة.

(15) أنَّ من أعظم ثمار التَّوحيد والإيمان والعلم النَّافع: اطمئنان القلوب، والأمن النَّفسي والوجداني، واليقين والثَّبات. فانظر إلى موقف الغلام من الدَّابَّة ومحاولة قتله المتكرِّرة من قِبَلِ جنود الملك وحين قُتِلَ كيف كان آمناً ثابتاً راكزاً!!» [الإِشَـارَة إِلى مَا فِي قِصَّةِ أَصْحَابِ الأُخْدُودِ وَالغُلاَمِ وَالنَّاطِقِ فِي المَهْدِ مِنْ الإِفَادَة].

  • وقال -حفظه الله ورعاه-:

«أقول -يا دكتور عارف!!-: إنَّ الحركة الإسلاميَّة وجماعة الإخوان المسلمين والقطبيَّة السروريَّة وجناحها التنفيذي تنظيم القاعدة بصورتهم المعروفة المشهورة تقوم على كثيرٍ من الأفكار المخالفة لكتاب الله وسنَّة النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛… من أين أطلَّ -يا دكتور- كثيرٌ من الأفكار الهدَّامة المخالفة للإسلام وأبواب شريعته:

    كتهميش وتحقير جانب توحيد الله العظيم، وتهوين جانب الشِّرك بالله ومظاهره، والزَّعم بأنَّ الكلام في توحيد الله والتَّحذير من الشِّرك يُفَرِّق الأمَّة، والدَّعوة إلى وحدة الأديان ونسبتها ظلماً وزوراً إلى إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وحصر التَّشريع في القرآن دون السُّنَّة، والطَّعن في السُّنَّة بردِّ آحادها وما يخالف العقل، والطَّعن في بعض الصَّحابة -رضي الله عنهم جميعاً-، وتحليل ما حرَّم الله ورسوله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- من الموسيقى والمعازف والغناء، والتَّصوير، والاختلاط بين الجنسين، والقول على الله بلا علمٍ في كثيرٍ من قضايا المرأة، وتحليل الرِّبا بحجَّة الضَّرورة وتسميته بغير اسمه بل ونسبته للإسلام!!!، وتمييع أصل الولاء والبراء تحت شعار -وليس بشعار حقٍّ- (يعاون بعضنا بعضاً فيما اتَّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه)، وما تبثُّه الفضائيَّات من فتاوى القرضاوي المُخْجِلَة… إلخ!!» [التَّعقيبات على بعض ما كتبه د. عارف الرِّكابي السُّوداني من مقالات.. (التَّعقيب الأوَّل)].

كما لا ننسى ذِكْر ما نُشِرَ على موقع راية السلف بالسودان الذي يشرف عليه الشيخ نزار -حفظه الله- من مواد صوتية ومكتوبة للعلماء السلفيين وطلابهم في تقرير العقيدة السلفية والتحذير مما يضادها، وفي هذا قدرٌ كافٍ لكل منصفٍ، أما أصحاب الهوى فليس لنا فيهم حيلةٌ إلا أن يهديهم الله.

ورحم الله الإمام الألباني حينما قال ذاباً ومدافعاً عن الشيخين العلمين ربيع المدخلي ومقبل الوادعي لما أُخْبِر بوجود من يشكِّك في طريقتهما في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة:

«الحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح، هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين: إما من جاهل أو صاحب هوى. الجاهل يمكن هدايته؛ لأنه يظن أنه على شيءٍ من العلم فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى ..

أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله تبارك وتعالى. فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين -كما ذكرنا- إما جاهل فيُعلَّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره ونطلب من الله عز وجل إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره».

 

 

:::::::::::::::::::::::

لإكمال القراءة قم بتحميل المقال؛ بصيغة (الـ pdf)

من هنا

 

موقع راية السَّلف بالسُّودان

www.rsalafs.com