الرَّدُّ عَلَى وَثِيقَةِ (تَعَايُش وَإِخَاء!!) الَّتِي عَقَدَهَا مُحَمَّد الإِمَام مَعْ الحُوثِيِّين
الرَّدُّ عَلَى وَثِيقَةِ (تَعَايُش وَإِخَاء!!) الَّتِي عَقَدَهَا مُحَمَّد الإِمَام مَعْ الحُوثِيِّين
  | أهل البدع وأهل الانحراف   | 3524

بسم الله الرحمن الرحيم

الرَّدُّ عَلَى وَثِيقَةِ (تَعَايُش وَإِخَاء!!)

الَّتِي عَقَدَهَا مُحَمَّد الإِمَام مَعْ الحُوثِيِّين

 

سُئِلَ الشيخ الفاضل عرفات بن حسن المحمدي -حفظه الله تعالى-:

أحسن الله إليكم شيخَنا، ما رأيكم في بيان الشَّيخ الإمام وتقريره وتوقيعه مع الحُوثيِّين مِن الرَّوافض الَّذي احتوى على أُمورٍ يُنكرها العوام مِن النَّاس فضلا عن أهل السُّنَّة؟ وما قول المشايخ في هذا البيان؟ بارك الله فيكم.

فأجاب الشيخ -حفظه الله-:

هذا البيانُ بيانٌ باطلٌ، وقد سُئل عنه المشايخ؛ وتبرَّءوا مِنه إلى الله، منهم الشَّيخ ربيع، ومنهم الشَّيخ عبيد، ومنهم الشَّيخ عبد الله البخاريّ، مِمَّن سمعتُ ومِمَّن بلغني عنه؛ فيه الباطل، وفيه الزُّور؛ وأهلُ السُّنَّة الصادِقون يجبُ عليهم أنْ يتبرَّءوا إلى الله جلَّ في علاه مِن هذا البيان، وغفر اللهُ للشَّيخ الإمام، كيف استجاز مثل هذا؟!

ومعروف أنَّ البيان فيه ثلاثة بُنود كُلُّها باطلةٌ، وكُلُّها مُنكرةٌ وقبيحة، وكُلُّ بند أسوأ وأخبث مِن الآخر.

وكما تُلاحظون استفتحوا البيان بآية عظيمة في كتاب الله ﴿واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا، إذا رجعتَ إلى كُتب الرَّافضة وإلى عقائدهم؛ ستجدهم يُصرِّحون في كُتبهم بأنَّ المقصود بحبل الله هو (عليّ)، وأنَّ المُرادَ أئمَّتُهم.

والرَّافضة مُستعدُّون على أنْ يُوقِّعوا على أيِّ بيان؛ لأنَّ دينهم مبنيٌّ على التَّقيَّة، وهو مبدأ النِّفاق -والعياذ بالله-.

وللأسف أقول: إنَّ ما قرَّره الشَّيخ محمَّد الإمام في هذا البيان هو عين ما قرَّره حسن البنَّا لأتباعه ولمُرِيدِيه؛ حسن البنَّا لمَّا جاءه التِّلمسانيّ كما في كتابه (ذكريات لا مُذكِّرات)، جاء يسأله يقول له: نحنُ نُريد أنْ نعرف ما عند الشِّيعة، هكذا يُسمُّونهم الشِّيعة لا سيما أنَّهم وجدوا البنَّا وهو يُقرِّبُ بين المذاهب، بين الشِّيعة وبين الإخوان المُسلِمين، ثُمَّ ذكر أنَّ حسن البنَّا كان يعمل جادًا على التَّقريب بين المذاهب؛ فسأل حسن البنَّا عن ذلك؛ فنهاهُ عن الدُّخول في مثل هذه المسائل، يعني لا تتدخَّل فيما بيننا وبين الرَّافضة، فكرَّر له السُّؤال، وقال له: أنا لا أسأل للتَّعصُّب أو لتوسعة الخلاف، إنَّما أسأل حتَّى أتعلَّم ما هو الّذي بيننا وبين الشِّيعة؛ فإذا بحسن البنَّا يقول: اعلموا أنَّ أهلَ السُّنَّة والشِّيعة مُسلِمون تجمعهم كلمة (لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله) وهذا أصلُ العقيدة؛ وهذا ما حصل بالبيان، في البيان “نحنُ مُسلِمون جميعًا، ربُّنا واحدٌ، وكتابُنا واحدٌ، ونبيُّنا واحدٌ، وعدوُّنا واحدٌ”!!، وهذا ما قاله حسن البنَّا لأتباعه، وقال حسن البنَّا: “والسُّنَّة والشِّيعة فيه سواء وعلى الْتِقاء، أمَّا الخلاف بينهما فهو في أُمورٍ مِن المُمكن التَّقريب فيها بينهما”!!، وهذا كما أشرنا في كتاب التِّلمسانيّ (ذكريات لا مُذكِّرات).

فانظروا إلى قول حسن البنَّا حين قال: “أمَّا الخلاف بينهما فهو في أُمورٍ مِن المُمكن التَّقريب فيها بينهما”، وانظروا إلى ما جاء في البيان: “وأنَّ اختلافنا في التَّفاصيل الفرعيَّة -بعد أنْ قرَّروا أنَّ ربَّهم واحدٌ، وكتابهم واحدٌ، وو… إلى آخره- وإنَّ اختلافَنا في التَّفاصيل الفرعيَّة”؛ يعني هذه هي دعوة التَّقريب كما صرَّح بها حسن البنَّا، وأمضى حياتَه كُلَّها وهو يدعو إليها؛ وهذا باطلٌ، وهذا مِن أبطل الباطل.

عندما قالوا في البيان: “نحنُ مٌسلِمون جميعًا، ربُّنا واحدٌ، وكتابُنا واحدٌ، ونبيُّنا واحدٌ..”؛ هذا باطلٌ، كيف يكون كتابُنا واحدٌ وهم يؤمنون أنَّ كُتبًا نزلتْ على أئمَّتهم؟! هذا ما صرَّحوا به، إذا قرأتَ في كُتب الرَّافضة؛ تجدْ عندهم مُصحف عليّ، ومُصحف فاطمة؛ ولهذا الخوئي وهو مِن كبارهم يقول: “إنَّ مُصحفَ عليّ يُغايِّرُ هذا القُرآن”! يعني قُرآننا الّذي هُو كتابُنا، يُغايره في ترتيب السُّور، حتَّى أنَّه يقول: “لا يشكُّ العُلماء على وُجود هذا الكتاب الّذي هو مُصحف عليّ”.

فلو أراد شخصٌ أنْ يُناقش الشَّيخَ فقط في قوله: “وكتابُنا واحد” -فقط- قد يكتبُ مُجلَّداً.

الشَّيخ ربيع كتب كتابًا (الانتِصار لكتاب العزيز الجبَّار) في مُجلَّد، وتتبَّع عقائد الباطنيَّة عند أئمَّة الرَّفض؛ لأنَّهم باطنيَّة يأتون للآية فيُفسِّرونها بالباطن، وانطلق مِن تفسيرِهم لكتاب الله.

إحسان إلهي ظهير ألَّف مُجلَّداً في ذلك أيضاً (القُرآن والشِّيعة).

ثُمَّ قولُه أيضاً: “ونبيُّنا واحدٌ“، وهذا أيضاً خطأٌ عظيم؛ فهل هذا النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام الّذي يذكُره الرَّافضة هو الذّي أوجبَ اللهُ طاعتَه، وهو الّذي تجبُ طاعتُه في ما أمر واجتِناب كذلك ما نهى عنه، وهم أيضًا يحذرون مِن مُخالَفته عليه الصَّلاة والسَّلام؛ هذا غير صحيح، بل هذا النَّبيّ الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام لا يعتدُّون بأوامره، ولا بنواهيه، ولا ينظرون إلى طاعته، وإنَّما ينظرون إلى ما وَضع لهم عبد الله بن سبأ مِن دين الرَّافضة المعروف، فمِن عقائدهم في النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ زوجته زانية، كذلك مِن عقائدهم في هذا النَّبيِّ الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ زوجته زانية، وكذلك مِن عقائدِهم في هذا النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّ رُقيَّة وكذلك ابنته أُمُّ كُلْثوم ليستا مِن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم! وإنَّما هُنَّ بنات لخديجة مِن زوجها الأوَّل، هكذا يُصرِّحون في كُتبهم. ويرَون أنَّ عليًّا أفضل مِن الأنبياء والرُّسل، وأنَّ الطاعةَ لعليٍّ، بل يُجوِّزون على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم البُهتان والكذب.

وأنا في الحقيقة لستُ في صدد ذِكرِ عقائد الرَّافضة، هذه كثيرةٌ والمقام سيطُول، لكن الّذي نُريده العبارات المُنتقدة في هذا البيان.

ثُمَّ في البيان أيضًا يقول: “عدُوُّنا واحدٌ“! كيف استجاز الشَّيخُ تقرير هذا؟! لا يخفى على الشَّيخِ مَن هو عدوُّ الرّافضة، عدوُّ الرَّافضة أبوبكر وعُمر وعُثمان وعائشة والصَّحابة كُلُّهم، طلحة والزٌّبيْر، كُلُّهم -رضي اللهُ عنهم- إلاَّ عدد يسير، هؤلاء هُم أعداء الرَّافضة؛ ولهذا عند الرَّافضة إجماعٌ على وُجوب لعْن أبي بكر وعُمر وعلى التَّبرُّؤ منهما؛ فالواجب حقيقةً على الشَّيخ وهو يقود دعوة، ويترأَّسُ مركزاً مِن مراكز أهل السُّنَّة، وكذلك البيان ذكرَ أنَّ هُناك مراكز تَتْبعُ هذا المركز؛ فالواجبُ أنْ يقول كلمةَ الحقِّ، ويصدعُ بها حِفظًا للدِّين.

فعدم بيان الحقِّ، وعدم حِفظ الدِّين مِن أعظم الظُّلم للمُسلِمين لا سِيما مَن يثقُ بعلمِ الشَّيخ وبمكانته، واللهُ يقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ.

ولا يَحتاج أنْ نُبيِّنَ للشَّيخ عقائد الرَّافضة وما هُم عليه، هو عالِمٌ بهذا، وكتبَ كتابات، لكن نصيحتنا له أنْ لا يكتم الحقَّ كما فعل في هذا البيان، وأنْ لا يُخالِفَ ما قرَّرهُ في كُتبه وفي دُروسه مِن عقائد الرَّافضة الباطلة الكُفريَّة.

ثُمَّ “هل نحنُ مُختلِفون في التَّفاصيل الفرعيَّة؟” يعني: ما هي هذه التَّفاصيل الفرعيَّة؟ في الطَّهارة أم في أُمور الصَّلاة؟ في ماذا؟ كُلُّنا يعرفُ ما هي عقيدة الرَّافضة في كتاب ربِّنا وفي سُنَّة نبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام، وفي أصحابه وفي عائشة. فعقائدُهم مُسطَّرة، هم يتبجَّحون بها، وينشُرونها، فهل يُقال هذه ويُطلق عليه تفاصيل؟! ويُقال فرعيَّة؟! وقد أشَرنا إلى الشيءٍ اليسير مِن عقائدِهم؛ فلا شكَّ أنَّ هذا أيضًا مِن أبطل الباطل.

ثُمَّ في البيان نفسِه أشار إلى التَّعايش السِّلميّ! لمَّا ذكر البُنود كان مِن هذه البُنود التَّعايش السِّلميّ بين الجانبيْن، وعدم الانجرار والتَّصادم مهما كانت الظُّروف! وهذا أيضًا باطلٌ، مهما كانت الظُّروف؟! ثُمَّ أيُّ تعايش تقصد؟!

الشَّيخ محمَّد الإمام مِن على المِنبر كان يُحذِّر مِن رابطة العالَم الإسلاميّ، وحذَّر مِن أحدِ المُلوك؛ لأنَّ هذا الملِك وهذه الرَّابطة أقرَّتْ اجتِماعًا مع اليهود والنَّصارى فيه النَّظر في التَّعايش السِّلميّ، ثُمَّ تكلَّم الشَّيخُ وطالَبهم بالتَّوبة مِن على المِنبر! وهذه ليستْ طريقة السَّلَف: الكلام مِن على المنابر على وُلاةِ الأُمور وتهيِّيج النَّاس.

هذه وقع فيها الشَّيخ معَ مَن؟ معَ مَن هم أكفر وأخبث وأظلم مِن اليهود والنَّصارى. وإنْ كان الشَّيخ لمْ يتصوَّرْ حقيقةَ ذلك الاجتِماع، فقد كان يُطلق عليه بأنَّه وحدة أديان، هكذا كما في خُطبته، وإلاَّ هو في الحقيقة أيضًا الكلام عن التَّعايش السِّلميّ، وليس عن وحدة الأديان؛ ولهذا لا تستطيع أنْ تأتي بكلمة خرج فيها هذا المُؤتمر فيه التَّنازل عن شيءٍ مِن دِينِنا أو عن أصلٍ مِن أُصول الدِّين.

فالشَّيخُ محمَّد ليس ولي أمر حتَّى يعقد مثل هذا الأوراق ويضرم شيئاً مِن ذلك ويُنزِّل البيانات!!، هو مِن الرَّعيَّة، هو في عُنقه بيعة يجب الوفاء بها لوليِّ الأمر؛ وهذا يعُدُّه العُلماء افتِياتًا.

هذا الصُّلح لا يكون لآحاد النَّاس، هذا للإمام، هذا لِمَن وكَّله الإمام، فإنْ وكَّله الإمام أو كان نائبًا له؛ فنعم؛ وهذا شيءٌ مُجمعٌ عليه بين الفُقهاء، مِمَّن نقل الاتِّفاق ابن قُدامه رحمه الله؛ لأنَّه قد يُصالِحُ أُناسًا، أو يُصالِحُ إقليمًا، والمصلحة في قِتالِها، ثُمَّ هذا الوفاء بالعُهود لا يكون إلاَّ بِما جاءتْ به النُّصوص، ووافق قواعد الشَّريعة ووافق مقاصِدَها، أمَّا بهذه البُنود الباطلة لا يجوز الوفاء بها.

في البيان نفسه عدَم التَّحريض أو التَّوقُّف عن الخطاب التَّحريضيّ، وكذلك في التَّعايش السِّلميّ. لَمَّا ذكر التَّعايش السِّلميّ، ذكر عدم التَّصادم والاقتِتال مهما كانت الظُّروف، ومهما كانت الدَّواعي؛ وهذا باطلٌ، وغير صحيح؛ لو قِيل هكذا؛ لعُطِّل الجهاد.

ومعروفٌ أنَّ الجهاد الآن في اليمن الّذي قام به أهلُ السُّنَّة هو جهاد دفع، لهم أنْ يدفعوا عن أنفسِهم وعن دِينِهم وعن أعراضِهم؛ وهذا بإجماع أهل العلم، فكان الجهادُ جهادَ دفعٍ مِن زنادقة مُنافِقين يقتلون المسلِمين ويُفجِّرون مساجِدَهم.

ثُمَّ في البند نفسِه وحُريَّة الفكر“! وهذه لا يحتاج الكلام عليها. هذه أدنى طالب علم يعرف إنكار العُلماء لها، وأنَّها كلمة قبيحة، وأنَّها كلمة فاجرة. لا شكَّ أنَّ الرَّافضة هذه مِن عقائدِهم )حُريَّة الفكر(، ويُؤكِّدُ ذلك أنَّهم في آخر الزَّمان ذكروا أنَّ مُنتظرَهم الّذي سيخرج ويُقيم الشَّريعة، أنَّه إذا خرج سيحكم بحُكم داود عليه السَّلام، كما ذكر ذلك الكُلَيْنيّ في (أُصول الكافي)، فعندهم أنَّه إذا قام قائم آل محمّد حَكَمَ بحُكمِ داود وسُليْمان؛ إذًا دِينُنا لا حاجة له عندهم، (حُريَّة الفكر)! ومعروف أنَّ الاتِّفاق قائم لا يجوز لأحدٍ أنْ يحكم بغير شريعة القُرآن، وهذا باتِّفاق المُسلِمين.

فهذا المُصطلح (حُريَّة الفكر) إنَّما أوْرَدَهُ العَلْمانِيُّون واللِّبراليُّون حتَّى ينتحِلُوا الكُفرَ والرِّدَّةَ باسمه.

ولا يقول قائلٌ: إنَّما قصد مَن قصد التَّفكُّر والتَّأمٌّل! هذا غير صحيح، هذا المُصطلح صار معروفًا بل إنَّه أيضًا مِن أشهر مُصطلحات الماسونيَّة؛ فهل عقائد الرَّافضة مِن الحُريَّة عندما يُقال معهم ويُوقَّع معهم في البيان وحُريَّة الفكر؟! هم يقتُلُون المُسلِمين؛ هذه هي الحُريَّة؟! هم يُفسِدُون في الأرض ويُثيرون الفوضى ويعتدُون ويهدِمون المساجد ويُمزِّقون الأُمَّة! فكيف يُوقَّع معهم على هذا البيان في حُريَّة الفكر؟!

ولهذا تجد في كتابات وكلمات حسن الصَّفَّار الرَّافضّي كثيرًا ما يتكلَّم عن حُريَّة الفكر.

والشَّيخ ربيع لَمَّا ناقش سيِّد قُطب في كتابه (العواصم والقواصم) أشار إلى أنَّ سيِّدًا كان يُدندنُ حول حُريَّة الفكر وحول حُريَّة الاعتقاد، وكذلك يوسف القرضاويّ! والشّيخ العُثيمين، وقد نقل أيضًا فتواه الشَّيخ في (العواصم مِمَّا في كُتب سيِّد قُطب مِن القواصم).

فلا شكَّ أنَّ هذه العبارة لو صدرتْ مِن العَلمانيِّين وكذلك اللِّبراليِّين لو قالها جُورجي زيْدان أو إيليا أبو ماضي أو طه حٌسيْن؛ ما نتعجَّب منها، لا نتعجَّب، لكن تصدُر في بيان ويُوقِّع عليه شيخٌ سلفيٌّ!!؛ هذا غلطٌ.

فهذا هو الذّي أحببنا أنْ نُعلِّق عليه في هذا السُّؤال، فنسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يرُدَّ الشَّيخَ مُحمَّدًا إلى الحقِّ، وأنْ يُصدِرَ شيئًا يُبيِّنُ تراجعَه عن هذا البيان الّذي وقَّع عليه.

ثُمَّ كذلك في البيان نفسه “زرع روح الإخاء والتَّعاون!
أيُّ تعاون مع الرَّافضة؟! وهم يقتُلُون أهلَ الإسلام ويُفجِّرون مساجدَهم وينقُضون العُهود! فكان الواجب على الشَّيخ إذا رأى ضررًا على نفسه أنْ يخرج مِن هذه المنطقة ويتركها وينصرف إلى غيرِها؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا كان في مكَّة ترك مكَّة وهاجر إلى المدينة، ومعروف أنَّ مكَّة هي أحبُّ البقاع إلى الله.

فأحمد بن حنبل رحمه الله لمَّا سُئِل عن المناطق الّتي يُسَيْطر عليها الخوارج؛ أَمَرَ المُسلِمين بالخُروج.

اترُكْ هذه المنطقة؛ لأنَّ هؤلاء يقتُلُون أهلَ الإسلام ويتركون أهلَ الأوْثان. وهكذا مع الرَّافضة أيضًا، إذا شعرتَ أنَّك لا تستطيع أنْ تصبِرَ ولا تستطيع أنْ تُقاتل عن نفسك وعن أهلِك وعن دينِك ومالِك؛ فاخرُجْ واترُكْ هذه الأرضَ لهم.

هذا الّذي نقوله، والواجب على الشَّيخِ هو أنْ يتراجع.

وأيضًا عندما ذكر في أوَّل البيان “إنَّما المُؤمنون إخوة؛ والرَّافضة واللهِ ليسوا إخوةً لنا، فالرَّافضة زنادقة مُنافقون، ثُمَّ بعد الآية عقَّبها ببدعة وهي “صدق اللهُ العظيم”! كأنَّ الشَّيخ -واللهُ أعلم- جيئ له بالبيان فوقَّع عليه جاهزًا مكتوبًا، وإلاَّ مثل هذه الأشياء كان يستطيع أنْ يتلافاها الشَّيخُ، ويقول نحن نتكلَّم فقط عن حقن الدِّماء، ليس لكم علاقة بباقي الأُمور.

والعجيب أنَّ الشَّيخ في البند الثَّالث يذكرُ أنَّ هُناك طائفة مُندسَّة، أو أنَّه قد تُحاولُ طائفة مُندسَّة أو جهة أُخرى مُندسَّة أنْ تُفجِّرَ الوضعَ بين الجانبيْن! وهذا أيضًا كلامٌ غير صحيح وباطلُ؛ لا يوجد مُندسُّون ولا يُوجد زنادقة ولا يُوجد أعداء للمُسلِمين غير الرَّافضة؛ هُم المُندسُّون، هم الكفرة الفجرة، هم الّذين يقتلون أهلَ الإسلام، هم الّذين يعتدُون، هم الّذين يفعلُون الأفاعيل بالمُسلِمين، وكما يرى والواقع شاهدٌ في كُلِّ مكان، في إيران، في العراق، في سوريا، في اليمن، في البحرين؛ فلا شكَّ أنَّ هذا البند الأخير أيضًا باطلٌ وغير صحيح. فالشَّيخ يقول أنَّه سيتواصل معهم، ويستمرُّ التَّواصل، ولا أدري كيف سيتواصل مع هؤلاء الفجرة الكذبة؟! وفَّق اللهُ الجميعَ لِما يُحبُّه وبرضاه، وصلِّ اللهمَّ على محمَّد وعلى آل محمَّد وصحبه.

 

التفريغ منقول من بعض المنتديات السلفية، جزى الله مفرِّغه خيراً