قِصَّةُ الشَّيْخِ رَبِيع -حَفِظَهُ اللهُ- فِي السُّودَان وَنَصِيحَةٌ مُهِمَّةٌ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ
قِصَّةُ الشَّيْخِ رَبِيع -حَفِظَهُ اللهُ- فِي السُّودَان وَنَصِيحَةٌ مُهِمَّةٌ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ
  | المسائل المنهجية   | 1206

بسم الله الرحمن الرحيم

قِصَّةُ الشَّيْخِ رَبِيع -حَفِظَهُ اللهُ- فِي السُّودَان

وَنَصِيحَةٌ مُهِمَّةٌ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ

 

قال الشيخ العلامة د.ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-:

«… ثم ذهبنا إلى السُّودان إلى كَسَلا[1]، كان ما شاء الله وكان دربُ الدَّعوة ممهَّداً والحمد لله وطيَّبة، وكذا تكلَّمنا -والحمد لله- ونفع الله بما تكلَّمنا به.

ثم ذهبتُ إلى القضارف[2] -والقضارف مدينةٌ صغيرة- دُرْنا على المساجد التي فيها كلها، قالوا: لم يَبْقَ في هذه المدينة إلا مسجد واحد للتِّيجانيَّة لم نستطع أن نصل إليه، كيف؟! قالوا: متعصِّبين تعصُّب شديد!، قلتُ: نذهب إليهم ونستأذنهم. إن أذنوا لنا بالكلام بلَّغْنا، لو منعونا هذا بينهم وبين الله، نحن ما نجيئهم بالقوة.

فجئنا، وصلَّى بنا الإمام، وبعد ما فرغ جئتُ وسلَّمْتُ عليه، وقلتُ: تسمح لي ألقي كلمة للإخوان هؤلاء؟ قال: تفضَّل..

فتكلَّمْتُ.. تكلَّمْتُ -بارك الله فيك- أدعو إلى الله.. أدعو إلى التوحيد.. إلى السُّنَّة.. إلى.. إلى.. إلى.. وأنتقدُ بعض الأخطاء الموجودة، بعض الضلالات.

وصلتُ إلى حديثٍ مثلاً: ذُكِرَ فيه حديث عائشة -رضي الله عنها- المتَّفق عليه: “ثلاثٌ من حدَّثَك بهنَّ فقد أعظم على الله الفرية: من قال إنَّ محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، ومن قال إنَّ محمداً يعلم ما في غدٍ فقد أعظم على الله الفرية (وأسوق الآيات والأدلة على هذا)، ومن زَعَم أنَّ محمداً لم يبلِّغ ما أُنْزِلَ إليه فقد أعظم على الله الفرية“. هو يعني كذا قام نصف جالس واقف قال: والله إنَّ محمداً رأى ربَّه بعيني رأسه!، فقلت له: جزاك الله خيراً، أما عائشة التي هي أعلم الناس به فقد قالت كذا؛ قالت: “من زعم أنَّ محمداً رأى ربه فقد أعْظَمَ على الله الفرية“، والله لو كان رسول الله رأى ربه لأخبَرَها.

قام يلجّ!، قلت له: يا أخي، انتظر حتى أنهي كلمتي وبعد ذلك اسأل عما شئت، الذي أعرفه أجيبك والذي لا أعرفه أقول لك الله أعلم، وصرَخْت فيه: اصبر وواصلت في الكلام. لا أدري هذا الرجل بقي أو راح لا أدري ما التفتُّ إليه.

بعد قليل اسمع واحد يقول: واللهِ الكلام اللّي يقولو الزول[3] ده حق!، (الزول: الرجل، عند السودانيين يقولون للرجل: الزول). والله شوية، واسمع ثاني يقول: والله الكلام اللي يقولو الزول ده حق! قال الله قال رسول الله..

بارك الله فيك، حتى أُذِّن لصلاة العشاء، وانتهت الكلمة، وأقيمت الصلاة وإذا بهم يدفعوني لأصلي بهم، فقلت: أبداً! يصلي الإمام. قالوا: والله تصلي! والله تصلي!.. قلت: طيِّب، صليتُ بهم. وبعدما فَرَغْنا أبغي أسئلة، مافيه!!..

خرجنا أنا وشباب أنصار السنة[4] معي، قلت لهم: أين ذهب الإمام؟ قالوا: طردوه! من طرده؟ قالوا: والله جماعته… جماعته، والله هذا الذي حصل يا إخوان…، لو جاء إنسان، وسبَّ: التيجاني!.. الميرغني!.. الكذا!.. والله يذبحوه يمكن مش بس يطردوه، لكن لما تجيئهم بالحكمة واللطف -بارك الله فيك- فنفعهم الله عزَّ وجل، نفعهم الله بهذا..

فاستخدموا يا إخوة العلمَ النافع والحجة القاطعة، والحكمة النافعة في دعوتكم، وعليكم بكل الأخلاق الجميلة والنبيلة التي حث عليها الكتاب وحث عليها رسول الهدى -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فإنها عوامل نصرٍ وعوامل نجاح..

وصدِّقوا أنَّ الصحابة ما نصروا الإسلام وما دخل في القلوب إلا بحكمتهم وعلمهم، أكثر من السيوف، والذي يدخل إلى الإسلام تحت السيف قد لا يثبت، والذي يدخله عن طريق العلم والحجة والبرهان هذا الذي يثبت إيمانه..

فعليكم بهذه الطرق الطيبة، وعليكم بالجد في العلم، وعليكم بالجد في الدعوة إلى الله».

انتهـى كلامه -حفظه الله-.

 

[مفرَّغ من شريط: الحث على المودَّة والائتلاف]

للتنزيل من هنا

موقع راية السَّلف بالسُّودان

www.rsalafs.com

 

______________________________

[1]  من مدن شرق السودان.

[2]  من مدن شرق السودان.

[3]  الزول: يقصدون به الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى-.

[4]  وهذا الكلام من الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- قديم؛ والشيخ ربيع الآن يحذر من جماعة أنصار وله في ذلك كلامٌ مسجَّل ومنه قولُه -حفظه الله-: «هذا الذي أدين الله به، جمعية أنصار السنة في مصر سقطت في السودان سقطت»، وقوله: «السرورية الآن تدير جماعة أنصار السنة، ورب السماء أقولها لكم صريحةً» وكلام الشيخ نزار العباس -حفظه الله- في بيان حالهم مبثوثٌ في موقع راية السلف بالسودان.