بعض فتاوى العلماء حول تعدد الزوجات
بعض فتاوى العلماء حول تعدد الزوجات
  | المقالات   | 6357

بعض فتاوى العلماء حول تعدد الزوجات

فتوى الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله حول تعدد الزوجات

ما نصيحتكم للنساء في مسألة رفضهن لتعدد الزوجات ؟

السائل : شيخنا ودي مادام نحن في صدد الحديث عن الجزائريين كنا تكلمنا منذ الحين في نقطة ودي تكون أن تكون واضحة أكثر إن شاء الله فيما يخص تعدد الزوجات عندنا في الجزائر الشباب يعني لو ننظر نظرة شاملة للشعب الجزائري نرى أنه حوالي سبعين بالمائة أو أكثر شباب ، والبنات يفوقون بكثير الرجال .. 
الشيخ : عددًا
السائل : في العدد
الشيخ : يعني يفوقون الشباب عددًا ؟ 
السائل : يعني الناس الشابة في الجزائر يعني تريد أن تعمل 70% من الشعب الجزائري النسبة المئوية ، وعندنا بنات بكثرة على الشباب يعني الرجال . 
الشيخ : يعني البنات أكثر من الشباب ؟ 
السائل : والمسألة في تعدد الزوجات عما تُكلم فيه تعدد الزوجات ، تقول واحدة من ثلاث ، يعني لا أريدها ، ولا أريد زوجة ثانية للزوج تبعها ، وتفضل أنها تكون بره ، يعني تطلق ، وإلا لا تتزوج إطلاقًا ، بماذا تنصحونا يا شيخ ، لعلنا نفيد شبابنا هناك من نصائحكم ؟ 
الشيخ : يعني أفهم منك أن الشباب لا يقبل على الزواج وكذلك الشابات أم ماذا ؟ 
السائل : الشباب عندنا حتى لو ما في عندنا أزمة سكن ، هي الأزمة موجودة عندنا ، وحتى أزمة الوظيفة ما موجودة الوظيفة عندنا في الجزائر حتى لو كانت هناك وظيفة وما في أزمة سكن ، الشباب ما ممكن اللهم إلا إذا تعددت الزوجات ، يعني كون البنات كلها تتزوج ، يجب أن يكون هناك تعدد الزوجات ، وعندما نكلم بنتنا ونقول لها : يجب عليك أن ترضي أي تكون راضية بزوجة أخرى لزوجك ، فتقول لا ، أنا لا أرضى بها ، أفضل أن أبقى عازبة أو أطلق إذا ما رأيت أن زوجي رايح … أويجيء بثانية ، هذا كلام سائر عندنا في الجزائر ، فما رأيك يا شيخ ؟

هذا في بلاد الإسلام كلها ، ليس عندكم فقط ، المشكلة عامة ، وعندنا هنا وفي سوريا كذلك ؛ لأنه هذا من غزو الغرب الفكري لبلاد الإسلام ؛ لأن الكفار ينقمون على المسلمين أشياء كثيرة ، ومنها تعدد الزوجات ، ولعلك تعلم أن هناك كثيرًا من الكتاب الإسلاميين انغشوا بدعايات الكافرين ، ووصلت هذه الدعاية بقوة مع بعض الرجالات المصريين الذين عاشوا في فرنسا ، ورجعوا منها إلى مصر ، فنشروا فيها هناك ما يتعلق بحرية المرأة وحددوا موضوع الزواج بأكثر من واحدة بما يتعلق بالضرورة ولذلك فقد سمعنا في الإذاعة المصرية مرارًا وتكرارًا أن الإسلام لا يحض على تعداد الزوجات ، وإنما ذلك للضرورة ويتأولون الآية التي تقول : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا )) ، (( فإن لم تعدلوا فواحدة)) أنه يجمعون بين الآيتين ، ويدعون أن الآية التي تنص على أنه غير مستطاع العدل بينهن ، تنفي جواز التعدد إلا للضرورة ، وهذا من تحريف الكلام الإلهي عن موضعه ، والواقع أن الله عزَّ وجلّ أباح التعدد ، بل حض عليه ؛ لأن قوله تعالى في الآية المشهورة : (( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )) هذه الآية أوضحها النبي – صلى الله عليه وسلم – أنها ليست فقط للإباحة والإجازة ، بل لبيان الفضيلة ، حينما قال عليه الصلاة والسلام : ( تزوجوا الولود الودود ، فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ) فتكثير سواد أمة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليس له إلا سبب واحد ، وهو أن يكثر الرجل من النساء الحريم بالعدد الذي أباحه له القرآن الكريم ، وهو أربعة من النسوة وعلى ذلك جرى سنة السلف ، فكثير من الصحابة كان لهم أكثر من زوجة واحدة ، كأبي بكر مثلا وعلي وغيرهما ، فكثير السواد يحصل بهذه الوسيلة ، وتقليل السواد يحصل بالتحجير على المسلمين أن يتزوجوا بأكثر من واحدة ، فعلى ذلك الفتيات المسلمات اللاتي يتخذن ذلك الموقف وهو عدم القبول بأن تكون زوجةً لزوجٍ متزوج أو تبقى كما قلت عانسًا أو إذا كانت متزوجة وأراد زوجها أن يتزوج عليها ، فتختار الطلاق ، هذا بلا شك من وحي التربية الغربية ، ولاشك أن البلاد الإسلامية غزيت منذ نحو قرن من الزمان ، أو أقل أو أكثر وذلك حسب اختلاف البلاد التي استعمرت من بعض الكفار غزيت فكريًا في عقر دارها ، ولذلك لما انسحب الفرنسيون من بلادكم الجزائر أو من بلادنا السورية أو من غيرها ، فهم انسحبوا بجيوشهم ، ولكن قد خلفوا من ورائهم أفكارهم وعاداتهم ومن عادات الفرنسيين وغيرهم ، أن يمشوا في الطرقات حُسرا ، وأن يحلقوا لحاهم ، وهذا عادات منتشرة في بلاد الإسلام حتى اليوم ، الفرنسيين عادتهم أن يحلقوا شواربهم مع اللحى ، البريطانيون يحلقون لحاهم ويحفظون شواربهم ، وهكذا ، وهذه ظاهرة نحن رأيناها متمثلة في الشعب السوري ، لأنه استعمر من فرنسا سنين طويلة ، ثم في أواخر انسحاب الجيش الفرنسي جاء الجيش الفيشي ومعه جيش بريطاني فصارت العادة اختلفت كان الشباب يحلقون لحاهم مع شواربهم بزمن الفرنسيين ، ولما حلوا البريطانيون ما قضوا إلا سنة أقل أو أكثر ما أحفظ ، وإذا بالشباب يظل مستمر على حلق اللحى ، لكن يربي الشوارب ، كان الفرنسيون يحلقون رءوسهم إلى هنا ، وما حوله كله نظيف ، ثم لما جاء البريطان غيروا الصورة ، وهكذا ، الشاهد : إن فكرة امتناع الفتيات المسلمات من التعدد ، هذه فكرة خطيرة جدًا ، ومخالفة للشريعة الإسلامية ، وعليهن أن يطرحوا الأهواء الشخصية وأن يخضعوا أنفسهم للأحكام الشرعية ، وإلا ما يكنَّ مسلمات حقًا صالحات كما قد يدعي منهن أنها ملتزمة ، ولكنها إذا وجهت بمثل هذا الحكم الشرعي استنكفت والله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم : (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما )) فنحن ننصح الشابات ، بل الشباب أن يرفعوا عن أفكارهم قضية عدم جواز التعدد إلا للضرورة ، بل هو جائز بدون ضرورة ، وذلك خير للشباب المسلم ، ولو من الناحية الشهوانية ، أن يقضي وطره بالحلال ، بالزوجة الثانية ، خير له من أن يقضي وطره بالحرام بأن يتخذ خليلاتٍ وصاحبات بالحرام ، والله المستعان .( سلسلة الهدى والنور )

فتوى الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حول تعدد الزوجات

السؤال: السائل ش. ع. من الرياض يقول فضيلة الشيخ ما رأيكم في التعدد وما شرطه

 الجواب :
رأينا في التعدد أنه أفضل من الاقتصار على واحدة لما في ذلك من كثرة النسل وكثرة تحصين الفروج والغالب في المجتمعات أن النساء أكثر من الرجال فيحتجن إلى من يحصن فروجهن والإنسان إذا كان عنده واحدة فقد أحسن إلى واحدة وعلمها مما علمه الله من أمور الشرع وإذا كان عنده اثنتان زاد خيراً فعلم اثنتين و أرشدهما وقام بمؤنتهما وإذا كان عنده ثلاثة كان أكثر وإذا كان عنده أربعة كان أكثر فكل ما تعدد الأزواج أعني الزوجات فإنه أفضل وأحسن للمصالح التي تترتب على ذلك لكن لا بد من شروط الشرط الأول القدرة المالية بأن يكون عند الإنسان ما يدفعه مهراً وما ينفقه على الزوجات الثاني القدرة البدنية يعني يكون عند الإنسان شهوة وقوة بحيث يؤدي الواجب الذي عليه نحو هذه الزوجات والشرط الثالث القدرة على العدل بأن يعرف من نفسه أنه قادرٌ على أن يعدل بين الزوجة الجديدة وبين الزوجة القديمة فإن كان يخشى على نفسه أن لا يعـدل فقـد قال الله تبارك وتعالى (فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) يعني فاقتصروا على واحدة (ذلك أدنى أن لا تعولوا) وفي حال تعدد الزوجات لا ينبغي للزوجة أن تغضب وأن تحزن وأن تعامل الزوج بالإساءة بناءً على أنه تزوج أخرى لأن ذلك من حقه وعليها أن تصبر وتحتسب الأجر من الله على ما حصل عليها مما ينقص عليها حياتها وهي إذا فعلت ذلك أعانها الله عز وجل على تحمل هذا الأمر الذي ترى أنه من أعظم المصائب ولهذا نسمع أنه في بعض الأماكن التي يتعدد فيه الزوجات وأن تعدد الزوجات عندهم أمرٌ عادي نسمع أن الزوجة القديمة لا تهتم ولا تتكدر ولا تحزن إذا تزوج زوجها بزوجة جديدة فالمسألة إذاً مبنية على العادة إذا كان البلد لا يعتاد فيه الرجال التعدد صعب على المرأة أن تتعدد الزوجات وإذا كان من عادتهم التعدد سهل عليها فنقول للمرأة التي تزوج عليها زوجها اصبري واحتسبي الأجر من الله حتى يعينك الله على ذلك ويعين زوجك على العدل وليحذر الزوج من الجور بين الزوجات وعدم العدل فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم توعد من فعل ذلك في قوله (من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل) وعليه العدل بين الزوجات في كل شئ في المباسطة في المكالمة في الانشراح في المبيت في كل شيءٍ يقدر عليه أما المحبة فهي أمرٌ ليس باختيار الإنسان ولهذا لا يجب عليه أن يعدل بينهن في المحبة لأن ذلك ليس إليه فالقلوب بيد الله عز وجل يصرفها كيف يشاء لكن ما يستطيع أن يقوم به من العدل فهو واجبٌ عليه.

(فتاوى نور على الدرب)