الدَّعوةُ السَّلفيَّة دعوة الطَّائفة النَّاجية المنصورة بحول الله، الانتسابُ إليها واجبٌ والدِّفاع عنها وحماية أهلها وتمييزها عمَّا يخالفها من الدَّعوات وظيفة أهل العلم الرَّاسخين
الدَّعوةُ السَّلفيَّة دعوة الطَّائفة النَّاجية المنصورة بحول الله، الانتسابُ إليها واجبٌ والدِّفاع عنها وحماية أهلها وتمييزها عمَّا يخالفها من الدَّعوات وظيفة أهل العلم الرَّاسخين
  | المقالات   | 775

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدَّعوةُ السَّلفيَّة دعوة الطَّائفة النَّاجية المنصورة بحول الله، الانتسابُ إليها واجبٌ والدِّفاع عنها وحماية أهلها وتمييزها عمَّا يخالفها من الدَّعوات وظيفة أهل العلم الرَّاسخين

 

  • قال الشَّيخ العلامة د. ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ومدَّ عمره في طاعته-:

«الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- ذَكَرَ أنَّ هذه الأمَّة ستفترق إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة كلُّها في النَّار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: (من كان على ما أنا عليه وأصحابي)، ويقول: (لا تزال طائفةٌ من أمَّتي على الحقِّ ظاهرين، لا يضرُّهم من خَذَلَهُم ولا من خالَفَهُم حتى يأتي وعد الله أو حتى يأتي أمر الله عزَّ وجلَّ) فالأمَّةُ تفرَّقَت، ولا يمكن أن نعرضها كلها على مستوى واحد ونزنها جميعاً ونكيلها بمكيالٍ واحدٍ وميزانٍ واحدٍ، فالفِرَق لاشكَّ أنَّها وقت في البدع والضلالات، والمنتسبون إلى المنهج السَّلفيِّ بعيدون كلَّ البعد إن شاء الله عن هذه البدع، فلا يمكن أن نقول إنَّهم مثل الإخوان المسلمين الذين احتشدت فيهم كلُّ طوائف الضلال، ولا نقول إنَّهم مثل جماعة التَّبليغ الذين جمعوا بين عددٍ من الطُّرق الضَّالَّة فترى الصُّوفيَّ يقتنع بطريقةٍ واحدة بينما التَّبليغي عنده نَقْشَبَنْدِيَّة وسَهْرَوَرْدِيَّة وقادريَّة، فكيف نسوِّيه بالسَّلفي الذي يلتزم كتاب الله وسنَّة الرَّسول عقيدةً وشريعةً ويدعو إلى ذلك؟!!

فأرى أنَّه يجب أن نُنصِف السَّلفيِّين فلا نسوِّيهم بهؤلاء، وهذا من تمام النُّصح لله تبارك وتعالى وتوجيه النَّاس إلى هذا الحق. فإذا عرَضْنَا الطوائف كلها على مستوى واحد ولم نُميِّز هذه الطَّائفة التي اعترف بها شهداءُ الله عزَّ وجلَّ من أئمَّة الإسلام أنَّ الطَّائفة المنصورة هم أهل الحديث، والسَّلفيُّون يجرون في ميدان أهل الحديث فهم إن شاء الله في الغالب الطائفة المنصورة المتميِّزة عن هذه الفرق كلها بأنَّها تلتزم كتاب الله وسنَّة الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-؛ فلا يجوز التَّسوية بحالٍ من الأحوال بينها وبين هذه الفرق، وهذا واللهِ من كامل نصيحتي للأمَّة وتوضيح طريق الحقِّ لها.

أمَّا الشَّاب يسمع: ما يجوز نختلف!! تبليغ وإخوان وكذا وكذا!! يتيهُ ويتحيَّرُ، وهذه الحيرة وُجِدَت في الشَّباب فيجب أن نكشف هذا الوضع للشباب ونقول: هذا الطَّريق الصَّحيح، هذه عقيدة السَّلفيِّين كتاب الله وسنَّة الرَّسول الكريم -عليه الصَّلاة والسلام-، هذه طريقتهم: سنَّة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-. أمَّا هؤلاء فلهم مشارب متنوعة مختلفة كلها بعيدة عن منهج الله عزَّ وجل، ثمَّ إنَّنا نجد هذه الطَّوائف تناهض هذا الحق وتحاربه أشدَّ المحاربة، وتتمثَّل هذه المحاربة في محاربة من يحمل هذا المنهج، فلابدَّ أن نكشف للنَّاس حتَّى يكونوا على بصيرةٍ من أمرهم. وفَّقنا الله وإياكم».

 

  • وقال كذلك -حفظه الله تعالى ومدَّ عمره في طاعته-:

«نحن إذا تكلَّمْنَا عن جماعةٍ ما لا ننقل إلا من كتبهم إن شاء الله، وأفكار هذه الجماعات مطروحةٌ في السَّاحة بالمحاضرات وبالندوات وبالمؤلفات، والذين ينتقدونهم ينتقدونهم من كتبهم ومن صحفهم ومجلاتهم وما شاكل ذلك، فالذي ينقل عن جماعة التبليغ قولاً إنَّما ينقله من كتبهم بالنَّص، والذي ينقل عن الإخوان المسلمين على مستوى الأفراد والجماعات إنَّما ينقله من كتبهم فالسَّلفيُّون هم خير من يتثبَّت، ولا نجد الإشاعات والأكاذيب والافتراءات والتَّشويه -سواءً على ابن تيميَّة أو على ابن عبد الوهَّاب أو على من سلك طريقهم- إلا من أهل البدع فهم لاشكَّ أنَّه يجب أن نتثبَّت في أقوالهم لأنَّك إذا محَّصت أقوالهم تجدها في الغالب محض الكذب وفيما ينقلونه يحرِّفونه كما يريدون.

فهذه كتب السَّلفيَّة ولله الحمد في كلِّ زمانٍ ومكانٍ وحتى في وقتنا هذا الذين يناقشون البدع يناقشونها مناقشةً علميَّةً، ينقلون النَّصَّ بالحرف ويناقشون بالأدلَّة والبراهين حتى يتبيَّن الخطأ، فهذا المسلك إن شاء الله أشدُّ الناس تمسُّكاً به هم المنتسبون إلى المنهج السَّلفي، وأولئك قد يدعون إلى التثبُّت ولكن إذا كان الأمر يمسُّهم!! فنسأل الله التوفيق.

وأنا إنَّما قلت هذا لأن الشَّيخ -يعني الشَّيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى- وجَّهكم توجيهاً صحيحاً ولكن قد يلتبس الأمر على السَّامعين، ونحن يجب أن نُبرِّئ ساحة أهل الحقِّ والحمد لله.

والذي ندين اللهَ به: أنَّ (السَّلفيُّون) في عقائدهم وفي عباداتهم وفي دعوتهم هي الحق التي يجب أن نلتزمها. وحينما نقول: يجب كذا ويجب كذا.. هذا أمرٌ نظري فقط، هذا أوجبه الله لاشك ونحن نقول هذا لكن عمليَّاً تجد الناس في وادٍ والواجبات هذه -التي أقول يجب أن يفعلوا وأن يفعلوا- في وادٍ آخر لم ينفِّذوها ولم يستمعوا إلى هذه التوجيهات لا من ربِّنا سبحانه وتعالى ولا من توجيهات العلماء.

فنحن ندعو هذه الفِرَق إلى أن تجتمع على كتاب الله وسنَّة الرَّسول الكريم -عليه الصَّلاة والسَّلام- ومن ثَبَت في مكانه وعلى ضلالته فيجب أن نُبيِّن ما عنده من ضلالٍ وما عنده من خطإٍ حتى يعرف النَّاس حقيقة ما هم عليه فيجتنبوه أو من يوفِّق اللهُ تبارك وتعالى فيسمع ويُبصِر ويعقل فيجتنب هذا الشَّر ويسلك طريق الخير؛ فهذا من واجب النصيحة وواجب البيان، وقد أخذ اللهُ العهدَ على أهل الكتاب ليبيِّنُنَّه للناس ولا يكتمونه، فنحن حينما نرى عدداً من البدع في العقائد والعبادات في طائفةٍ ما لا يسعنا السكوت والإقرار لما هم عليه فنرى واجباً علينا أن نفنِّد هذا الباطل وفي نفس الوقت نوجِّه النَّاس إلى الحقِّ الذي شرَعَه اللهُ وكلَّفهم به أن يلتزموه، ويجب أن تتظافر جهود العلماء على هذا. وهذه كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة تملأ وتزخر بها المكتبات كلها ما كانت إلا تقويماً وتوضيحاً وبياناً للحقِّ وتفنيداً للباطل، ونرجو أن نسلك مسلك هذا الرجل في مقاومة الشَّرِّ والبدع حتى ينقذ الله تبارك وتعالى من شاء إنقاذه؛ لأنَّ النَّاس لا يدركون ما هم فيه وكلُّ جماعة ترى أنَّها على حقٍّ، كثيرٌ من الناس يتبعون هذا الطريق الضال ويرون أنَّه هو الطريق الإسلامي الصحيح الموصل إلى الجنَّة!! لكن إذا بيَّنتَ له أنَّ ما عليه خطأٌ وضلالٌ -وهو يريد الحقَّ- لاشك أنَّه يتراجع ويسلك الطريق الذي شرعه الله والذي يُرضي ربَّنا تبارك وتعالى، ونسأل اللهَ التوفيق، ونسأل الله أن يوفِّق العلماء لينهضوا بهذا الواجب حتى يستفيد الناس.

لمَّا يتكلَّم واحدٌ فقط وكثيرٌ من العلماء لا يشاركون في القيام بمثل هذا العبء لا شك أنَّ الحقَّ سيُخْذَل!! وأخشى أن يتحمَّل العلماء مسؤولية ذلك، هذه أقولها نصيحةً لشيوخنا وعلماءنا، إنَّ الشَّباب الآن في حيرةٍ وفي متاهةٍ بل هذه الحيرة والمتاهة أدَّت بكثيرٍ من شبابنا السلفي أن يسلك مسالك أهل البدع؛ لأنَّهم لم يجدوا التَّوضيح الكافي لما عند أهل البدع من الضَّلال الذي يجب الابتعاد عنه ولا التَّوضيح الكافي للحقِّ والمنهج السَّلفيِّ حتى يتشبَّثوا به.. كثيرٌ من الشَّباب السَّلفي ضاعوا لأنَّنا لم نحمل لهم راية شيخ الإسلام ابن تيميَّة ونقول: هذا هو الحق، هذا هو الحقُّ وهذا هو الباطل. فيجب علينا أن نستدرك ما فاتنا ونُبيِّن لشبابنا الحقَّ.

كم من داعية الآن سلفي يقول للشباب: عليكم بـ(الظِّلال)!! كأنَّما كُتِب من الجنَّة!! عليكم بـ(معالم في الطريق)!! هذا يدعو إلى فكر الخوارج وإلى تكفير الأمَّة بأكملها (معالم في الطريق)، و(الظِّلال) يدعو إلى تكفير الأمَّة بأكملها ويعتبِر مساجدهم معابد جاهليَّة ثمَّ آراء الجهميَّة والمعتزلة والخوارج والروافض وكل شيء في كتب هذا الرجل، فكيف نمجِّد لهم هذا الرجل ونقول: إمام ومجدِّد؟!! طبعاً سيتَّجه الناس إلى كتب هذا الإمام المجدِّد وسيتركون المنهج السلفي!! إذاً لابدَّ من التَّوضيح يا أمَّة المسلمين، لابد من التَّفريق بين الحقِّ والباطل، واللهُ سبحانه وتعالى سمَّى هذا القرآن فرقاناً لأنَّه يفرِّق بين الحقِّ والباطل و(محمَّدٌ فرَّقَ بين الناس) أو (فرْقٌ بين النَّاس) فيجب على ورثته أن يكونوا فرْقَاً بين النَّاس وأن يفرِّقوا بين المُحِقِّين والمبطلين.

لهذا ضاع شبابُنا، أصبح هذا تبليغي، وهذا إخواني، وفي نفس الوقت يتنكَّر للمنهج السَّلفي ويصبح من خصومه، لماذا؟! لأنَّنا لم نُبيِّن للشباب السَّلفي أن يعضَّ على ما عليه بالنَّواجذ وأنَّ هذا هو الحق وأن يحذر كلَّ الحذر ممَّا عند هذه الفرق. هذا حقٌّ يجب أن نقوله ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفِّقنا جميعاً للصَّدع بالحقِّ والتَّفريق بينه وبين الباطل والتَّفريق بين المُحِقِّين والمُبْطِلِين والسُّنِّيِّين والمبتدعين وإلا سيظل الشَّباب في حيرة وفي متاهة ويتخبَّط وسيكون تبعاً لكلِّ ناعق. نسأل الله التَّوفيق».

[(لقاء بين الشيخين العثيمين وربيع) بمدينة جدَّة، بتأريخ 20/ ذو الحجة/ 1413هـ]

من تفريغات موقع راية السلف بالسودان

ــــــــــ

وللاستماع صوتيَّا:

المقطع الأوَّل

المقطع الثَّاني