«نصيحةٌ لعموم المسلمين حول المنهج السلفي والارتباط بعلمائه والتحذير من مخالفيهم»
«نصيحةٌ لعموم المسلمين حول المنهج السلفي والارتباط بعلمائه والتحذير من مخالفيهم»
  | المقالات   | 879

بسم الله الرحمن الرحيم

«نصيحةٌ لعموم المسلمين حول المنهج السلفي

والارتباط بعلمائه والتحذير من مخالفيهم»

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم..

إخواني الحاضرين؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)).

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)).

وأما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

وبعد؛ الإخوة الكرام من بلاد السودان الشقيق طلبوا منِّي -جزاهم الله خيراً- أن أُقَدِّم لهم نصيحةً بعنوان:

«نصيحةٌ لعموم المسلمين حول المنهج السلفي

والارتباط بعلمائه والتحذير من مخالفيهم»

فأقول مستعيناً بالله -سبحانه وتعالى-:

هذا الأمر فيه ثلاثة عناصر -كما ذكَرَ العنوان-:

[نصيحةٌ لعموم المسلمين]

  • (النَّصيحة) أوَّل عنصرٍ فيها لعموم لعموم المسلمين؛ ننصح للمسلمين جميعاً، كانوا موافقين لنا في المنهج أو مخالفين لنا، فإنَّنا نسمِّيهم مسلمين ولا نُكِّفر أحداً من أهل القبلة بمعصيةٍ أو كبيرةٍ أو زانٍ إلا أن يتعلَّم أصول الدين ثم يسأله العلماء حتَّى يتأكَّدوا أنَّه عَلِمَ الأصول، فإذا جَحَدَ بعد ذلك فأمره إلى الله ثمَّ إلى العلماء ينظرون في أمره ويُقِرُّون عليه… وأمَّا غير ذلك لا نكفِّر كمن يُكَفِّر الناس بالكبيرة، هؤلاء الذين يُكَفِّرون بالكبيرة (الخوارج) لا نفعل مثلهم أو نكفِّرهم كما يكفِّروننا، إنَّما نحن نلتزم ميزانَ الشَّرع.

المسلمون كلهم ندعوهم ونعلِّمهم ونسأل ربَّنا التَّوفيق لهم وللمسلمين ولنا جميعاً، وأن نصبر عليهم ولا نتسرَّع في الحكم عليهم ولا نتسرَّع في هدايتهم وكما قال الشيخ ناصر -رحمه الله-: (لا تقطع النصيحة عن مسلمٍ واحذر على نفسك منه)([1])، قد يكون المسلم من أهل البدع يريد أن يستدرجك ويسوقك معه لبدعته فاحذر على نفسك منه ولكن لا تقطع عنه النصيحة وعلاقتك به تكون علاقةً سطحيَّةً لا تدخل معه في علاقاتٍ عميقةٍ حتى يكون معك في العقيدة والمنهج. ثمَّ ندخل بعد ذلك في..

[المنهج السَّلفيّ]

المنهج السَّلفيُّ: منهج النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- والصحابة -رضي الله عنهم- ومن تبِعَهم بإحسانٍ.

ما معنى المنهج؟ الطريق الذي نسير عليه من عقيدةٍ ومنهجٍ وعباداتٍ ومعاملاتٍ وأخلاقٍ. أي: سِرْنَا في الإسلام على طريقة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

والسَّلفيُّ: نسبةٌ إلى السَّلف. وبعض النَّاس لا يعرفون معنى السَّلف!! يعتبرونه شيئاً عجيباً أو غريباً لأنَّهم يرون أنَّ النَّاس لا تمشي فيه ولا تسلك هذا الطَّريق؛ لأنَّهم غُمِّيَ عليهم واستُدْرِجُوا إلى أهل البدع والخرافات، فالقليل من النَّاس من يعرف المنهج السَّلفي.

ونعني به: الانتساب إلى السَّلف الذين سبقونا بالإيمان وأوَّلُهم الصحابة -رضي الله عنهم- ثمَّ من تبِعَهُم بإحسانٍ، فنحنُ نسير على هذا المنهج ونفرح به.

وقال -عليه الصَّلاة والسَّلام- في الحديث الصَّحيح: «افترَقَت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة، وافترَقَت النَّصارى إلى ثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمَّتي إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة كلُّها في النار إلا واحدة».

وتُلاحِظ يا أخي الكريم: أنَّ أهل البدع لا يذكرون هذا الحديث أبداً؛ لأنَّهم لو ذَكَروه لكُشِفَ أمرُهُم لأنهم مخالفون، وهم لا يقولون بذلك حيث يجعلون دين الإسلام ديناً ليس فيه تركيز على عقيدةٍ ومنهجٍ صحيح؛ كل واحدٍ عندهم يدخل في الإسلام!!

ولو كان صوفيَّاً ولو كان أشعريَّاً ولو كان من الفرق المخالفة لأصول أهل السنة لا يفرِّقون بين هذا وذاك، لذلك إنَّما مقاييسهم ومعاييرهم مختلَّةٌ، وحكمهم على الناس ليس سليماً؛ ليس عندهم الميزان الدقيق كأهل السنة والجماعة؛ لأنَّ أهل السُّنَّة يفرِّقون بين السُّنِّي الخالص (أهل السُّنَّة) الصحيح الخالص وغيرهم من أهل البدع ويعرِفون كلاً ببدعته ويعالجون الناس على هذا الأساس، ولكن لا نكفِّر إلا من كفَّره السلفُ ونكون معنا الدليل ونحن نكفِّر من يفعل ذلك ويحكم بالحكم كبارُ أهل العلم. فالسَّلف معروفون ونحن إن شاء الله على طريقة السَّلف الفرقة الناجية إن شاء الله، نسأل ربَّنا أن نكون من الفرقة الناجية.

[والارتباط بعلمائه]

والارتباط بالعلماء يعني أن تبحث عن شيخٍ لك من أهل السُّنَّة والجماعة الخُلَّص لا الأدعياء؛ فكلٌّ يدَّعي وصلاً للسُّنَّة والسُّنَّةُ لا تُقِرُّ لهم بذاك!! يقولون: سُنَّة.. ونحن أهل سنَّة.. جماعة أهل السُّنَّة!! وتجدهم أهل بدعٍ كثيرة، وأوَّل البدع وأعظمها وأخطرها بدعة العقيدة والمنهج التي تسود بين هؤلاء جميعاً؛ لا يفرِّقون بين هذا وذاك!!، كلمة (إسلام) يحملونها عامَّةً يلقون فيها كلَّ مبتدعٍ وكلَّ مخالفٍ لأصول أهل السُّنَّة!! فاحذروا يا أبنائي من هذا الأمر.

  • فلابد أن يكون لك شيخاً، يعني الشيخ ليس شيخ طريقةٍ ولست أنت المقلِّد للشيخ ولا الشيخ تكون أمامه كالميِّت بين يدي المغسِّل!! كل هذا باطل؛ هذه من رواسب أهل الطُّرق، والمسلمون أكثرهم عندهم هذه الرواسب وكثيرٌ من المسلمين الذين يدَّعون أنَّهم متحمِّسون للإسلام يطيعون أشياخهم طاعةً عمياء وليس في الإسلام طاعةٌ عمياء؛ الطاعة المُطْلَقة لله ثم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والطاعة المقيَّدة بالشرع لكل أحدٍ غير الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد الله سبحانه وتعالى، حتى لو كان أبي أو أمي فلا أطيعمها في معصية الله. إلا من كان من غير هؤلاء الذين يفهمون فنحن نُفَهِّمهم ونشرح لهم حتى يعرفوا ما لهم وما عليهم ومعنا الضوابط الشرعية والحمد لله.
  • وشيخُك تحترمه وتقدره قدْرَه وتأخذ منه وتراجع علمه إن استطعت إلى ذلك سبيلاً. وشيخ وشيخان وأكثَر، لا تأخذ شيخاً واحداً، لا؛ يعني تعلَّم منه واسمع الدرس منه وتسأله بالتلفون بالهاتف عن كل شيءٍ يتعذَّر عليك فهمُه. ولا تكن إنساناً منفرداً بدعوتك؛ كل واحد يأخذ له مكاناً لنفسه يقتصر على نفسه وجهده وعمله اللي بياكل منه العيش الحلال ويرجع إلى بيته ويصلي في المسجد ثم يقعد مع عياله وانتهت المشكلة بما عنده من معلومات!! لا، هذا لا يكفيك لابد أن تضع نفسك مع أهل السُّنَّة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً في وقت فراغك، قال تعالى موصياً للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَع الذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطَاً)) من هم هؤلاء الذين لا تصرف عنهم نظرك؟! إنَّ هؤلاء أهل الدين الصحيح والعقيدة والسُّنَّة ولو كان عندهم نقصٌ في أمورٍ أُخَر إنَّما عندهم الدين الصحيح والأخلاق والسلوك وليسوا ملائكةً، أخطاء قد يخطئوا وليس هناك عصمة إلا لله وللرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- أما بقية المسلمين فليسوا معصومين يصيبون أحياناً ويخطئون أحياناً.
  • فلابد أن تربط نفسك بهؤلاء أهل السنة إن لم يكن تجالسهم أو تسمع منهم، أو تسمع شرائطهم أو تسجيلاتهم، وكتبهم تقرأها، تكلِّمهم في الهاتف، وتسألهم عن أي شيءٍ يعرض لك أو لا تفهمه حتى تجدِّد معلوماتك إن شاء الله.
  • ولا تأخذ علماً من شيخٍ عنده علمٌ مخلوط!!

فعندنا في مصر مثلاً -نحن نتكلَّم عن مصر لكن هذا ليس خاصَّاً بمصر بل البلاد الإسلامية كلها فيها مثل ذلك- فيقوم يتكلَّم في الدين ويقول أموراً صحيحةً ويخلطها بأمورٍ غير صحيحةٍ ويخلطها بمخالفاتٍ! والناس يقولون: لماذا لا تقعدون مع الشيخ فلان فهو يقول (قال الله، قال الرسول)؟!! لا يعرفون العلم الصحيح من غير الصحيح!! وكلُّ مخالفٍ للعلم الصحيح يكون كلامه جميلاً ولكن علمه مخلوطٌ بغيره من العلوم الغير شرعية أو المخالفة للشرع.

فلابد أن يكون أَخْذُكَ من رجلٍ من أهل السُّنَّة خالص، و* تتصل بهم ولا تدعهم ولا تتركهم وتبحث عنهم وإن كانوا جنبك رُحْ عندهم، في سفر تقدر تروحُه رُحْه.. هذه حياتُك؛ دينُك الصحيح حياتُك ومماتك، ليس لك مأوى إلا هذا العمل العظيم بعد الله سبحانه وتعالى.

[والتحذير من مخالفيهم]

نحذِّر من المخالفين مهما كان عندهم (حفظ قرآن) أو (أصول فقه) أو (تفسير) أو (سيرة) لكنهم: المنهج غير صحيح؛ تأخذ بالك منهم.. العقيدة غير صحيحة؛ تأخذ بالك منهم..

فالمخالفون الذين يقولون عندهم الإسلام ويقولون نحن مسلمون أو يقولون بالحديث ويقولون بالآية، وقد يكونون عندهم يعني علم قليل أو عندهم أسلوب كلام وأسلوب مناقشات وطول نَفَس ولكنهم ليسوا على المعرفة القائمة بالعقيدة الصحيحة والمنهج الصحيح فاحذر هؤلاء ولا تلتفت إليهم.

العلماء أو أهل العلم عندهم الميزان الشرعي ومقاييسهم كلها شرعية*

(الجرح والتعديل) يسير على أهل الحديث وكلِّ داعٍ وكلِّ من عرَضَ نفسَه لدعوة الإسلام ونصيحة النَّاس ينطبقُ عليه علم الجرح والتعديل ويُطَبَّق عليه. والعلماء في الأمة معروفون يعلِّمون الخير.

فهذا الشيخ (السَّلفي يعني) صاحب العقيدة إن رأى شيخاً آخَر في أمور ويتبنَّى البدع ويقول بها (وأخطر البدع بدع العقيدة والمنهج) فإنَّه ينصح له مرة واثنين وثلاثة ويصبر عليه* ويشرح له ويصبر عليه هو وإخوانهُ، فإنْ أصرَّ -بعد النصيحة الطويلة والصبر عليه- أصرَّ على تبنِّي البدع تلك البدع والأصول فلابد أن تنبِّه الناس عليه لكن بدون طريق الشتم هذا شيخ كذا شيخ كذا، لا لا تسبُّه ولا تشتمه لم نؤمر بذلك، وقل هذا للأشياخ الكبار أو لكبار طلاب العلم، لا تشق طريقهم أبداً**… يقول للناس: احذروا كلام الشيخ، ياشيخ أنت قلت كذا وصحَّته كذا وهذا هو الصحيح، أنت قلت كذا والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال كذا والقرآن يقول كذا وأهل السُّنَّة قالوا كذا، فإن سمِعَ منك وإن لم يسمع منك مش تقول دا راجل عنده متزوج أربعة، دا راجل بيهجر امرأته، دا راجل بياكل… هذه الأمور شخصية لا تسعه فيها أو غيرك ينصحه، إنما أنت ترد على المنهج.

ولو كان عنده أخلاق عنده معاملة طيبة وعنده المنهج مختلٌّ برضو تقول على المنهج؛ لأننا لا نقول بـ(الموازنات). لو جئت لواحد مع بعض المسلمين رجل واحد كافر واحد يهودي أو واحد إنجليزي أو فرنسي ويعامل الناس معاملةً طيبةً ويكرم الجيران اللي عنده ويضحك في وجوههم ويصبر عليهم ويدِّيهم فلوس فالناس يفرحون به**، ولكننا لا نرضى بدينه ولا نأخذ من دينه، مش أقول إذا واحد سألني عليه: ده راجل صالح!! ده رجل يحب الناس يحل مشاكلهم يدِّيهم فلوس!! لا، إذا قلت ذلك خلاص نسيت السابق!! نسيت أنه مشرك!!

فأقول: أمر البدعة لا يخفى على أهل الحديث وأهل الجرح والتعديل، فنعرف أنَّه لا نأخذ من أي إنسان، نأخذ من الكتاب والسُّنَّة بفقه سلف الأمة ثم من يعلِّمونا من أهل السُّنَّة.

وهذا الشيخ الذي يقوم بنُصح الناس لا نطيعه تقديساً له؛ إنَّما نطيعه لأنَّه يقدِّم لنا الدين الصحيح من الكتاب والسُّنَّة بفهم سلف الأمَّة، فنفرح به ونتعلَّم منه ويشرح لنا، ونحن نحبُّه لذلك وندافع عنه دفاعاً عن دينٍ لا مجرَّد شخصه!! فإنَّ شخصَه محتَرَمٌ عندنا ولكننا لا نقدِّس شيخاً ولا نقدِّس كلام شيخٍ، ولا نأتي بكلامٍ له إلا إذا كان مدعَّماً بالأدلَّة من الكتاب والسُّنَّة بفهم سلف الأمَّة. هذا الشيخ إنْ وقَعَ في خطإٍ ننصح له ونكلِّمه بأدبٍ حتى نبيِّن له الأخطاء التي قد يكون وقع فيها*. وعلاقتك بأهل السُّنَّة علاقةٌ قلبية…* أخاً لك من أهل السُّنَّة تزوره ويزورك وتعامله ويعاملك… وأنت تأكل عنده أو يأكل عندك كل ذلك ليس فيه حرجٌ.

أما الآخَر؛ جارك أو قريبك الغير سنِّي الذي يخلط بين هذا وذاك أو يقع في المعاصي فإنَّك تنصح له وتعامله معاملةً سطحيَّةً يقول لك يا أخي تعال نروح السوق؛ اعتذر له بالحق.. تعال يا أخي نزور فلاناً؛ اعتذر له بالحق، إنَّما أخوك علاقتك به!! لكن لا تعطي ظهرك لهذا البدعي وتقول هذا بدعي!! يقول الشيخ ناصر -رحمه الله- وهذا مؤيَّدٌ بالأدلة أيضاً ومشروحٌ بالتفصيل بالأدلة: (أنَّك لا تقطع عنه النصيحة) من ينصحه؟! من يرشده؟! فلا تعطي له ظهرك إن استمع النصيحة وإن لم يسمع فاحذر على نفسك منه.

هذا وبالله التوفيق، وجزاكم الله خيراً.

وأسأل الله رب العرش العظيم أن يوفِّقنا، وإذا كنتُ أحسنتُ أو قلتُ شيئاً ولم أخالِف فهذا من فضل الله، وإن أخطأت فمن نفسي وأستغفر الله العظيم من كلِّ ذنبٍ عظيم. وجزاكم الله خيراً، وسامحوني على أسلوبي الضعيف على قدري، وبارك الله فيكم.

والصلاة والسلام على رسول الله، صلَّى الله عليه وسلَّم.

تفريغ لقاء فضيلة الشيخ الوالد حسن بن عبد الوهاب بن مرزوق البنَّا -حفظه الله – مع أبنائه بالسودان

ــــــــــــــــــــ

 

علامة النجمة (*) تعني أنَّ في الموضع كلاماً لم يتيسَّر تفريغه لعدم وضوحه في التسجيل.

  ([1]) وهذا إذا كان المنصوح يستجيب للنصيحة، كما ذكر الشيخ -حفظه الله تعالى- في آخر الكلمة: «فلا تعطي له ظهرك إن استمع النصيحة وإن لم يسمع فاحذر على نفسك منه».