الإجابة الجابريَّة على الأسئلة الأندونوسيَّة وبيان حال الفرقة الحجورية الحدَّادية
الإجابة الجابريَّة على الأسئلة الأندونوسيَّة وبيان حال الفرقة الحجورية الحدَّادية
  | الفرقة الحجورية الحدّادية   | 2261

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،

 

أما بعد:

فهذا تفريغٌ مقتطفٌ لثلاثة أجوبة تتعلَّق بالحجوري من اللقاء المفتوح مع الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله تعالى- في دورة شهر شعبان 1433 هـ؛ المسمَّى بـ (الإجابة الجابريَّة على الأسئلة الأندونوسيَّة).

 

السُّؤال الأوَّل

السؤال:

أثابكم الله هذا سائلٌ يقول: ما هو الموقف الصحيح في الاختلاف بين الشيخ يحيى الحجوري والشيخ عبد الرحمن العدني؟

 

فأجاب الشيخ -حفظه الله تعالى-:

يحي الحجوري مبتلى بثلاثة أمور:

إحداها: وقوعه في عددٍ كبيرٍ وكثيرٍ من البدع؛ ومنها: تقريره أنَّ الصحابة شاركوا في قتل عثمان، وهذا كذبٌ على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومنها: أنَّ أهل بدرٍ عصوا الله مرتين. نعم.

الثاني: الوقاحة والفحش في القول؛ فهو سفيهٌ في هذا الباب ولا يصلح لأخذ العلم عنه أبداً؛ سفيهٌ شرسٌ سيء الخلق، وهذا ظاهرٌ على طلابه المولعين به المقتفيين نهجه.

الثالث: الحماقة؛ أحمق، فهو الذي جرَّأ الرافضة على حصار دمَّاج؛ فمن أقواله: “لا عليكم من الرافضة، إذا بدأوا -يعني: بدأوا الهجوم علينا- نحن نختم”، وكذلك يسبهم ويلعنهم ويفحش في القول فيهم مع أنه في ديارهم فهم أكثر من أهل السنة وأقوى من أهل السنة. ولما عُرِضَ عليه أن يأخذ السلاح من محافظ صعدة -وأظنه في ذلك الوقت علي بن محسن الأحمر- مَنَعَ، قال: “لا
نأخذ سلاحاً
“. المحافظ عرض عليه أن يأخذ السلاح للدفاع عن النفس وكانوا في حربٍ مع الحوثين فمنع قال: “لا نأخذ سلاحاً لأننا ليس بين وبينهم شيء” لكن لما خُنِقَ وضُيِّقَ عليه وذاق مرارة المسِّ من الرافضة أفتى بالجهاد فيما بعد، فهي فتوى مُكْرَهٍ لا فتوى تحقيق. الأخ عبد الرحمن صاحب سنَّةٍ -كما ذكرت ذلك مساوئ يحيى- الشيخ عبد الرحمن صاحب
سنَّةٍ؛ حتى هذه الساعة لا نعلم عنه إلا خيراً.

 

السُّؤال الثَّاني

السؤال:

أحسن الله إليكم هذا سائلٌ يقول: يا شيخنا -حفظكم الله- حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر الشيخ ربيع ويحيى الحجوري فحسب! فهل هذا صحيح أم ليس بصحيح؟

 

قال الشيخ: كيف؟

السؤال: حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر الشيخ ربيع ويحيى الحجوري فحسب! فهل هذا صحيح أم ليس بصحيح؟

 

فأجاب الشيخ -حفظه الله-:

الشيخ ربيع -حفظه الله- زكَّاه الألبانيُّ وهذه مقولته فيه، وأما الحجوري فقد أسلفت لكم القول عنه، فكيف مثله يكون حامل راية الجرح والتعديل؟!، هو (حامل الجرح) مجروحٌ من كل الجهات. كيف يُعَدِّلُ مجروحٌ؟! والله هذا مثل الأعمى الذي يمسك في البصير ويقوده بيده! الأعمى يُقَادُ أم يقود؟!

وهذا جواب الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- عن قول يحيى الحجوري: “أنَّ النبي أخطأ في بعض وسائل الدعوة”!!

السُّؤال:

جزاكم الله خيراً، هذا سائلٌ يقول: هل النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- معصومٌ في تبليغ الدعوة وليس معصوماً من الخطأ أو هو -صلى الله عليه وسلم- في كليهما معصوم. جزاكم الله خيراً؟

 

فأجاب الشيخ -حفظه الله تعالى-:

الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- معصومون من الكبائر كالزنا وشرب الخمر والسرقة وعقوق الوالدين وغيرها، وكذلك معصومون من صغائر الخسَّة كالنظرة والقبلة المحرمتين. هذا أولاً؛

ثانياً: هم معصومون في تبليغ الوحي، فيجب اعتقاد أن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بلَّغوا ما أمرهم الله بتبليغه فلم ينقصوا منه ولم يزيدوا عليه بل بلَّغوه كما أمرهم الله -عزَّ وجلَّ- عليهم الصلاة والسلام.

والأمر الثالث: هل يعرض للنبي نسيان؟ والجواب: نسيان أمور الدنيا هذا هم بشر كسائر البشر، أما نسيان الوحي فلم ينسوه قبل تبليغه، وبعد التبليغ يحصل كما حصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سها في الصلاة، وروي أنه سمع رجلاً قرأ آيةً فقال:
“رحم الله فلاناً ذكَّرني آيةً كنت قد نسيتها”.

الأمر الرابع: يجب توقير الأنبياء وأن يتأدب معهم فلا يعاملون كمعاملة سائر البشر، فلا يقال: “النبي أخطأ في الدعوة”! هذا سوء أدبٍ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في غزوة بدر: “اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض“، قال الحجوري: “بل ستعبد“! هذا اعتراضٌ على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكيف ذلك؟! لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما هو متقررٌ عند أهل السنة أنَّه يوحى إليه، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى[النجم: الآيات (3، 4)]، فيجب صيانة اللسان عن التَّطاول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهذا من مزالق الأقدام وهو من استفزاز الشيطان.

وهنا أمرٌ، وهو: هل يجتهد النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ نقول: قد يجتهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما لم يوح إليه، واجتهاده في هذا ثلاثة أقسام:

أحدها: ما وافقه الوحي.

الثاني: ما سكت عنه الوحي فلم ينزل فيه شيء بالموافقة ولا المخالفة فهذا من شرعه.

أما الأول فواضح، نزول الوحي بموافقته إقرارٌ من الله له عليه، وسكوت الوحي هو أيضاً إقرار من الله عز وجل لأن الله عز وجل لا يقرُّ نبيَّه على الباطل.

الأمر الثالث: ما نزل الوحي بخلافه فيُتَأَدَّب مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وهذا له أمثالٌ كثيرةٌ: مثل أسارى بدر؛ فإنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- استشار الصحابة استشار أبا بكر وعمر، فكان رأي عمر أن يقتل كلُّ أناس من كان منهم من الأسرى -يعني: كل قبيلة من قريش المسلمين يقتلون قريبهم- ورأي أبي بكر -رضي الله عنه وعن عمر- القبول؛ قبول الفدية. فنزل الوحي يعاتب النبي -صلى الله علي وسلم-: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال: الآية (67)]، فيُكْتَفَى بهذا ولا يُتَطَاوَل ولا يقال: “أخطأ في وسائل الدعوة أو بعض وسائل الدعوة”، أو: “لم يُصِب التعبير الصحيح”؛ فهذا بدعةٌ ومنكرٌ من القول ويُخْشَى على صاحبه من الكفر والعياذ بالله.

 

لتحميل الأسئلة صوتياً من هنا

الســـــؤال الأول

الســــــــؤال الثـــــــــــــــــــاني

الســـــــــــــؤال الثــالـــــــــــــــــــــــــث

جزى الله خيراً من قام بتفريغه والاعتناء به..