هل يعذر بالجهل من يدعو إلى الاستغاثة بالقبور
هل يعذر بالجهل من يدعو إلى الاستغاثة بالقبور
  | العذر بالجهل   | 1763

هل يعذر بالجهل من يدعو إلى الاستغاثة بالقبور

العلامة عبيد بن عبد الله الجابري

-حفظه الله تعالى-

 

يقول السائل:

شيخنا حفظكم الله يوجد في بلدنا دُعَاةُ ضلالة من دعاة الصُّوفية الذين يدعون إلى الاستغاثة بالقبور ونحو ذلك من الأمور الشريكة, السؤال بعضُ الشباب يُكفِّرُهم فيقولون هؤلاء رؤوس ولا يُحتاج أن نرجع إلى أهل العلم في تكفيرهم؟

 

الجواب:

هؤلاء لهم حالتان:

إحداهما: أن تكون بلَغته الحُجَّة الرسَّالية وفعل ذلك عن علم وعمْد واختيار وقُدرة على ترك ذلك, أقول عالم عامداً مُختاراً قادراً على أن يعتزل ذلك مَنَّ الله عليه بالقُدرة التي يتخلصُ بها بأن ينأ بنفسه ينأ بدينه عن هذه الطُّرق الضَّالة فهذا كافر, كافرٌ ولا شك.

الثاني: من لم تبلُغهُ الحُجَّة نشأ في علماء سوء وعُلماء ضلالة وطُغاة فهذا تُبين له الحق ويُنَاصَحُ ويجتهد في نُصحه العلماء وطُلَّاب العلم المؤهلون الذين يُحسنون الخِطاب ورد الجواب والدَّعوة إلى الله -عزَّ وجل- بالحُجَّة النيَّرة فإن استقام واهتدى فهو منكم وأنتم منه, وإنْ أبى ولجْلج فهو كسابقهِ هذا أمر.

وليعلم كُلُّ مسلمٍ ومُسلمة أنَّ أهل السُّنة يُفرِّقون بين الفِعل والفاعل وبين القول والقائل ويُفرقون بين الـمُعيَّن وبين العموم، فعلى سبيل العموم فهم يحكمون بِدِلالة الشَّرع حسب ما دلَّ الشرع فيقولون مثلاً المشْركُ كافر، تارك الصَّلاة جاحداً كافر، القاذفُ فاسق شاربُ الخمر مثلاً فاسق، لأنَّ الشرع دلَّ على ذلك وهكذا، والاحتفالُ بالمولد بدعة، التَّحلُّق والذكر الجماعي بدعة وهكذا وفق دلالة الشرع, هذا من حيث الحُكم على العُموم أما الُحكم على الـمُعيَّن فإنَّه لابد فيه من أمرٍ آخر وهو اجتماع الشروط أعني انطباق الوصْف عليه لابدَّ له من أمرٍ آخر وهو انطباقُ الوصْفُ عليه.

وكيف يكون انطباق الوصْف على الـمُعين؟ يكونُ ذلك باجتماع الشُّروط وانتفاء الموانع هذه يعرفها أهل العلم وطُلَّابه المعيَّنون وهذا له شروط بُسِطت في غير هذا الموضع فليُراجعها من شاء.

 

(منقول من موقع ميراث الأنبياء)