هل الحج يجب على الفور أم على التراخي؟
هل الحج يجب على الفور أم على التراخي؟
  | فتاوى خاصة برمضان والحج   | 742

هل الحج يجب على الفور أم على التراخي؟

 

سُئِلَ فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-:

هل الحج يجب على الفور أم على التراخي؟

 

فأجاب -رحمه الله تعالى-:

الحج يجب على الفور، هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم فالحج يجب المبادرة به على الفور إذا كان قادراً ببدنه وماله، أما إذا كان عاجزاً بالمال فلا حج عليه, أو عاجزاً بالبدن لمرض يؤجل حتى يشفى أما القادر بماله وبدنه فإن الواجب عليه البدار بحجه والمسارعة إليه لقول الله -سبحانه-: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، [آل عمران: الآية (97)] ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ: يعني واجب لله على الناس، فالواجب البدار بذلك هذا هو الواجب على الرجل والمرأة والأعرابي والحضري على جميع المسلمين يجب عليهم الحج ولو كانوا في أطراف الدنيا في الشرق والغرب يجب عليهم أن يحجوا إذا استطاعوا بالمال والبدن, فإن لم يستطع ببدنه لكبر سنه أو مرض لا يرجى برؤه فإنه يجب أن يستنيب من الثقات الطيبين من يحج عنه ممن قد حج عن نفسه، النائب لا بد يكون قد حج عن نفسه سواءً كان رجلاً أو امرأة, وهكذا العاجز لكبر السن كأن يكون كبير السن لا يستطيع يستنيب.

 

السائل:

جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ بعض الناس يتشاغل بأمور عن الحج فقد يتشاغل ببناء مسكن ويتشاغل بالزواج أو بشراء السيارة وما أشبه ذلك هل من كلمة؟

فأجاب -رحمه الله تعالى-: 

لا يجوز للمؤمن أن يتشاغل عن الحج الواجب من استطاع الحج فالواجب عليه البدار بالحج ولا يجوز التشاغل ببناء مسكن أو بشراء مزرعة أو ما أشبه ذلك، أما الزواج فله شأن آخر إذا احتاج لزواج وخائف على نفسه يبدأ بالزواج؛ لأنه من النفقة اللازمة فإذا احتاج الزواج وخاف على نفسه من تأخير الزواج يبدأ به قبل الحج ثم يحج بعد ذلك, أما إذا كان لا يخشى فإنه يبدأ بالحج.

 

السائل:

جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، إذاً من ملك عقاراً وبيوت ومزارع وهو لم يؤدي فريضة الحج بعد يعتبر مخطئ؟

فأجاب -رحمه الله تعالى-:

نعم، لا يجوز له التساهل عليه التوبة إلى الله من تأخيره وعليه المبادرة بالحج.

 

السائل:

جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم، وهذا يشمل البعيد والقريب بطبيعة الحال؟

فأجاب -رحمه الله تعالى-:

نعم ولو في أمريكا أو في أي مكان أو في روسيا أو في أي مكان من الأرض يلزمه السعي إذا استطاع ذلك.

 

السائل:

أحسن الله إليكم وجزاكم الله خير الجزاء.

 

[المصدر: فتاوى نور على الدرب – موقع الشيخ ابن باز]