سؤال حول البقاء في السعودية لطلب العلم بدون إقامة؟- الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
سؤال حول البقاء في السعودية لطلب العلم بدون إقامة؟- الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي
  | فتاوى عامة   | 867

سؤال حول البقاء في السعودية لطلب العلم بدون إقامة؟

 

سُئِلَ الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله ومدَّ عمه في طاعته-:

حول البقاء في السعودية لطلب العلم بدون إقامة؟

 

الجواب:

يسأل الإنسان ويحاول أن يحصل على إقامة حتى يستريح ويريح غيره، الشيخ ابن عثيمين لا يقبل طالباً إلا بإقامة. ثم قال الشيخ -حفظه الله-:

أنا لا أستطيع أن أقول لكم اجلسوا، لا اذهبوا، إذا استطعتم أن تدبروا إقامة وإلا فسافروا؛ لأن الدولة تضع هذه الأمور حماية لبلادها وحماية للمسلمين.

يجيء الرافضي، يجيء الشيوعي، يجيء المجرم، يجيء اللصوص إلى آخره ويعيثون في الأرض فساداً ويثيرون المشاكل، فتحتاط الدولة، فلأجل مثل هذه الأشياء قد يرى المسلم شيئاً من هذه الأشياء، فيصبر، يصبر إما يدبر لنفسه إقامة ويجلس ويريح نفسه وغيره، وإما يرجع لبلاده، كل الناس عندهم هذه الأنظمة الآن، تبقى هذه البلاد مسرحاً وممرحاً لأهل الفساد في الأرض؟

إذا كنت أنت إنساناً طيباً فهناك أناس مجرمون وقد أفسدوا في الأرض، وجد من الغرباء أناس مفجرين، أمسكوا أناساً مفجرين فلما طلبوهم وجدوهم بدون هوية بدون إقامة بدون كذا، فيه احتمال إنه كثير من الجالسين إنه مجرم إما بتفجير أو بغيره، كل الناس يريدون أن يجلسوا في الحرمين، فيهم من الروافض ومن غيرهم، فتأتي المشاكل.

فنرى أن إخواننا الحريصين على طلب العلم أن يبحثوا على إقامة ويبقى يطلب العلم، الله يوفقكم، يحاول أن يلتحق بالجامعة إذا يسر الله له بمعهد من المعاهد وهكذا.

مرة جلس عندي أحد الليبيين، قال: البترول هذا للأمة الإسلامية كلها أي بترول السعودية، قلت له: في بلادك ليبيا؟ بترول ليبيا خاص بالليبيين، وبترول إيران خاص بالإيرانيين، والعراق خاص بالعراقيين، إلا السعودية بترولها مشترك، هات لنا بترول إيران وبترول العراق وبترول ليبيا والجزائر وحينها نوزعه على المسلمين جميعاً أليس كذلك؟

طيب، الآن من يستطيع أن يعيش في إيران من السعوديين بدون إقامة، أو أن يعيش في ليبيا، أو أن يعيش في الجزائر، أو أن يعيش في مصر من يقدر يعيش بدون إقامة؟

فافهموا هذه الأشياء والتمسوا المعاذير، والله البلاد هذه يحبها السلفيون لكن فيه أمور تحول بينهم وبين أن يحققوا مطالب إخوانهم السلفيين، أمور شديدة وصعبة لا تتصورونها، أحياناً في البلدان الأخرى يطردون سكانهم، هذه ظروف تمر بالمسلمين، نسأل الله أن يوحد صفوفهم وأن يجمع كلمتهم على إمام واحد وأن تزول هذه العقبات.

كان المسلمون في نعمة، الواحد يرحل من خراسان إلى الأندلس، ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، في أي منزل في أي بلد هو واحد، نحن رأينا هذا هنا، الغريب كأنه من كبار المواطنين، طالب علم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا جنسيات ولا شيء ولا ولا…

وجاءت المشاكل، جاءت فتنة جهيمان، قبل فتنة جهيمان كان أي سلفي يأتي من العالم يتكلم في الحرمين ويتكلم في المساجد ويتكلم في أي مكان بكل حرية، ما أحد يقول له: من أذن لك؟ من سمح لك؟ لا يقال لهم، جاءت فتنة جهيمان، وكان مع جهيمان مصريون ويمنيون وهنود وباكستانيون وإلى آخره، فوضعوا شروطاً للذي يريد أن يتكلم، من الغرباء من كان يثير الفتن على طريقة جهيمان في المساجد وغيرها، فوضعوا هذه الشروط أنه ما يتكلم أحد لا سعودي ولا غيره إلا بإذن.

كيف انتقلت السلفية من مرحلة إلى مرحلة، مرحلة السعة والأخوة الممتدة إلى العالم كله، ثم انحصرت بشدة، وهكذا، جاءت التفجيرات الآن، زادت الأمور سوءاً، الناس يحبون أن يحافظوا على بلادهم وعلى أمنهم، من جلس بلا إقامة وبلا أي شيء يجلس فقط؟ رافضي، مفجر، يهودي، أي شيء، في هذا ضرر، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.

انشروا الدعوة السلفية في العالم يكثر عدد السلفيين هنا وهناك، انشروا الدعوة السلفية بين المسلمين، ويطلب من العلماء أن يجتهدوا في الرجوع بالأمة إلى الكتاب والسنة، إذا رجع المسلمون إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم صلحت أحوالهم واتحدت كلمتهم وأصبحت العقيدة واحدة والمنهج واحد، وأما إذا بقوا هذا علماني وهذا يعني مسلم غير ملتزم وهذا…، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، تعلموا وعلموا واسعوا لإصلاح أحوال المسلمين، ينفع الله بكم.

ثم قال الشيخ -حفظه الله-:

حياكم الله يا شباب، المسافرون يبلغون سلامنا لإخوانهم، والذي يريد أن يقيم يبحث له عن إقامة، إذا لابد له أن يطلب العلم يطلبه وهو رافع الرأس إن شاء الله، لا يجلس تحت الخوف والترقب، وربما ينكب أخاه، لأنه فيه عقوبات على الذي يتستر على المتخلفين، عقوبات شديدة السجن وكذا وكذا…، فلا يسبب لإخوانه المشاكل.

 

[فتاوى
الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- (2/37)]