الرد على بعض النساء اللاتي يُرِدْنَ تسوية أنفسهنَّ بالرجال
الرد على بعض النساء اللاتي يُرِدْنَ تسوية أنفسهنَّ بالرجال
  | مقالات قسم النساء   | 809

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على بعض النساء اللاتي يُرِدْنَ تسوية أنفسهنَّ بالرجال

قال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى ومدَّ عمره في طاعته- في ردِّه على بعض النساء اللاتي يُرِدْنَ تسوية أنفسهنَّ بالرجال:

«أقول: إذا كان النساء لَهُنَّ حق المشورة فِي الأمور العامة من السياسة والحرب والسلم والعلاقات الدولية، فكم هي المَجالس الَّتِي عقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معهنَّ خاصة أو مع الرجال من الصحابة -رضي الله عنهم جَميعاً-؟!!
وكم مجلسًا عقده معهنَّ أبو بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم-؟!!
وكان القراء أصحاب مشورة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ومنهم كبار الصحابة وبعض الشباب كابن عباس والحر بن قيس.

فأخبرينا عن أعيان النساء اللاتي أعطاهنَّ عمرُ هذا الحق سواء فِي مجالس خاصة بِهنَّ أو مع الصحابة كما يحصل اليوم فِي البرلمانات, وإذا كان الرجال من الصحابة قد استأثروا بِهذا الحق طوال هذه العهود, فلماذا لَم يطالب النساء بحقهنَّ من الصحابيات والتابعيات من مختلف البلدان من الحجاز والعراق والشام ومصر واليمن وخراسان؟!!

بل لِمَاذا لَم يطالبن بِهذا الحق فِي العهود الإسلامية كلها إلى هذا العصر؟!! وما هو السر فِي تحرك النساء الآن فِي المطالبة بحقوق كثيرة ومنها: المشاركة فِي الشورى؟!!

أما أم سلمة فما قدم لَهَا -رسول الله صلى الله عليه وسلم- الاستشارة وهي فِي مجلس شورى النساء فأعطته رأيها من خلال هذا المجلس وأيدها نساء المجلس أو خالفنها.
وإنَّما كانت إحدى زوجاته -صلى الله عليه وسلم- وقد ذكر لَهَا حالاً طارئةً فقالت له: افعل كذا وكذا يتابعك أصحابك, فأخذ برأيها -رضي الله عنها- لكن لا يجوز أن نأخد من هذه الحادثة أصلاً من أصول الإسلام أو السياسة فِي الإسلام فنقول:
وكان للنساء حق المشورة.
إذ لو كان الأمر كما تزعم هذه المرأة لقام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أكمل الوجوه, وقام به خلفاؤه الراشدون وأصحابه الكرام والتابعون لَهم بإحسان على أحسن الوجوه, ولتكلم عنه الفقهاء والمُحدثون والمفسرون والمؤرخون؛ إذ لا يعقل أن يكثروا الكلام فِي مؤلفاتِهم عن الحيض والنفاس وسائر الأحكام الَّتِي تتعلق بالمرأة ثُمَّ لا يتكلمون عن هذا الأصل الكبير.

عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “لَمَّا ثقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء بلال يؤذنه بالصلاة, فقال: مروا أبا بكر أن يصلي بالناس. فقلت: يارسول الله, إن أبا بكر رجل أسيف وإنه مَتَى ما يقم مقامك لا يسمع الناس, فلو أمرت عمر. فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس, فقالت حفصة: قولي له: إن أبا بكر رجل أسيف وإنه مَتَى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر. فقال: إنكن لأنتنَّ صواحب يوسف, مروا أبا بكر أن يصلي بالناس”.

فإذا استنبطنا من قصة أم سلمة قاعدة حق الشورى للنساء فماذا نستنبط من قصة عائشة وحفصة -رضي الله عنهم- علمًا بأن عائشة أفضل من أم سلمة؟ نرجو الإجابة العلمية القائمة على الحجة والبرهان والعقل».

[مجموع مؤلفات ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع المدخلي (ج4، ص419-420)]