لفتــةٌ مهمَّــةٌ في أدب الطالب مع شيخه في المراسلة والمخاطبة
لفتــةٌ مهمَّــةٌ في أدب الطالب مع شيخه في المراسلة والمخاطبة
  | التفريغات العلمية والفوائد والنكت, التفريغات العلمية والفوائد والنكت من أشرطة ومقالات فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله   | 2667

بسم الله الرحمن الرحيم

لفتــةٌ مهمَّــةٌ في

أدب الطالب مع شيخه في المراسلة والمخاطبة

قال الشيخ الفاضل نزار بن هاشم -حفظه الله وبارك في علمه-:

«هنالك آدابٌ لابدَّ أن يراعيها طالب العلم في صِلاَتِهِ وعلائقه ومراسلاته؛ فما يرسله القرين والصديق لصديقه يختلف عما يرسله لمن هو أكبر منه سِنَّاً، ثم لم نكن -حين كنَّا والطلاب مع مشايخنا وعلمائنا- نفعل ما يفعله الطلاب والشباب اليوم في مجالسهم أو مخاطبتهم، لكن للأسف الشديد!! لما ظَهَرَت وسائل الاتصال الحديثة ذَوَّبَت كثيراً من الحواجز والآداب المرعيَّة بين المعلَّم والشيخ والمتعلِّم التلميذ؛ فصار كثيرٌ من الطلاب والمبتدِأَة لا يعرف تلك الحواجز والحدود فيرسل ما شاء! وإذا وَقَفَ على ما لم يقف عليه في حياته بادَرَ ببَعْثِه لمعلمه وشيخه، وكأنه يقول كما قال الهدهد: ((أَحَطْتُ بِمَا لَـمْ تُـحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِين)) وهذا الصنيع فيه نوع تعالُـمٍ خَفِيٍّ ودَقِيقُ نكتةٍ في النفس تحتاج إلى تطهيرٍ وصَقْلٍ بالأدب.

وكَمْ من كلامٍ يرسله مرسلُه ليس بفاهمٍ له وفيه ما فيه مما يعكس عدم اللباقة والكياسة وحسن الاختيار للمكتوب والسياق، وليس هذا من قول العلماء: «لا يكون العالم عالماً حتى يأخذ ممن هو في درجته (من قرينه)، وممن هو فوقه، وممن هو دونه في العلم» هذا شأنٌ ليس كهذا الشأن مطلقاً، وهذه الفعال تكثر في بيئات الجهل والتعالم والتصدر البعيدة عن أهل العلم وآدابهم ووجود فرق وطوائف الضلال العارية عن هذه الآداب الرفيعة فضلاً عن المنهج السلفي الحق وشعاره، وقد يُعْذَر بعض المبتدأة حين وقوعهم في مثل هذه الأمور المستقْبَحَة لأجل حداثة السن والتعلم والبعد عن أهل العلم.

فما أحوجنا إلى الأدب العلمي وسَـمْتِهِ؛ فإنه زينة العلم وتاج وقاره، فلنحرص على الوقوف والتعمُّق في كتب السلف والسلفيين الخاصة بالعلم النافع وآدابه مع النفس ومن نأخذ عنه العلم والأدب والسَّمْت؛ كــ(كتاب العلم) لابن أبي خيثمة، و(الجامع) وغيره للخطيب البغدادي، و(جامع بيان العلم وفضله) لابن عبد البر، رحمنا الله وإياهم بواسع رحمته».

11/ ذو الحجة/ 1435هـ