التوجيهات السلفية لطلاب العلوم الشرعية (3): تصدُّر الطالب المبتديء للكتابة والتأليف مسلكٌ غير صحيح
التوجيهات السلفية لطلاب العلوم الشرعية (3): تصدُّر الطالب المبتديء للكتابة والتأليف مسلكٌ غير صحيح
  | التفريغات العلمية والفوائد والنكت, التفريغات العلمية والفوائد والنكت من أشرطة ومقالات فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله   | 1052

بسم الله الرحمن الرحيم

التوجيهات السلفية لطلاب العلوم الشرعية (3):

تصدُّر الطالب المبتديء للكتابة والتأليف مسلكٌ غير صحيح

قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفع بعلمه-:

«طالبُ العلم المبتديء لا بدَّ أن يعي ما يسمع من العلم ويفهمه ويهضمه، وإذا أشكل عليه منه شيءٌ سأل ليفهم.

وتلخيص شروح العلماء لمتون العلم أو اختصارها نوعٌ وضربٌ من التأليف والكتابة، وهذا ليس من شأن المبتديء مطلقاً ولا يعنيه، ودخوله في ذلك من تعالُمِه وتصدُّرِه وسوء أدبه؛ ذلك لأنَّ الاختصار والتلخيص يحتاج إلى تمكُّنٍ وتأصيلٍ علميٍّ وسعة فهمٍ وإدراكٍ وخبرةٍ، لذا قد يُفْسِدُ فاقدُ هذه الصفات كلامَ العلماء ومرادهم بألفاظهم ويُدْخِلُ عليه ما لم يتكلموا به أو بيَّنوه فينسب إليهم زوراً ما لم يقولوا ويقصدوا. فهذا إفسادٌ وظلمٌ وتشويشٌ وتشويهٌ لهم ولعلومهم أثابهم الله بهذا -التلخليص أو الاختصار- سواء نشره كتأليف أو احتفظ به عنده، ولاشك أنَّ الأول أسوأ وأشد جرماً والعياذة بالله.

أما إذا قام المبتديء بعد سماعه وكتابته لكلام العلماء بترتيب ذلك والتأشير على أصوله ومهمَّاته وتثبيته في كراسته ليسهل عليه الحفظ والفهم والاستحضار بلا تغيير لكلامهم ومعانيه فهذا لا حرج فيه إن شاء الله لأنَّه من الضبط والتسهيل والإتقان الجميل.

  • ومثل الأمثلة والأسماء والقصص تُقَيَّدُ كفوائد ونكت لأنَّها: إما علمٌ، أو تُفَهِّم العلم وتُقَرِّبه، أو خبرةٌ ودرسٌ وعبرةٌ و… إلخ، والحوجة إلى ذلك ماسَّةٌ لكلِّ مبتديء».

 

موقع راية السلف بالسودان

www.rsalafs.com