التَّحذير من العمل بما يسمَّى (إمساكية رمضان)
التَّحذير من العمل بما يسمَّى (إمساكية رمضان)
  | التحذير من بعض الأخطاء والمخالفات   | 1454

 

التَّحذير من العمل بما يسمَّى

(إمساكية رمضان)

 

قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله تعالى-:

«لابدَّ أن نُنبِّه على خطأٍ فادحٍ عظيمٍ فشا في مجتمعات المسلمين ويتناوله كثيرٌ من المسلمين ويُتَنَاوَل في شهر رمضان خاصَّةً، ألا وهو ما يسمى بـ(إمساكية رمضان) وتجد فيها التوقيت على الأقسام الآتية:

يقولون لك: (الأذان الأول) الساعة الخامسة مثلاً و(الإمساكية) الخامسة وأربعين دقيقة و(الأذان الثاني) الخامسة وخمس وخمسين دقيقة!!

إذاً؛ جعلوا التوقيت ثلاثة أشياء!!، يعني التوقيت على ثلاث مرات؛ (الأذان الأول) هذا صحيح، ثم (الإمساكية)!! وثالثاً (وقت الأذان الثاني)!!

هذه الإمساكية -هذا ليس قولي وإنما هو قول العلماء منذ القديم- ليس لها دليلٌ لا في الكتاب ولا في السُّنَّة بل هي من البدع كما نقل في ذلك اتفاقَ العلماء ابنُ حجر العسقلاني -رحمه الله- في (فتح الباري) قال: هذه الإمساكية من البدع أن يجعلوا وقتاً معيناً يمسك فيه المسلمون عن الطعام والشراب. هذا لا دليل عليه بل أنت تأكل وتشرب حتى يؤذن المؤذن الأذان الثاني، وإلا إِنْ عَمِلْنَا بهذه الإمساكية عارَضْنَا حديث النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: (كلوا واشربوا ولا يغرنَّكم أذان بلال حتى يؤذن ابن أُمِّ مكتوم -رضي الله عنه-) والإمساكية تقول: “لا تأكلوا”!!

 

فإذاً هذه الإمساكية فيها:

أولاً: مخالفة هدي النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

وثانياً: فيها حرمانٌ للمسلمين من أكلِ سحورهم.

وفيها بالتالي ثالثاً: إحياءٌ لشعائر اليهود؛ لأن اليهود نفارقهم نحن المسلمين بأكل السحور.

ورابعاً: فيها حرمان المسلمين من التمتع بما أباح الله سبحانه وتعالى من الطعام والشراب في السحور.

خامساً: فيها إضعافٌ للأمة الإسلامية؛ لأنها ستقوم على النهار وهي ضعيفة لأنها لم تتمكن من من أكلها وشرابها.

وفيها سادساً أيضاً: مخالفة لنصٍّ صحيحٍ آخر ألا وهو قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ‹إذا أذَّن المؤذن والإناء في يدِ أحدكم فلا يدعه حتى يقضي منه حاجته› لأن العمل بهذه الإمساكية أنه إذا جاء وقت الإمساكية -ولو كان الإناء في يدك- عليك أن تُمْسِك!! وهذا حرامٌ، حرامٌ عليهم أن يفعلوا ذلك.

إذاً؛ انتبهوا لأمرِ هذه الإمساكية، لا دليل عليها كون الناس تعارفوا عليها وكتبوها في التقويم في رمضان أو فيما يسمونه (الإمساكية) وينشرونه في الإعلام وفي الكتب والمجلات هذا واللهِ لا دليل عليه في الكتاب ولا في السُّنَّة ولم يقُل به عالمٌ محقق من علماء السُّنَّة فعليكم أن تنتبهوا».

 

[مفرَّغٌ من دروس شرح كتاب الصيام من (عمدة الأحكام)]