أدب الهاتف الجوال
أدب الهاتف الجوال
  | التفريغات العلمية والفوائد والنكت, التفريغات العلمية والفوائد والنكت من أشرطة ومقالات فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله   | 1125

بسم الله الرحمن الرحيم

أدب الهاتف الجوال

قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه-:

  • بالنسبة لهذا الجوال هو لا شك من خلق الله سبحانه وتعالى مما يسَّر اللهُ للناس أن يصنعوه، وهو في نفسه آلةٌ من الآلات مثله مثل الكأس ومثله مثل الآنية؛ إن وُضِعَ فيه خيرٌ فهذا خيرٌ وإن وُضِعَ فيه شرٌّ فهذا شرٌّ والعياذ بالله.
  • وعلى المسلم أن يستخدمه في طاعة الله سبحانه وتعالى، وأن يُعْمِلَه فيما يرضي الله سبحانه وتعالى؛ فإن استخدمه في الخير نقول له: هذا خيرٌ، وإن استخدمه في الشَّرِّ نقول له: هذا شرٌّ.
  • واللهُ عزَّ وجلَّ رحم العباد به في هذه الأزمنة، الذين يتَّقون الله عزَّ وجلَّ ويراقبون الله ينتفعون به من أجل دينهم ودنياهم ومن أجل آخرتهم، يُعْمِلُونه في طاعة الله، في سؤال أهل العلم، في صلة الأرحام.
  • ولا حرج من استخدامه في الدخول إلى المواقع الإلكترونيَّة والشرعيَّة الطيِّبة، المواقع السَّلفيَّة التي ينتفعون بها ويعرفون بها الحقَّ ويزدادون علماً وحصيلةً هذا لا حرج فيه؛ أن يصلوا به الأرحام، أن يتعاونوا به على الخير، يستعينوا به على أمر الدين والدنيا هذا لا حرج فيه، هذا مما يُمْدَحُ به صاحبه في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى.
  • أما إذا استخدمه في الشر ومواقع الفساد ومواقع الإشكالات في مواطن الفتن، ويستخدمه في الدخول على مواقع الشَّغب والمواقع الإباحية هذا -والعياذ بالله- حرامٌ عليه. أو أن يستخدمه في التَّصوير المحرَّم خاصَّةً إذا كان الجوال به كاميرا أو فيديو فصوَّر به المحرَّمات فهذا حرامٌ شرعاً أن تُصَوَّر به الصور التي فيها أرواح من بشر وبهائم هذا حرامٌ شرعاً لا يجوز له أن يفعل ذلك، وهو بذلك ارتكب جرائم عظيمة منها:
  • التَّصوير وهو من كبائر الذنوب.
  • والجرم الثاني: أنَّه استخدم ما أعطاه اللهُ إياه فيما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ فعصى اللهَ سبحانه وتعالى.
  • الأمر الثالث: أنَّه لم يتَّق الله في هذا المال؛ أَعْمَلَه في معصية الله وفي سخط الله -والعياذ بالله-.
  • والأمر الرابع: شوَّهَ الإسلامَ وأتى بأمرٍ ليس في الإسلام، وهذا -والعياذ بالله- من الشر أيضاً، فكيف إذا استخدمه في المحرَّمات؟!! أن يصوِّر الأمور الخليعة والصور الماجنة!! هذا -والعياذ بالله- حرمةٌ أكبر وأكبر لأنها فاحشة.

ولذلك هذا الجوَّال يتقي فيه العبدُ اللهَ سبحانه وتعالى بأن يُعْمِلَه في طاعة الله سبحانه وتعالى كما ذَكَرْنا.

  • وهو كالباب يُشْرَع فيه السلام والاستئذان؛ إذا قام المتَّصل بالاتِّصال على آخر فهو في منزلة من يدخل على الناس في دارهم؛ يبدأ هو بالسلام وذلك الذي أجاب يردُّ عليه السلام.
  • وإذا لم يرد عليه يعذره؛ لأنَّه في منزلة من لم يأذن لمن طرَقَ بابه بالدخول لأنَّه ربَّما يكون منشغلاً أو معذوراً أو غائباً أو نائماً فيُعْذَر إذا لم يرُد. لذلك لا يُحَبَّذ أن يكرِّر المُتَّصلُ اتِّصاله إذا لم يتم الرَّدُّ عليه إلا لضرورةٍ أو لأجل موعدٍ بينهما واتِّفاقٍ مسبَقٍ.

فهذا لا بد من مراعاته في أدب استخدام الجوَّال.

  • أيضاً: ينبغي أن ينتبه لنغمات جوَّاله؛ ألا يُعْمِلَ النَّغمات المحرَّمة من الموسيقى والأغاني لأنَّ هذا من المحرَّمات، وبالتالي: يكون قد استخدم هذ النِّعمة في معصية الله سبحانه وتعالى.
  • أيضاً: لا يجوز له أيضاً أن يُشْغِلَ في الأجراس والنغمات الآيات القرآنية أو الأدعية؛ لأنَّ هذا ليس من الأدب مع القرآن ولا مع السُّنَّة.

فلذلك هو آلةٌ من الآلات؛ إن استعملها في الخير كانت خيراً له، وإن استعملها في الشَّرِّ كانت وبالاً عليه.

هذه -باختصار- إفادةٌ عاجلةٌ عن أدب الجوَّال.

  • ولا شك أنَّ صلة الرحم قد تكون به لأنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: “أدنى الصِّلة السَّلام”، فمن لم يتمكَّن من زيارة أصحابه أو لم يتمكَّن من الوصول إليهم بالسَّفر جاز له أن يسلِّم عليهم من خلال هذا الجوَّال، فإنَّه يدخل -إن شاء الله تعالى- في الواصلين لأرحامهم، خاصَّةً إذا كانت صلتُه لرحمه تولِّدُ شرَّاً عليه أو تدخله في فتنةٍ من الفتن، فهاهنا إذا استخدم الجوَّال فإنَّه ينجو من الفتن -إن شاء الله تعالى-: أدَّى حقَّ الرحم عليه، وأيضاً نجَّى نفسَه من الفتن وابتعد من الفتن.
  • إذاً؛ هو نعمةٌ من النِّعم إنْ استخدمناه في الطَّاعة، ونقمةٌ من النِّقم إن استخدمناه في الشَّر.

واللهَ نسألُ أن يعصمنا وإيَّاكم من الفتن ما ظهَرَ منها وما بطن. نعم، وبهذا القدر -إن شاء الله- كفاية.

[مفرَّغٌ من كلمةٍ مسجَّلة عبر الهاتف]

موقع راية السَّلف بالسُّودان

www.rsalafs.com