مكانة علم (الجرح والتعديل) وفضل علمائه
مكانة علم (الجرح والتعديل) وفضل علمائه
  | التفريغات العلمية والفوائد والنكت, التفريغات العلمية والفوائد والنكت من أشرطة ومقالات فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله   | 985

بسم الله الرحمن الرحيم

مكانة علم (الجرح والتعديل) وفضل علمائه

قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه ونفَعَ بعلمه-:

«… فاعلموا أنَّ هذا الرَّد وهذا البيان -من جرحٍ وتعديلٍ- فيه:

 

  • صيانةٌ للإسلام،
  • وفيه صيانةٌ لأهل الإسلام،
  • وفيه قوَّةٌ لأهل الإسلام،
  • وفيه تميُّزٌ للصُّفوف الإسلاميَّة عن غيرها من صفوف الباطل والأهواء،
  • وفي هذا الرَّد والإنكار -أيُّها الأحبَّة في الله- رحمةٌ بالمسلمين عامَّةً،
  • وهو رحمةٌ أيضاً بالمخالفين خاصَّةً.. كيف يكون الرَّدُّ على المخالف رحمة؟! نعم، رحمة؛ لأنَّ المخالف إذا مات على هذه المخالفة -والعياذ بالله- فإنَّه قد يموت عاصياً وقد يموت مبتدعاً، فمن رحمة الله بهذا المخالف أن قيَّض له من ردَّ عليه وبيَّن له العوار والباطل وظهَّرَ له الحق فكان أنْ جعَلَ الله -عزَّ وجلَّ- هذا الرَّادَّ سبباً لرحمة الله لهذا المخالف.

ولذلك كان السَّلف يقولون: ‹إنَّ أهل السُّنَّة: أعلمُ الخلق بالحقِّ، وأرحمُ النَّاس بالخلق›، وقال أحدُهم: ‹نحن أرحمُ بأهل البدع من أنفسهم؛ أرأيت رحمةً أعظم من أن تبيِّن له عواره ليتركه وليرجع للإسلام› فانتبه لهذا الأمر.

ولذلك يُقال: إنَّ الذين يقومون بهذ الواجب نحسبهم -إن شاء الله- أنَّهم من أرَقِّ الناس أفئدةً، من أرقِّ الناس قلوباً، ومن أوسَعِهِم علماً، ومن أرحبِهِم صدراً، ومن أرأفهم نفساً.. أيُّها المسلمون، أيُّها الشباب.. وهم من أهل العبادة، ومن أهل الوَرَع، ومن أهل العفَّة، ومن أهل الصِّيانة خلافاً لمن غمَزَ فيهم بأقوالٍ باطلة فقال فيهم: إنَّهم أهل قسوة!! وإنَّ الجرح والتعديل يقسِّي القلوب!! وإنَّ إنكار المنكر يُظْلِم القلب ويسوِّد الوجه ويفرِّق الكلمة كما قال بعض المبتدعة: إنَّهم -يعني أهل السُّنَّة السَّلفيِّين الذين يردُّون على المخالفين رحمةً بهم- أناسٌ لا حظَّ لهم من العبادة!! لا حظَّ لهم من الورع والتَّقوى!!. فردَّ عليهم علماؤنا وقالوا لهم: هل كنتم معهم في ليلهم إذا قاموا؟!! أو دخلتم في قلوبهم حين تضرَّعوا إلى الله سائلين اللهَ الرحمة بالخلق جميعاً؟!! ولذلك؛ هذا من اتِّهام الناس بسوء الظن -والعياذ بالله-، ولذلك انتبِهوا لهذا الأمر.

فهذا الأصل مهمٌّ، وهو أصلٌ من أصول (الولاء والبراء) فتنبَّهوا لهذا الأمر لأنَّ دعوة الفتن ظهَرَت -وهي عظيمة- تحرق القلوب -والعياذ بالله- وتُضِلُّ الشباب عن صراط منهج السلف الصالح؛ فانتبهوا واحذروا!!»

[مفرَّغٌ من الشريط الثالث من شرح (ثلاثة الأصول)]