من أسـاليب أهـل الأهـواء
من أسـاليب أهـل الأهـواء
  | التفريغات العلمية والفوائد والنكت, التفريغات العلمية والفوائد والنكت من أشرطة ومقالات فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله   | 905

بسم الله الرحمن الرحيم

(فائدة):

من أسـاليب أهـل الأهـواء

قال الشيخ نزار بن هاشم العبَّاس -حفظه الله تعالى وبارك فيه-:

   «والعلماء السلفيون الربانيون المتأخرون ولله الحمد والمنّة حيّهم وميّتهم كثير رحم الله الجميع، وعلومهم وآثارهم وافرة محفوظة بحفظ الله تعالى لأن الله أكرمهم فحفظ بهم دينَه المتين ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ))[الحجر :9].

   فهم القمم الأكابر المجاهدون في سبيله، حبّهم علامة الخير والإيمان، وبغضهم والعياذ بالله- دليل الخذلان والخسران.

   كالشيوخ الأئمة الأعلام؛ عبد العزيز ابن باز، والألباني، والعثيمين، ومحمد أمان الجامي، وأحمد النجمي وابن غصون… رحمهم الله وجعل الفردوس مثواهم،،، وتلاميذهم وأبنائهم من الشيوخ الأعلام؛ عبد العزيز آل الشيخ، وصالح الفوزان، وربيع المدخلي، وعبد المحسن العبّاد، وعبيد الجابري، وصالح السحيمي، وغيرهم من طبقتهم وتلاميذهم وأبنائهم السائرين على طريقتهم حفظهم الله وأطال أعمارهم.

   هؤلاء هم علماء الأمة وأتباعهم الذين التزموا السلفية منهجاً للعلم والعمل والدعوة -نحسبهم كذلك والله حسيبهم-.

   أقول: هؤلاء يجب على الدعاة والشباب محبّتهم ومعرفتهم والإفادة منهم والارتباط بهم وبعلومهم الذّاخرة ونشر محاسنهم وآثارهم العطرة،،،

   وهؤلاء الأكارم هم الذين أراد الله أن يعظّم أجرهم ويجزل ثوابهم ويعلي قدرهم فابتلى أهلَ الأحزاب والطوائف والجّهال المائعين بالطعن فيهم والانتقاص منهم والحط من شأنهم وقدرهم والتفريق بينهم -عافى الله الجميع- بكل حيلة وسبيل عقيم فقالوا (عنهم وفيهم): (علماء ذيل السُّلطان، لا يفقهون الواقع، متشدّدون، لا يعرفون من العلم إلا دخول شهر رمضان وخروجه، جاميّون، مداخلة، حدّاديون، مرجئة !!!!) ((كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا))[الكهف :5].

   وإن مدحوا وأثنوا على بعضهم خاصّة (الشيخين ابن باز والعثيمين) وانتسبوا إليهم!!! فـَتَقيّةً وتمويهاً بالغافلين والجاهلين من المسلمين الذين لا يعرفون ولا يتفطّنون لطرائق وأساليب ومخططات الأحزاب وألاعيبهم بالعقول والعواطف!!

   فتلك الأحزاب والطوائف القطبية المتنوعة و(المتحورة) من شكل لآخر!! ومن هيئة لأختها تسعى بطعنها وذمّها لأولئك العلماء السلفيين لتحقيق الآتي-بعد التخطيط والتمويه (ولو طال الزمن)-:

(1) إسقاط العلماء السلفيين وتلاميذهم وأتباعهم الحادبين على المنهج السلفي، ودفن جهودهم وآثارهم وإخراجهم عن دائرة (التاريخ والحاضر والمستقبل) ومن ثمّ؛

(2) إسقاط وإماتة المرجعية العلمية السلفية الموثوق بها للأمة في الواقع الدّعوي ليصبح الجميع من دعاة وطلاب وشباب… إلخ بلا مرجعية أو في تشكيك منها وتشكّك!! أو في حيرة واضطراب و… و… و إلخ ثم؛

(3) إقامة وتنصيب دعاتهم الحزبيين وبعض المائعين من أهل السنة “علماء الصّحوة والحركة” مرجعيةً متسنّمين ذاك المقام الذي خصّ به الله أولئك الشوامخَ الأعلام ((وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا))[الفتح :26]، وصدق في الأحزاب قولُه تعالى: ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))[البقرة :61]. ثم-بعد إسقاطهم العلماء السلفيين وأتباعهم ومحو هذه المرجعية المأمونة من واقع الأمة والدعوة، وترفِّع الأنصاف المتعالمين في هذا المخطط “البروتكول”-؛

(4) قطع الصّلة وإماتة الرابطة -المطلوبة شرعاً- بين الأمة ومرجعيّتها العلمية السلفية، ومن ثم؛

(5) إحياء رابطة جديدة -مذمومة شرعاً– للأمة مع الأحزاب والطوائف والمائعين المتشبّعين بمالم (يُعطوا) ممن اغترّ بهذه الأحزاب من بعض أهل السنّة وانخدع بشعاراتهم البرّاقة؛ (التعاون مع الجميع لأجل الخير والدّعوة، جمع الصّف والكلمة…) وبتأصيلاتهم الهدّامة التي يحاولون بها هدم الإسلام ومنهج السلف وتدمير الآصِرة التي جعلها الله بين علمائه وأمته، كمحاولاتهم اليائسة لهدم أصل الجرح والتعديل الذي أقام به العلماءُ دينَ الله تعالى في الأرض؛ بتأصيلهم منهج الموازنات لحماية البدع وأهلها، ومنهج التثبّت الذي اخترعوه وابتدعوه -وهو في حقيقته منهج البتّ (القطع والإسقاط) لقول الحق وأهله- لردّ كلام العلماء السلفيين في أهل الأهواء والمخالفين، فهل شرعنا أمرنا بالتثبت من أقوال العدول والصادقين والأثبات والثقات!؟؟؟([1])، وكل ذلك وغيره كثير مما الله به عليم لتبقى لهم أحزابهم وأتباعهم! ودعوتهم على مسالك التغرير والتلبيس!!!

   وكوّنوا لذلك الكثير والكثير من الهيئات والمُنظّمات والكيانات القطبية الدّعوية زعموا، والتي راجت ورُفعت رايتها عند أهل السنّة وشباب الأمة، واغتروا بها بسبب تواجد وتوافر كثير من دعاة وشباب أهل السنة –كما ذكرت سابقاً- فيها وفي أعمالها وبرامجها فحصل التلبيس والتمييع والتِّيه الضّارب بأصقاعه هنالك!!

   فعظُم لذلك شأن هذه الأحزاب وسوادها بمن؟؟؟ بدُعاتنا وشبابنا وكثير من المسلمين الغافلين فتَفرَّق أهل السنة وتشتّتوا ونُخرت أركانهم بأبنائهم!! وعلى رُكام أهل الحق يُحارب الحق وأهله وحينها –والله المستعان- يُولد ويطل برأسه شؤم التبديل والتّغيير؛

   فأصلُ المنهجية السلفية العلمية يُقصم ويُدك بالحزبية والعصبية والتقليدية، ومحل العدل والحلم والإنصاف يبدّل بالتكفير والتبديع والهمجية!!! وحلاوة القرآن بالترتيل تضيع في سكرة ترانيم الأناشيد، وتقرير العلم بالتأسيس والتأصيل يُطمس بآلات التصوير ([2])!!!

   وما كان بين الإخوة من الحبّ والإحسان والآداب راح أدراج الريح!!!

   لكن العزاء والسّلوى والرّجاء في الله القائل: ((لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ))[الزمر:53]، ((إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))[البقرة:20]، ((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا))[الفتح:28]. ويقيننا بعد الله أنه: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) [مسلم].

فالله أسأل أن يوفقنا جميعاً للحق والصواب». اهـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – سيأتي الكلام إن شاء الله حول هذه المسألة في مقام آخر.

[2] – راجع فتاوى العلماء في التصوير وتحريمه بشتّى أشكاله وألوانه إلا للضرورة، أمّا ظهور بعض المشايخ الأفاضل في بعض الصّور الثابتة أو المتحرّكة لا يعني تجويزهم وإباحتهم للتصوير لأنّه قد يُصوّر وهو لايعلم ولم يأذن كما يفعله بعض الحزبيين لتشويه مقام علماءنا الأجلة والتلبيس على المسلمين وصغار طلاب العلم. فالواجب الحذر واليقظة!!! ثمّ إن وُجد مِن الأفاضل مَن اجتهد فجوّز وأباح فإن دليل المنع كما بيّن أهل العلم ظاهر واضح ولا اجتهاد مع وجود النّص، ويُعتذر له في اجتهاده والحقّ أولى وأظهر.

[من مقال: (مهلاً أيُّها الدعاة والشَّباب!! تفطَّنوا لا تضيعوا!!!]

[من هنا]